سينمائيو مصر يرفضون توجّهات وزير الثقافة المتحفظة

نشر في 16-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 16-03-2015 | 00:01
حالته من الجدل أثارتها تصريحات وزير الثقافة المصري الجديد عبد الواحد النبوي، تحديداً في ما يتعلق بدعم الدولة الأفلام ذات التوجه الوطني، ورفض {الأفلام المسفة}، مشيراً إلى أنه سيجتمع مع المنتجين للحديث معهم حول طبيعة المرحلة وخطورتها، ونوعية الأعمال التي يتطلب وجودها في هذه الفترة.
أثارت تصريحات وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي (أستاذ في جامعة الأزهر) المتعلقة بالسينما استياء عدد كبير من السينمائيين في مصر، وجعلتهم يرتابون توجهاته {الرجعية}، ناهيك بكلام البعض حول انتماء الوزير تنظيمياً إلى جماعة {الإخوان}، نظراً إلى طبيعة صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، إضافة إلى مشاركته في صفحة {أغضب الإخوانية}، وكان قد سافر للعمل في قطر لعامين.  

يرى المنتج السينمائي محمد العدل، عضو لجنة السينما في المجلس الأعلى للثقافة، أن تصريحات الوزير حول الأفلام ذات التوجه الوطني واللقاء بالمنتجين تدل على توجه خطير، وأنه سيسعى إلى عقد اجتماع طارئ للجنة السينما، وسيطلب مقابلة رئيس الوزراء إبراهيم محلب للتباحث في هذا الشأن، مشيراً إلى أن المناخ السياسي والاقتصادي في مصر لا يسمح بالتصعيد، لذا سينتظرون لقاء الوزير للوقوف منه على توجهاته بوضوح.

أما الناقد السينمائي طارق الشناوي فأكد سعادته باختيار وزير من خارج الصندوق والشلل المتعارف عليها التي تسعى إلى الهيمنة على وزارة الثقافة، مشيراً إلى أنه لم ينزعج من كون الوزير أزهرياً، وأوضح أن ثمة أزهريين قدموا الكثير للثقافة والفن، من بينهم كامل ومأمون الشناوي. إلا أن تصريحات عبد الواحد بعد ذلك أقلقت طارق الشناوي، فتساءل عن تفكير الوزير في التعبير المطاطي {السينما الوطنية}، والحديث عن منع الإسفاف الفني، {فهي في النهاية كلمات مجانية ولا تستطيع أي دولة في العالم أن تمنع الفن الرديء، لكنها تملك أن تهيئ المناخ لصناعة الفن الجيد}. وتوقع الشناوي وجود صدامات سريعة بينه وبين المثقفين، ذلك أنه قد لا يملك المرونة التي كان يملكها الوزير السابق جابر عصفور، وطريقته المناورة التي كان يسترضي فيها المثقفين والدولة في آن.

ضرورة التصدي

بدوره أكد المخرج أمير رمسيس أن السينمائيين لا يجب أن يستكينوا ويقبلوا هذا التوجه المتشدد، بل لا بد من التصدي له، مشيراً إلى أن ذلك يجب أن يحدث تزامناً مع أول قرار يتخذه الوزير لا يتماشى مع حرية الفن والإبداع ويعمل على خدمة التوجه المتشدد.

وقال المخرج داود عبد السيد إنه لا يعلم شيئاً عن وزير الثقافة الجديد، مشيراً إلى أن عصفور كان يحاول جاهداً أن يصل إلى أقصى ما يمكن في الحرية بما يتماشى مع آرائه وتوجهه التنويري، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وذلك من خلال المرونة والقدرة على التنازل عن أهداف لتحقيق أهداف أخرى، وهو أمر مطلوب ومهم لأي سياسي.

عن تصريحات الوزير حول دعم الأفلام ذات التوجه الوطني والاجتماع مع المنتجين، قال عبد السيد إن توجيه السينما لم يعد ممكناً، وإذا كانت الدولة تريد إنتاج نوع معين من الأفلام فلتنتجه، ولكن عليها في المقابل أن تطلق الحرية للمنتجين الآخرين لتقديم ما يريدونه من أفلام، مشيراً إلى ضرورة التنوع السينمائي ووجود أنواع الأفلام كافة، حتى التجارية منها، فهي موجودة في البلدان كافة. لكنه أبدى خشيته من التشدد الرقابي في المرحلة المقبلة، مطالباً بإلغاء الرقابة وتفعيل التصنيف العمري لضمان الحرية، فلا ترتبط باسم وزير معين أو توجهه.

أما المنتج محمد السبكي فأشاد بتوجه وزير الثقافة الذي قال خلال لقاء تلفزيوني إنه متحفظ على أفلام محمد السبكي، ولذلك سيعرض عليه بعض الروايات لإنتاجها. وذكر السبكي أنه سعيد بمحاولة وزير الثقافة إعادة الحياة إلى السينما المصرية التي كانت قوة مصر الناعمة والحصن القوي للإنتماء والوطنية، لأن السينما تقود المجتمعات إلى المستقبل، مؤكداً أنه لا يسعى إلى الربح فحسب، ويرى ضرورة تضامن دور الدولة مع المنتج المصري لترتقي صناعة السينما.

back to top