العراق: الرئاسات تبحث «اعتداء الجنابي» وتجدد الأزمة مع أربيل

نشر في 18-02-2015 | 00:05
آخر تحديث 18-02-2015 | 00:05
No Image Caption
• ناحية البغدادي بلا ماء ولا أدوية

• الصيادي: سنقطع لسان من يتطاول على «الحشد»
عاد المشهد العراقي بسرعة قياسية إلى أجواء ما قبل تنحي رئيس الوزراء المثير للجدل نوري المالكي، إذ عادت القوى السنية الرئيسية إلى الاعتكاف بعد حادثة الاعتداء على النائب زيد الجنابي وقتل عمه الشيخ قاسم السويدان الجنابي، في حين تجددت الأزمة بين إقليم كرستان العراق والحكومة المركزية في بغداد بسبب تأخير صرف رواتب الإقليم.

اجتمع مجلس الرئاسات العراقية الثلاث المكون من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري أمس، وبحث المجتمعون مسألة الاعتداء على النائب زيد الجنابي ومقتل عمه الشيخ قاسم الجنابي شيخ أحد القبائل السنية في محافظة الأنبار، وركز الاجتماع كذلك على نزع السلاح من الميليشيات، وعودة النواب والوزراء السنة الى مهام عملهم.

في السياق، زعم النائب الشيعي كاظم الصيادي أمس أنه «لا يوجد شيء اسمه ميليشيات في بغداد، وإنما هناك فصائل المقاومة الإسلامية وأبطال الحشد الشعبي الذين يعملون تحت اطار الدولة ووزارتي الدفاع والداخلية لتحرير بغداد من جميع حالات السرقة والاغتيال وعمليات التفجير»، لافتاً الى أنه «حذرنا سابقا بقطع لسان من يتكلم على فصائل المقاومة الإسلامية وجميع أبطال الحشد الشعبي».

أزمة جديدة

في غضون ذلك، تطفو بوادر أزمة جديدة على السطح بين حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق، بسبب عجز الأولى عن دفع المستحقات المالية للإقليم، بحسب اتفاقية تصدير النفط المبرمة بين الطرفين في ديسمبر الماضي.

وتواجه الحكومة العراقية أزمات متتالية بين معارك عسكرية وأخرى سياسية، وعجز كبير في الموازنة المالية قد تصل تبعاته إلى حد عودة الخلافات مع حكومة إقليم كوردستان وقطع صادرات النفط.

وأكد رئيس حكومة الإقليم نيجيررفان البرزاني أمس، أن حكومة بغداد مفلسة، وستدفع رواتب موظفيها كل 40 يوماً، كما سيتعذر عليها الالتزام بالاتفاقية المبرمة مع الإقليم، والتي تقضي إرسال تريليون ومئتي مليار دينار إلى أربيل شهريا مقابل تصدير النفط من محافظة كركوك والإقليم.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، أن بلاده تواجه تحديات كثيرة، بين انخفاض أسعار النفط، والتحدي الأمني، مطالباً بتضافر الجهود لتحرير مدينة الموصل، ومناطق أخرى بالتنسيق بين بغداد وأربيل.

وأضاف العبادي أن حكومته ملتزمة بحل الخلافات مع الإقليم وفقاً للدستور.

وكان عضو اللجنة المالية في البرلمان مسعود حيدر قد أكد في وقت سابق أمس، وجود كتاب رسمي صادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء يتضمن قراراً صادراً عن المجلس يقضي بتوزيع رواتب الموظفين كل 40 يوما، مبينا أن «القرار تم اتخاذه في العاشر من الشهر الجاري وموقع من الأمين العام لمجلس الوزراء وكالة حامد أحمد خلف الأمين».

وأوضح حيدر أن «القرار ينص على أن مجلس الوزراء قرر في جلسته الاعتيادية، قيام وزارة المالية بدفع رواتب موظفي الدولة كافة والعاملين فيها بتأخير عشرة أيام لكل شهر ويتكرر ذلك تراكميا لكل شهر لحين توفر الوفرة المالية».

الأنبار والبغدادي

ووجه رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت أمس، نداء إلى الحكومة العراقية بضرورة الإسراع لنجدة أهالي «ناحية البغدادي». وقال كرحوت: «إن الناحية منذ ثلاثة أيام بلا ماء»، مطالبا وزارتي الدفاع والداخلية بتشكيل غرفة طوارئ لمعالجة الموقف».

