نقل الدم أثناء جراحة القلب لم يعد ضرورياً!

نشر في 04-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-09-2014 | 00:01
يمكن أن يتخذ جراحو القلب بعض الخطوات لتجنب الحاجة إلى نقل الدم.

إذا كنت تستعد لجراحة القلب المفتوح، قد تتساءل حول أهمية نقل الدم. مقارنةً بالوضع منذ عشر سنوات، أصبحت عمليات نقل الدم اليوم أقل شيوعاً خلال جراحة القلب أو بعدها. ينجم ذلك جزئياً عن تحسن التقنيات المتوافرة، فضلاً عن فهم المخاطر والمنافع المحتملة لتلقي الدم.

يقول د. مايكل ديفيدسون، أستاذ جراحة مساعد في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: {نقل الدم قد ينقذ حياة كثيرين. لا يمكن أن نقوم بمهمتنا خلال جراحة القلب أو في أي مجالات طبية أخرى من دون القدرة على نقل الدم. لكن أدت عوامل عدة إلى تراجع عمليات نقل الدم خلال جراحات القلب الروتينية}.

الاحتفاظ بالدم

على سبيل المثال، يستعمل جراحو القلب اليوم {حافظة الخلايا}، وهي عبارة عن جهاز يمتص الدم المفقود ويغسله ويصفّيه ثم يعيده إلى الفرد خلال الجراحة. كانت التعديلات التي طرأت على الآلة الموصولة بين القلب والرئة مفيدة، أيضاً، لأنها تتحكم بوظيفة القلب خلال الجراحة. يعني استعمال كمية أصغر من السوائل لتشغيل الآلة أن دم المريض يصبح أكثر سماكة، ما يخفف الحاجة إلى دم إضافي.

في الوقت نفسه، يتراجع عدد المرشحين المناسبين لعمليات نقل الدم لأن الأطباء اكتشفوا أن فقر الدم بعد جراحة القلب لا يثير القلق بقدر ما كانوا يظنون. تشمل أجسام المصابين بفقر الدم عدداً صغيراً من خلايا الدم الحمراء أو كمية غير كافية من الهيموغلوبين (البروتين الذي ينقل الأكسجين في الدم). يقول د. ديفيدسون: {اليوم، نحن نتقبّل فقر الدم بعد الجراحة لأننا نعلم أن المرضى يستطيعون تحمّل هذه المشكلة بعد إصلاح قلبهم. وسرعان ما يعوّض النخاع العظمي، حيث تتشكل خلايا الدم الحمراء، عن الخلل السابق مع مرور الوقت}.

مخاطر نقل الدم

ثمة محرك آخر لهذا الوضع المستجدّ: تحمل عمليات نقل الدم مخاطر تفوق تلك التي كان يعرفها الأطباء في السابق. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتلقون الدم بعد جراحة القلب قد يواجهون مضاعفات إضافية (التهابات، رجفان أذيني، وبعض أنواع قصور القلب) مقارنةً بالأشخاص الذين لا يتلقون الدم.

نُشرت دراسة في يناير 2014 في {حوليات جراحة الصدر} وقد شملت نحو 23 ألف شخص خضعوا لجراحة تحويل مجرى الشريان التاجي، فتبين أن الأشخاص الذين تلقوا وحدة أو وحدتين من الدم هم أكثر عرضة لمواجهة المضاعفات أو حتى الوفاة مقارنةً بمن لم يتلقوا الدم. الأسباب ليست واضحة بالكامل، لكن تشير بعض الأدلة إلى أن نقل الدم يغير ردة فعل جهاز المناعة، ما يجعل المريض أكثر عرضة للالتهابات.

تبرّع ذاتي أو موجّه

بالنسبة إلى البعض، قد يكون الاحتفاظ بدمهم الخاص قبل الجراحة خياراً مطروحاً. تساهم هذه العملية المعروفة بالتبرع الذاتي في تجنب المشاكل المرتبطة بجهاز المناعة بعد تلقي الدم من شخص آخر. لكنّ التبرع الذاتي بالدم قد يؤدي إلى فقر دم خفيف قبل الجراحة. يقول د. ديفيدسون: {نحن نتقبّل فقر الدم عند الأشخاص الذين عالجوا مشكلة القلب لديهم. لكنّ بعض الأشخاص لن يبلوا حسناً حين يتبرعون بدمهم الخاص ما لم تتم معالجة مشاكلهم القلبية، مثل مرض الشريان التاجي أو مشاكل في الصمام}. لكن تتراجع مخاطر فقر الدم عند أشخاص آخرين مقابل ارتفاع خطر النزيف خلال الجراحة. قد يستفيد هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى إصلاح تمدد الأوعية الدموية (نتوء في الشريان ينجم عن ضعف جدار الوعاء الدموي) من التبرع الذاتي.

يقضي خيار آخر بتلقي الدم من أحد أفراد العائلة أو من صديق لديه فئة الدم نفسها: إنه التبرع الموجّه. يخضع هذا النوع من التبرع لمعايير صارمة كتلك المطلوبة لفحص عينات الدم الأخرى، وتشمل تلك المعايير إجراء اختبار للكشف عن بعض الأمراض الخطيرة والمنقولة بالدم مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد «ج».

التحدث مع الجراح

تتفاوت معدلات نقل الدم قبل جراحة القلب بنسبة كبيرة من مستشفى إلى آخر، لكن لا أهمية للأرقام عند أخذها خارج سياقها الصحيح بحسب رأي د. ديفيدسون. على سبيل المثال، قد يسجل المستشفى الذي يجري عدداً أكبر من جراحات القلب المباشرة معدلاً أدنى من عمليات نقل الدم مقارنةً بمستشفى آخر يقوم بجراحات أكثر تعقيداً. الأهم من ذلك هو معرفة ما إذا كان المستشفى يطبّق أفضل الممارسات ويلتزم بتقليص الحاجة إلى نقل الدم.

إذا كنت تستعد للخضوع لجراحة القلب والأوعية الدموية، أخبر جرّاحك بأنك تريد تجنب عملية نقل الدم واطلب منه أن يبذل قصارى جهده لتقليص الحاجة إليها.

back to top