«سوني» تبحث عن هبوط آمن بعد قرارها الانسحاب من سوق الهواتف الذكية

في معرض تعليقها على خططها في الأجلين المتوسط والطويل، كررت شركة سوني تأكيدها أنها ستركز على مجالات العمل التي تدر ربحاً وتتسم باحتمالات النمو، مع خفض معدلات الخطر والتقلبات. وإذا كنت من محبي مجموعة سوني إكسبيريا Sony Xperia من هواتف أندرويد، فقد تكون فكرة جيدة أن تعمد إلى اقتناء هاتف بديل، لأن كل الدلائل تشير إلى أن «سوني» ستخرج من سوق الهواتف الذكية في غضون السنة المقبلة.

وتنقل وكالة «رويترز» البيان البسيط الذي صدر عن الرئيس التنفيذي كازو هيراي، الذي قال فيه إن «سوني لن تسعى بعد الآن وراء ميادين نمو مثل الهواتف الذكية».

ويرتبط هذا مع تصريحات سابقة من «سوني» بشأن خططها المتعلقة بوحدة هاتفها الذكي  Xperia خلال العام الجاري 2015. وتم أصلاً إعلان خفض كبير في الوظائف، كما أن إطلاق الأجهزة الرائدة كل ستة أشهر قد تقلص الى مرة كل سنة، ومع الخفض الحاد في الدخل والربح المحقق من مجموعة Xperia قررت «سوني» أنها لم تعد تملك القدرة على المضي قدما في هذا السوق، وأنها ستنسحب من عالم الهاتف الذكي دون خسائر كبيرة. وليس من المتوقع عرض الهاتف التالي وهو Xperia زد 4 في ام دبليو سي في الشهر المقبل.

وأفضت رؤية «سوني» لأجهزة منصة الهاتف الذكي التي تعمل بأندرويد إلى انتاج بعض من أكثر الهواتف الذكية نجاحاً والعاملة بنظام تشغيل غوغل. وخلال سنة 2013 تم إطلاق عدد من الهواتف التي تميزت بالسرعة والفعالية. وتوج ذلك بطرح هاتف سوني Xperia زد 1، وكانت الشركة اليابانية ماضية في طريقها الى هاتف يحظى بثناء لافت.

لكن، لسوء الحظ، شهد عام 2014 إخفاق جهود «سوني». كما أن قرار طرح هاتف عالي المواصفات ولكن بسعر متوسط أدى الى اعتبار القسم المنتج لهاتف Xperia نموذجا ماليا هشا وغير قابل للاستمرار. وكان سوق المدى المتوسط يزخر بهواتف كافحت «سوني» ضدها في المتاجر مدعومة بتسويق محدود ومبيعات محلية. وجاء خفض سعر جهاز آيفون ليزيد من المشكلة، وكان السعر الأعلى لآيفون يمنح «سوني» فرصة إنتاج نموذج عالي المواصفات والعوائد، كما كان سيسمح بحصة في السوق ذات عوائد أعلى ومركز أفضل. لكن هذا لم يحدث، ويقف قسم Xperia الآن على الحافة وهو على استعداد للسقوط مع تجهيز مظلة للقفز على أمل أن يهبط ببطئ للحيلولة دون سقوط مريع.

ومن المنظور الواسع للشركة فإن في هذا التوجه الكثير من المنطق، فسوني لاعب بارز في سلسلة إمدادات الهواتف الذكية، وقوتها في عدسات آلة التصوير والصور الرقمية تعني أن العديد من أصحاب الهواتف الذكية ستكون لديهم آلة تصوير سوني في هواتفهم الذكية– وزياومي واضح في أن آلة تصوير ام.آي 4 هي من سوني، وتستمر شركة ابل في استخدام أجهزة استشعار سوني للصور في موديلات آي فون وآي باد. وسوني محقة في رفع هذا الجزء من العمل الى الحد الأقصى.

كذلك تشهد البلاي ستيشن من «سوني» انتعاشاً في الوقت الراهن– ومن جديد وبينما هذا مربح يتعين على الشركة اليابانية انتهاز الفرصة، حيث يحب اللاعبون هذا النظام.

أما بالنسبة لهاتف Xperia فتشير «سوني» الى أنها تبحث عن شراكة مع منتج آخر، أو قد تكون مستعدة للنظر في عرض من شركة ما تتطلع الى علامة راسخة في فضاء الهواتف الذكية – وستكون سعيدة إذا تمكنت من التخلص من هذا الهاتف. ولكن الأكثر ترجيحا هو أنها لن تجد فارسا يتقدم لإنقاذ هاتفها وسيتحطم Xperia بلطف محدثاً ضجة على الأرض، فهو أشبه ما يكون بذئب بري يجري بتثاقل ليلحق بطريدة مسرعة هي الربح.