أوباما يعد بتدمير «داعش»... ومجلس الأمن يستهدف موارده

نشر في 13-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 13-02-2015 | 00:01
No Image Caption
الأسد يعزز قواته بآلاف العناصر من «حزب الله» وإيران... وكتائب المعارضة تستعيد المبادرة في درعا
شرح الرئيس الأميركي باراك أوباما مسودة طلب تخويله الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ثلاثة أعوام على حدود مفتوحة، موضحاً أنه لن يتردد في نشر قوات خاصة لتحقيق مهمة تدمير التنظيم، الذي تبنى مجلس الأمن قراراً بتجفيف موارده من تهريب النفط والآثار والفديات.

بعد ساعات من تقديمه طلباً إلى الكونغرس لتفويضه بقتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «هناك خياراً واحداً أمام الجميع هو تدمير هذه المجموعة الإرهابية»، مشدداً على أنه لن يقبل «أن يكون لهم ملاذات آمنة».

وقال أوباما، في كلمة ألقاها في البيت الأبيض، مساء أمس الأول، «أمرت باستراتيجية متواصلة وشاملة لتقليص قدرات تنظيم الدولة الاسلامية وهزيمته»، مؤكداً أنه «يجب نشر قوات خاصة لتنفيذ مثل تلك العمليات إذا اقتضت الضرورة»، رغم قناعته بأنه لا ينبغي للولايات المتحدة الانجرار مرة أخرى إلى حرب برية مطولة في الشرق الأوسط.

وأكد أوباما أن التفويض سيحظر الدخول في حرب جديدة في المنطقة مثل حرب العراق وأفغانستان، وسيكون محدداً بثلاث سنوات لمنح الكونغرس فرصة إعادة تقييم الوضع، مبينا أنه لن يرسل قوات برية إلا في حالات الضرورة فقط.

وأضاف أوباما، في كلمته المقتضبة، إن «الائتلاف الدولي بات في وضع هجومي وداعش في وضع دفاعي، وسنعمل على ألا يتمكن داعش من تهديد المدنيين»، موضحاً أنه «تم دحر الإرهابيين في مناطق شاسعة من العراق وسورية، بأكثر من 2000 ضربة جوية شُنت ضد الإرهابيين».

موارد «داعش»

إلى ذلك، تبنى مجلس الأمن أمس قرار تجفيف موارد «داعش» من تهريب النفط والآثار ودفع الفديات التي يجني منها ملايين الدولارات.

ويلزم مشروع القرار، الذي أشرفت عليه الولايات المتحدة وروسيا، الدول الأعضاء بالامتناع عن إبرام الصفقات التجارية المباشرة وغير المباشرة مع التنظيم الجهادي وعلى تجميد كل أصوله المالية، كما يطالبها بإبلاغ الامم المتحدة في حال ضبط نفط خام أو مكرر من مناطق خاضعة لسيطرة الجهاديين في العراق وسورية.

ويحظر القرار على سورية المتاجرة بآثار مسروقة، وهو قرار كان سارياً من قبل على العراق، ويوصي كذلك بتشديد المراقبة على حركة الشاحنات والطائرات من المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين وإليها، والتي يمكن ان تستخدم لنقل بضائع مسروقة (ذهب أو مواد إلكترونية أو سجائر).

مكاسب جهادية

وفي نوفمبر الماضي، أشار تقرير للأمم المتحدة الى ان الجهاديين يكسبون بين 850 ألفا و1,65 مليون دولار يوميا من بيع النفط لوسطاء خاصين، إلا ان بعض الخبراء يقدر أن هذه العائدات تراجعت بمقدار النصف بسبب الغارات التي يشنها الائتلاف وانخفاض اسعار النفط الخام في الاسواق.

ويندرج هذا القرار التقني الذي يشمل ايضا مجموعات متطرفة اخرى مثل جبهة النصرة ضمن اطار الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة والذي ينص على فرض عقوبات على الدول التي تمتنع عن التطبيق. ويشمل القرار سلسلة من الاجراءات اتخذها مجلس الأمن الدولي منذ استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات شاسعة من الاراضي في سورية والعراق قبل عام.

الأردن والتطرف

وفي عمان، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس الأول إن الصراع مع المتطرفين سيكون عسكريا وأمنيا وأيديولوجيا.

ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن عاهل الأردن قوله، خلال استقباله في قصر الحسينية الرئيس التشيكي ميلوس زيمان، إن «هذا التحدي يمثل تحدياً داخل الإسلام، وهذا يتطلب منه أن يكون قادراً على محاربته، ومن ثم يستطيع أصدقاؤنا أن ينضموا إلينا ويساعدونا، وعلى كل منّا في الدول العربية والإسلامية واجب الدفاع عن ديننا، الذي تم اختطافه من قبل المتطرفين».

