الرئيس الاندونيسي يتسلم مهام منصبه غدا
يتسلم رئيس اندونيسيا الجديد جوكو ويدودو مهام منصبه يوم غد الاثنين، في هذا البلد الذي يعد ثالث ديموقراطية في العالم، لكنه سرعان ما سيواجه عقبات لاجراء اصلاحات اساسية، من اجل انعاش الاقتصاد الاول في جنوب شرق آسيا.وسيخلف جوجو ويدودو، اول رئيس يخرج من بيئة متواضعة والملقب جوكوي، الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو، خلال احتفال التنصيب الذي سيقام امام البرلمان في حضور عدد كبير من المسؤولين الاجانب، ومنهم رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت ووزير الخارجية الاميركي جون كيري.
وسينشر اكثر من 20 الف شرطي في العاصمة، في مناسبة التنصيب والاحتفالات المقررة طوال اليوم. وبعد تنصيبه، سيجوب الرئيس الجديد شوارع جاكرتا في سيارة مكشوفة حتى القصر الرئاسي. وستنتهي الاحتفالات في المساء بحفل لفرقة هيفي ميتال لموسيقى الروك التي يستسيغها جوكوي.وكان جوكوي (53 عاما) الذي انتخب في تموز/يوليو بعد حملة شرسة نافسه فيها الجنرال السابق المثير للجدل برابوو سوبيانتو، شهد صعودا مدويا بفضل شعبية اكتسبها اولا بصفته رئيسا لبلدية مسقط رأسه ثم حاكما لجاكرتا في 2012.ووعد خلال الحملة بالتصدي في المقام الاول للفساد المزمن وخفض نسبة الفقر، فأنعش بذلك كثيرا من الامال في هذا البلد المسلم الذي يبلغ عدد سكانه 250 مليون نسمة، وكان يحكمه حتى الان ممثلون عن النخبة التي تقيم علاقات مع نظام الديكتاتور السابق سوهارتو (1967-1998).وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المحلل توبياس باسوكي ان "انتخاب جوكوي رئيسا لحظة تنطوي على كثير من الابعاد التاريخية"، معتبرا انه "شخص عادي" خلافا لجميع اسلافه منذ سقوط سوهارتو في 1998 الذين كانوا ينتمون الى دائرة صغيرة من النخبة السياسية-العسكرية. لكن مظاهر الابتهاج الناجمة عن وصول هذا التاجر السابق للأثاث والذي نشأ في كوخ من الخيزران، الى قمة السلطة، تراجعت قليلا نتيجة الهزائم الاخيرة التي مني بها فريقه. ففي اواخر ايلول/سبتمبر، انتزع تحالف برابوو الذي يشكل الاكثرية في البرلمان، جميع المناصب الاساسية في مجلسي البرلمان وألغى الانتخاب المباشر للمسؤولين المحليين. وقد اتاح هذا النظام لجوكوي ان ينتقل من الظل الى الرئاسة، بعدما انتخب عمدة ثم حاكما بالاقتراع المباشر.وبات يتعين على الجمعيات المحلية انتخاب 530 حاكما ورئيس بلدية ومسؤول منطقة. لكن هذه المبادرة تعرضت لانتقادات حادة في البلاد. ويعتبر هذا التراجع لدى الديموقراطية الاندونيسية الفتية، ثأرا من برابوو الصهر السابق لسوهارتو.الا ان برابوو اعلن الجمعة خلافا لكل التوقعات خلال لقائه الاول مع جوكويي منذ الانتخاب في تموز/يوليو، انه طلب من احزاب تحالفه "دعم جوكوي وحكومته"، على الا "تتردد في انتقاد" سياسة الحكومة، مما يمكن ان يعني عرقلة اصلاحات في البرلمان، كما يقول خبراء.وسيواجه الرئيس الجديد الذي يفتقر الى اي خبرة سياسية صعوبات شديدة لاجراء اصلاحات اساسية وعد بها -تحسين الحصول على العلاج والتعليم في بلد يعيش حوالى 40% من سكانه بأقل من دولارين في اليوم الواحد، وتقليص البيروقراطية وانعاش الاقتصاد- نظرا الى ضيق هامش المناورة في الميزانية وانعدام الاكثرية في البرلمان.ولانعاش نمو تباطأ في الفصل الثاني الى ادنى مستوياته منذ خمس سنوات (+5,12%)، يتعين عليه ان يخفض كثيرا الدعم عن البنزين الذي يشكل اكثر من 20% من ميزانية الدولة. ويقول المحللون ان هذا التدبير غير الشعبي تسبب في السابق باضطرابات عنيفة.وسيتيح هذا الاصلاح تأمين اموال لزيادة الاستثمارات وتطوير البنى التحتية التي يحتاج اليها الارخبيل المؤلف من 17 الف جزيرة. وينوي الرئيس الجديد ايضا تحسين مناخ الاعمال لاجتذاب مستثمرين اجانب يشتكون من التدابير الحمائية.