حسن الخلق... العملة النادرة

نشر في 16-05-2015
آخر تحديث 16-05-2015 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي في كل يوم تقريباً نسمع ونقرأ عن مشاجرات بين الشباب في المجمعات والأماكن العامة على أتفه الأسباب، ونسمع أيضاً عن كثير من القضايا المرفوعة في المحاكم بتهمة السب والقذف، سواء لفظياً أو عن طريق برامج التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» وغيره، ونرى كيف أن العنف بدأ ينتشر بين شبابنا في الفترات الأخيرة، وأغلبه مع الأسف الشديد يكون لأسباب بسيطة كان بالإمكان تداركها وحلها قبل تفاقمها ووصولها إلى مستوى العنف و«الهوشات».  فلذلك يحق لنا أن نتساءل بعد انتشار هذه الحالات في مجتمعنا: أين حسن الخلق؟ ولماذا لا نتمثل بمحاسن الأخلاق التي من شأنها حمايتنا وحماية مجتمعنا من الظواهر السلبية وحالات العنف غير المبرر المنتشرة فيما بيننا هذه الأيام؟

إن ما ينقصنا حقاً اليوم هو التحلي بحسن الخلق قولاً وعملاً، ولا أبالغ إن قلت إن أغلب، إن لم يكن جميع، مشاكلنا اليوم هي بسبب ابتعادنا عن التحلي بحسن الخلق، الذي هو جزء أصيل في ديننا الإسلامي الحنيف.

 فالرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، كما أنه، عليه الصلاة والسلام، حدد لنا أساس علاقاتنا مع بعضنا، بأن تكون قائمة على حسن الخلق، في قوله «وخالق الناس بخلق حسن»، أي تعامل مع الناس بالخلق الحسن.

 إن حسن الخلق لا شك يرفع صاحبه ويعلي مكانته بين الناس، ويجعله محبوباً مقبولاً عندهم، كما أنه يقضي على كثير من مشاكلنا وأزماتنا؛ لأنه لو تعامل الناس فيما بينهم بحسن الخلق لما سمعنا عن مشاجرات تحدث هنا وهناك، ولانخفضت قضايا السب والقذف عبر الوسائل المختلفة، ولساد الهدوء في مجتمعنا.

 ولهذا، فإنني أدعو الجميع إلى التحلي بحسن الخلق في تعاملهم، بعضهم مع بعض، لينأوا بأنفسهم عن المشاكل، وهذا لن يحصل إلا بعد أن يتحلى كل شخص فينا بحسن الخلق، فالله تعالى يقول «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ».

back to top