«حياة جيدة»... يعيد قطاع الإنتاج إلى المسلسلات الدينية

نشر في 04-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-11-2014 | 00:01
بعد طول غياب عن الإنتاج الدرامي عموماً والديني خصوصاً، يعود قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري إلى إنتاج مسلسل ديني بعنوان {حياة جديدة} من تأليف السيناريست مصطفى إبراهيم. ما سبب العودة، هل هي لاستعادة الريادة للقطاع التي تفرد بها سنوات طويلة؟ وهل يمكن أن تحقق هذه الأعمال نجاحاً في ظل المنافسات الشرسة مع الفضائيات؟
يؤكد رئيس قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري المخرج أحمد صقر أن لديه خطة تتضمن تنفيذ مسلسلات تتنوّع بين الاجتماعي والوطني والديني، وأن المسلسلات التي سيتم تنفيذها ستوزع على مدار العام بما فيه شهر رمضان.

 يضيف أن الشيخ خالد الجندي سيراجع المواد الدينية في المسلسل، وأن الاختيار وقع على المخرج عصام شعبان لإخراجه، وجار حالياً اختيار الأبطال.

يتابع أن المسلسلات التاريخية معروف عنها أنها مكلفة، ولا بد من أن ينفق عليها بسخاء لتكون متميزة، وأن الظروف الاقتصادية في الفترة السابقة لم تكن مواتية، لافتاً إلى أن إنتاج الأعمال الدينية راهناً مهم لإبراز الصورة الحقيقية للإسلام، {لذا {حياة جديدة} مسلسل ديني وسطي يقدم الإسلام برؤية وسطية، كما أمرنا ديننا وسنتنا، ويبتعد عن الصورة المتشددة}، موضحاً أن  قطاع الإنتاج سيعلن تفاصيل خطته الجديدة رسمياً بعد الموافقة عليها، وسيبدأ  التنفيذ على الفور.

ويشير إلى رغبة صناع القرار في العودة بقوة إلى إنتاج أعمال دينية خصوصاً، كجزء من خطة إصلاح القطاع، ويقول: {خلال الفترة الماضية كان الاهتمام بسداد الديون ومستحقات العاملين في القطاع حتى تتوافر بعدها الموازنة التي تسمح بالإنتاج}.

 يدعو صقر المنتجين إلى تقديم مشاريع أعمال دينية وتاريخية ضخمة لتقديمها في إنتاج مشترك، في ظل استعداد القطاع لتقديم الإمكانات التي تحتاج إليها هذه الأعمال من مواقع تصوير وديكورات وملابس وأكسسوارات.

كلفة عالية

يرحب محمد رياض بعودة إنتاج المسلسلات الدينية، مشيراً إلى أن الدولة منوط بها تنفيذ هذه النوعية من الدراما، في ظل عدم قدرة القطاع الخاص وعدم اهتمامه بإنتاجها، ما يفسر قلة عددها في السنوات السابقة، رغم الإنتاج الدرامي الضخم الذي لا يقل سنوياً عن مئة مسلسل.

يوضح السيناريست وليد يوسف، مؤلف مسلسل {العالم والإيمان}، أن كتابة مسلسل ديني مسألة ليست سهلة، لأنها تتطلب قراءة مستفيضة والاطلاع على وجهات نظر متعددة في محاولة للتوصل إلى الحقيقة، ثم التدقيق في سرد الأحداث التاريخية، لذا يجب الاستعانة بمراجع كثيرة، {ما يفسر ارتفاع الكلفة الإنتاجية، خصوصاً أن تصويرها يتطلب أماكن لها كلفتها المادية العالية،  وجهداً كبيراً، نظراً إلى الطبيعة القاسية لبعض هذه الأماكن كالصحراء وما شابه، لذلك لا يقبل منتجو القطاع الخاص على إنتاج مسلسلات دينية، وفي الفترة الأخيرة تراجعت جهات الإنتاج الحكومية عن هذا الدور وأصبحت تهتم بتقديم مسلسلات خفيفة}.

يضيف أن مسلسله توقف لأسباب إنتاجية، رغم حماسة أحد منتجي القطاع الخاص لتقديمه، إلا أنه احتاج إلى جهة تشاركه الإنتاج بعد وضع موازنة  مبدئية قابلة للزيادة تقدر بـ 34 مليون جنيه.

تكمن المشكلة، برأي نقيب المهن التمثيليية أشرف عبد الغفور، في سيطرة وكالات الإعلان على توجهات الدراما التي أفرزت جيلا من النجوم لا علاقة لها باللغة العربية، في وقت تفرض شركات الإنتاج الاستعانة بهؤلاء كشرط للموافقة على إنتاج العمل، {لذا لا يوجد موقع قدم لمسلسل ديني على خارطة شركات الإنتاج التي تبحث عن تسويق العمل}.

مسؤولية وعرف

حسن يوسف الذي سبق أن أنتج أعمالاً درامية تاريخية ودينية، يعزو عدم تقديم أعمال دينية، في الفترة الحالية، إلى غياب رغبة المنتجين في تقديم أعمال دينية، بسبب عزوف القنوات الخاصة عن شراء مسلسلات دينية، كونها لا تجلب إعلانات كثيرة، لذا لا يتحمل القطاع الخاص مسؤولية إنتاج أعمال دينية بل تقع على القطاع العام، قطاع الدولة وشركة {صوت القاهرة} وقطاع الإنتاج.

يضيف أنه شارك في إنتاج المسلسلات الدينية التي أدى بطولتها، كما حدث في مسلسله الأخير {الإمام عبد الحليم محمود}،  إذ كان منتجاً مشاركاً مع شركة {صوت القاهرة}، لكن بسبب تقاعس هذه الجهات، سواء في الإنتاج أو تسويق المسلسل بشكل جيد، خسر أكثر من  مليوني جنيه.

يكشف المنتج أحمد الجابري النقاب عن عرف كان سائدا منذ تولي صفوت الشريف وزارة الإعلام، إذ لم يتحمس للدراما الدينية عموماً، ولم يتحمس التلفزيون المصري لإنتاج أي مسلسل ديني، وظلت الحال على ما هي عليه رغم اختلاف القيادات والتوجهات، فضلاً عن عدم وجود سيولة مالية تخول إنتاج مسلسلات دينية جيدة.

بدورها تعزو الناقدة ماجدة خيرالله اختفاء المسلسلات الدينية إلى كلفتها العالية، واستغراقها وقتاً طويلاً للإعداد والتنفيذ، تقول: {قد يحتاج كاتب المسلسل الديني أو التاريخي إلى سنوات لإعداده، وهو غير واثق من موافقة الرقابة أو رجال الدين على تنفيذه، وقد يحدث صدام بين المبدع والجهة الدينية، ما يدفع المنتجين إلى الابتعاد عنها وإنتاج مسلسلات درامية اجتماعية}.

من جهته، يوضح الناقد محمود قاسم أن المحظورات على الدراما الدينية أدت إلى قلتها، فضلاً عن عدم وجود كتاب ومخرجين مميزين في كتابة وإخراج المسلسلات الدينية، ولا دخل للإنتاج في غياب هذه الأعمال.

الكلام نفسه يؤكده الناقد مصطفى درويش، لافتاً إلى أنه من الأفضل عدم إنتاج مسلسلات دينية في الفترة الحالية، لأن الممثلين لا مصداقية لهم لدى المتلقي، ولا يتقنون اللغة العربية الفصحى، ما يؤدي إلى فشل هذه الأعمال.

back to top