وأشار إلى أن «الأردن، مستمر في حربه، بالتعاون مع الدول المشاركة في التحالف الدولي، ضد عصابة داعش الإرهابية، التي تسعى لتشويه صورة الإسلام السمحة».

الأسد يعزز قواته

وعلى الأرض، وصلت تعزيزات عسكرية من حزب الله وإيران لمساندة قوات النظام قوامها أكثر من 4 آلاف عنصر إلى خط المواجهات مع الثوار في ريفي القنيطرة ودرعا وريف العاصمة الجنوبي.

وفي درعا، تمكنت الفصائل المعارضة في ريف درعا من التصدي لميليشيات حزب الله اللبناني والقوات الإيرانية، مكبدة إياها خسائر فادحة في معارك هي الأعنف في المنطقة منذ سنوات، بحسب ما أفاد به موقع عكس السير.

واستعادت المعارضة زمام المبادرة وأوقفت التقدم، الذي حققه محور النظام في بلدة دير العدس التي تعد الهدف الأول لهجومه، بحسب ناشطين أوضحوا أن «تلك الميليشيات فشلت في التقدم إلى بلدة كفر ناسج، وشهدت المعارك اغتنام الثوار خمس دراجات نارية جبلية كانت بحوزة الميليشيات، إضافة إلى تدمير ثلاث دبابات وناقلة للجند».

مجازر الغوطة

وفي ريف دمشق، حذرت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية من وضع صحي خطير في الغوطة الشرقية من جراء القصف الكثيف لطائرات قوات النظام. وقال مدير العمليات في المنظمة إن عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفيات التي تدعمها المنظمة تجاوز الطاقة الاستيعابية للمستشفيات في الأسابيع الأخيرة.

ودان رئيس ائتلاف المعارضة خالد خوجة ما تتعرض الغوطة من مجازر على يد جيش النظام، مطالباً في رسالة الى مجلس الامن أمس الأول بالتدخل الفوري لإيقاف الغارات الجوية «الوحشية» وحماية المدنيين فيها قبل أن يؤدي الى المزيد من اراقة الدماء.

وأكد خوجة ان مجازر دوما هي جزء من جهد أكبر من قبل النظام السوري للقضاء على جميع أشكال المعارضة. وقال ان «النظام لم يكتف بالحصار الذي فرضه على الغوطة الشرقية عامين، وقرر تكثيف الجهود الوحشية لقتل اي سوري يتجرأ على المطالبة بالحرية».

دي ميستورا

وفي دمشق، أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس الأول أنه سيقدم تقريرا عن جهوده الرامية لإيجاد حل للأزمة السورية أمام جلسة يعقدها مجلس الأمن في نيويورك الثلاثاء المقبل.

وقال دي ميستورا، في تصريح صحافي مقتضب بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في ختام زيارته الثالثة لدمشق، «تركيز مهمتي هو على أهمية خفض معدلات العنف لمصلحة الشعب السوري ووصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط وبشكل متزايد الى الجميع».

وأضاف: «ولكن بالطبع فإن جل تركيزي في هذه المهمة هو العمل على تيسير عملية سياسية من أجل الوصول إلى حل سياسي لهذا النزاع الذي طال جداً»، لافتا إلى أنه «لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة».

(واشنطن، دمشق، عمان-

 أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

الاستخبارات الأميركية ستدقق باللاجئين السوريين

أبلغ مسؤولون في الإدارة الأميركية أعضاء في الكونغرس بأن أجهزة الاستخبارات ستجري عمليات تحقق معمقة من اللاجئين السوريين الذين تستعد الولايات المتحدة لاستقبالهم.

وأكد مدير مركز مكافحة الإرهاب نيكولاس راسموسن "استخدام كل ثقل" أجهزة الاستخبارات "للتحقق من أي معلومة يمكن أن نحصل عليها وتثير قلقنا"، وقال مايكل ستاينباش من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي): "علينا ان نولي اهتماما كبيرا بكشف أي صلات محتملة مع مجموعات إرهابية أجنبية".

ومع إقراره بأن حالة الانهيار السائدة في سورية تجعل الأجهزة الأميركية "تفتقر الى المعلومات"، أضاف ستاينباش: "نعم، أنا قلق" حيال تقييم الخطر الذي يمكن ان يشكله بعض هؤلاء اللاجئين.

وفي ديسمبر، أعلنت الولايات المتحدة انها تدرس تسعة آلاف طلب لجوء للاجئين سوريين، تسلمتها من المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة.

واعتبر رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب الجمهوري مايكل ماكول أمس الأول أن جلب لاجئين الى الولايات المتحدة "قد يصبحون بعدها متطرفين" سيكون "خطأ هائلاً".

(واشنطن- أ ف ب)

back to top