وأكد رئيس المجلس أن «المحافظة شكّلت خلية أزمة، لكن إمكانياتها محدودة ولا ترقى لإمكانية الحكومة أو الوزارات»، مضيفا أن «الوضع في البغدادي متأزّم جدا على جميع الصعد الأمنية والخدمية والإنسانية».

وفي السياق، أكد مدير شرطة ناحية البغدادي المقدم قاسم العبيدي أمس، أن الناحية «تحتضر ولا مغيث لنداءاتها»، مناشدا العراقيين كافة بـ»إغاثة البغدادي لأن هناك جرحى يموتون نتيجة عدم وجود العلاج ولا توجد إغاثة لهم».

وأضاف العبيدي أن «تنظيم الدولة الإسلامية داعش الإرهابي قام باختطاف 35 شخصا من أهالي الناحية واقتادهم الى جهة مجهولة»، لافتا الى أن التنظيم أعدم 30 شخصا، وربما يحاول إعدام هؤلاء المخطوفين الآخرين أيضا».

صلاح الدين

وفي محافظة صلاح الدين، أعلن قائممقام قضاء بيجي محمد الجبوري أمس، عودة 50 أسرة نازحة، بينما اعلنت السلطات خطف 120 شخصا على يد «داعش». وقال الجبوري إن «50 أسرة نازحة من أهالي قضاء بيجي عادت الى مناطقها المحررة جنوب القضاء»، مبينا أن «تلك المناطق هي البوطعمة والحجاج وجريش والصرين والمزرعة والمالحة».

وأضاف أن «150 أسرة نازحة عادت خلال الأسبوع الماضي»، مشيراً الى أن «الأسر عادت بالتنسيق مع قيادة عمليات صلاح الدين وتم تأمين نقلها بعد تجمعها من قضاء سامراء إلى مناطق جنوب قضاء بيجي».

(بغداد ـــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)

الصدر يجمّد «سرايا السلام»

أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس، تجميد لواء «اليوم الموعود» و«سرايا السلام» إلى أجل غير مسمى.

وقال الصدر ردا على سؤال بشأن انفلات الميليشيات ومقتل الشيخ قاسم سويدان الجنابي، «ألم أقل لكم إن العراق لا يعاني من شذاذ الآفاق فحسب، بل إنه سيعاني من الميليشيات الوقحة أيضا، ألم أقل لكم إنه يجب تسليم الجيش العراقي زمام الأمور، ألم أقل لكم إن الحقبة السابقة قد افاءت على العراق بازدياد نفوذ الميليشيات وشذاذ الافاق وتسلطهم على رقاب الشعب المظلوم؟».

وأضاف الصدر: «ألم اخبركم بأن هناك من يريد المساس بأمن العراق واستقراره، وسيبقى لإضعاف الحكومة الجديدة التي أنهت الولاية الثالثة؟»، موضحا أنه «كإثبات حسن نية من أن تكون بداية ليتأسى الآخرون بها، أعلن تجميد كل من سرايا اليوم الموعود وسرايا السلام مع بقاء تجميد الجهات الأخرى الى أجل غير مسمى».

وأبدى استعداده لـ «التعاون مع الجهات المختصة للعمل على كشف المجرمين الذين قاموا بجريمة مقتل الجنابي»، داعيا القوى السنية الى عدم مقاطعة العملية السياسية.

سيدة أمينة بغداد للمرة الأولى

أعلن المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، رافد جبوري أمس إقالة أمين بغداد وكالة نعيم عبعوب من منصبه وتعيين امرأة بدلا منه.

وقال جبوري، إن "المرأة التي تسلمت منصب أمين بغداد تحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة المدنية"، مضيفا وسيعلن اسمها في وقت لاحق. وكان بعض وسائل الإعلام قد تناقل تقارير صحافية تشير الى أن لجنة الخدمات في مجلس النواب أعلنت إقالة عبعوب على خلفية تهم تتعلق بالفساد.

يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يعين فيها العراق سيدة في منصب حساس كمنصب أمين بغداد، في ظل رفض عدد من الأحزاب ذات الخلفية الدينية أن تتبوأ المرأة مناصب سياسية قيادية في الدولة، على الرغم من وجود عدد ضئيل من النائبات في البرلمان.

back to top