«الكونغرس» يمهد لحرب «داعش» ويتحفظ عن التدخل البري

نشر في 13-12-2014 | 00:07
آخر تحديث 13-12-2014 | 00:07
No Image Caption
● النظام يخرق هدنة دمشق وينافس في قطع الرؤوس

● اتفاقية دفاع للمعارضة وهجوم على «قاعدة الزور»
رغم التنديد المتواصل باستراتيجية إدارته المبهمة في الشرق الأوسط، يتجه مجلس الشيوخ الأميركي إلى منح الرئيس أوباما الضوء الأخضر لتوسيع الحرب على (داعش)، لكن دون التدخل بقوات أميركية على الأرض.

اتخذت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أول خطوة نحو التفويض بحرب أميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تصدى خلالها الديمقراطيون لطموحات الرئيس باراك أوباما في مشروع التدخل البري.

وبعد التصويت، الذي تم بموافقة 10 أصوات مقابل رفض 8، سيحال هذا الإجراء إلى مجلس الشيوخ بكل هيئته للنظر فيه، وكان الرئيس باراك أوباما طالب بهذا التفويض.

وسيحل ذلك محل اعتماد أوباما حتى الآن على تفويض حرب تم تمريره في عهد سلفه جورج دبليو بوش، للقيام بعمل عسكري بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001.

وشن أوباما ضربات جوية ضد «داعش» في العراق في 8 أغسطس، ومنذ ذلك الحين قام بتوسيع نطاقها لمكافحة التنظيم الإرهابي في سورية. وقال رئيس اللجنة السيناتور روبرت مينينديز إن هذا الإجراء يوفر تفويضا مدة تصل إلى ثلاث سنوات، ويحد مشاركة قوات الجيش الأميركي في قتال على الأرض «إلا في ظروف معينة».

وتعهد أوباما بعدم انخراط الجيش الأميركي في قتال مباشر على الأرض، غير أنه أذن لآلاف من القوات بالعمل كمستشارين للجيش العراقي.

نشر قوات

ونص المشروع، الذي عارضه جميع الأعضاء الجمهوريون، على ان يمنع الرئيس الاميركي من نشر قوات مقاتلة على الارض على نطاق واسع ضد تنظيم الدولة، ويحدد مدة العملية بثلاث سنوات. لكن ميننديز أوضح أنه «يمكن أن تكون هناك قوات على الأرض لكن ليست أميركية».

وليست أمام النص أي فرصة لتبنيه من الكونغرس الحالي الذي سيرفع جلساته هذا الاسبوع حتى يناير حين تتولى الاغلبية الجمهورية الجديدة مهامها.

لكنه يتيح للديمقراطيين المتأثرين بالحرب على العراق والقلقين من تدخل عسكري جديد في الشرق الاوسط، ان يحددوا خطا احمر قبل النقاش الذي سيتم في غرفتي البرلمان في 2015.

غطاء قانوني

وتخلى أوباما منذ اكثر من اربعة اشهر عن الغطاء القانوني للترخيص البرلماني، وأمر بتنفيذ غارات جوية في العراق ثم في سورية، وبإرسال 3100 مستشار عسكري اميركي الى الميدان، مضيفا انه يعتمد في ذلك على تراخيص سابقة اولها التي صدرت إثر 11 سبتمبر 2001 ضد القاعدة وطالبان وباقي المجموعات «الارهابية»، والثانية التي صدرت في 2002 للاذن بغزو العراق.

لكن الكثير من البرلمانيين يحتجون على قانونية الامر، وينوون منع اوباما من خوض حرب بدون موافقة الكونغرس، كما يريدون الغاء موافقة 2002 وتحديث موافقة 2001 الخاصة بالقاعدة. والجمهوريون على غرار السيناتور جون ماكين هم من المؤيدين عادة لموقف الادارة الاميركية، وينوون منح الرئيس المرونة المطلوبة رغم أنهم يواصلون التنديد باستراتيجيته المبهمة.

إيران وتركيا

في غضون ذلك، ومع اتجاه إيراني لتبني موقف مغاير من الأسد حليفها الرئيسي، يعتزم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو زيارة طهران الأسبوع المقبل.

وصرح السفير الإيراني لدى انقرة علي رضا بيكدلي بأن جاويش سيقوم بأول زيارة رسمية له لايران في 17 الجاري، تلبية لدعوة نظيره الايراني محمد جواد ظريف، مبينا أن أجندة الزيارة يتصدرها تعزيز العلاقات بين ايران وتركيا، المختلفين في المواقف بشأن الحرب الدائرة في سورية.

الدفاع المشترك

وعلى الأرض، اتخذ مقاتلو المعارضة في جنوب سورية خطوة نحو الوحدة قد تجتذب مزيدا من المساندة من داعميهم الغربيين والعرب، بعدما أبرموا اتفاقا للدفاع المشترك لمساعدتهم في مواجهة القوات الحكومية ومسلحي «داعش».

وجنوب سورية هو آخر معقل رئيسي للمعارضة المعتدلة للرئيس بشار الأسد، بعد توسع «داعش» في الشرق والشمال، والمكاسب التي حققتها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في الشمال الغربي.

وقال بشار الزعبي، قائد جيش اليرموك، أحد اكبر جماعات المعارضة في الجنوب، لوكالة رويترز، إن «معاهدة الدفاع المشترك جزء من الخطة الكاملة لتوحيد الجبهة الجنوبية».

وبحسب الوكالة، فإن الاتفاقية المؤرخة في 6 ديسمبر وقعها 17 من زعماء مقاتلي المعارضة، وتأتي بعد أن اتفقت جماعات المعارضة في الجنوب على خطة للانتقال السياسي في سورية.

هدنة دمشق

إلى ذلك، استهدفت مدفعية جيش النظام الثقيلة أمس أطراف قرية عين الفيجة، في ثاني خرق لهدنة متفق عليها مع مسلحي المعارضة في منطقة وادي بردى في ريف دمشق.

ويأتي هذا الخرق بعد اتفاق هدنة يقضي بتسليم ثلاثين من النساء المعتقلات في السجون، وانسحاب القوات الحكومية لبلدة أشرفية الوادي، وإيقاف استهداف قرى وادي بردى، مقابل إعادة فتح مياه نبع عين الفيجة، المغذي لدمشق وريفها.

وفي دير الزور، فجر «داعشي»، من جنسية عربية، نفسه بعربة مفخخة بمحيط مطار دير الزور العسكري، وأعقبت هذا الهجوم اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في محيط المطار ومنطقة حويجة صكر عند أطراف المدينة، ترافقت مع قصف «داعش» بالمدفعية وراجمات الصواريخ.

قطع الرؤوس

ووفق نشطاء فإن قوات النظام استعادت السيطرة على نقاط في الجبل والجفرة وفي محيط مطار دير الزور العسكري، بعد أن أجبر القصف العنيف والمكثف من قبل الطائرات والمروحيات عناصر «داعش» على التراجع.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام نشرت مقطعا مصورا يظهر عناصره وهم يتجولون بجثث عناصر «داعش» الذين قتلوا خلال المعارك الأخيرة.

وأكد المرصد أن العديد من الأطفال تجمهروا حول الشاحنة التي تحمل الجثث، وتتجول في الأحياء الخاضعة للسيطرة النظامية، وقاموا بضرب الجثث بالحجارة والعصي.

(دمشق، واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top