نيران «الحوثيين» و«القاعدة» تقترب من النفط

نشر في 18-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 18-11-2014 | 00:01
هادي: «أنصار الله» شريكة... ولكن يجب أن توقف توسعها
تقترب نيران معارك جماعة الحوثيين وتنظيم «القاعدة» من حقول النفط اليمنية بعد تمدد المواجهات إلى محافظة مأرب التي تعد من أهم المحافظات اليمنية المصدرة للنفط والغاز، الأمر الذي قد أشعل مخاوف المهتمين من أن تأتي الحرب هناك على ما تبقى من المشاريع الحيوية التي تعد من أهم مصادر الدخل القومي في البلاد.

وتأتي هذه المخاوف مع احتشاد المئات من مسلحي جماعة الحوثي لدخول مأرب من ثلاث جهات، بحجة ملاحقة أعضاء «القاعدة» الذين يقولون إنهم فروا إليها من محافظة البيضاء المجاورة بعد مواجهات فيها دامت أسابيع وخلفت مئات القتلى والجرحى بينهم مدنيون.

وتوقع مراقبون اندلاع مواجهات بين الطرفين في أكثر من منطقة بمأرب في اليومين القادمين، خصوصاً بعد اجتماعات قبلية ترفض دخول الحوثيين، لكن معلومات من المكتب الإعلامي لـ»أنصار الله» ذكرت ان اللجان الشعبية وقعت اتفاقاً للسلم مع قبائل «عبيدة- الأشراف» أمس الأول، في حين رفض التوقيع «مشايخ من الإصلاح داعمون للإرهاب» حد وصف الصحفة الرسمية لـ»أنصار الله» على «فيسبوك».

وطبقاً لمعلومات «أنصار الله» فقد تضمنت الاتفاقية تأمين وحماية الطرق والمصالح العامة والمعسكرات وشبكة الكهرباء وأنابيب النفط في مأرب. لكنّ مراقبين اتهموا جماعة «أنصار الله» بأنها تسعى للسيطرة على المشاريع الحيوية في مأرب.

ونقلت يومية «الأيام» أمس أن مصادر قبلية هددت بنسف كل منشآت النفط إذا تواطأ الجيش وأدخل الحوثيين إلى مناطق النفط والغاز بمأرب.

وأكد مصدر خاص لـ»الجريدة» أن مكتب نائب مدير مكتب شركة «جنة هينت» بمأرب تعرض أمس الأول لإطلاق نار، مما أحدث رعباً في أوساط موظفي الشركة، ودفع البعض إلى التفكير في مغادرة مقرها.

في السياق، أكد الكاتب المتخصص بالشؤون الاقتصادية نجيب العدوفي لـ»الجريدة»: معروف أن إنتاج اليمن من النفط تراجع بشكل مضاعف في السنوات الأخيرة، وذلك جراء الأعمال التخريبية التي استهدفت أنابيب النفط، فضلاً عن مغادرة العديد من شركات النفط الأجنبية العاملة بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة.

وقال العدوفي، وهو نائب رئيس تحرير مجلة «اليمن والخليج» الاقتصادية انه «من الطبيعي، الآن وبعد اقتراب المواجهات من الحقل 18 في منطقة صافر النفطية بمحافظة مأرب، ان إنتاج اليمن من النفط مهدد بالتراجع إن لم يكن مهددا بالتوقف شبه الكامل»، مشيراً إلى أن «صافر بمحافظة مأرب هي ثاني منطقة نفطية يمنية مهمة بعد محافظة شبوة اليمنية».

وتشير تقارير حكومية إلى أن إنتاج اليمن من النفط تراجع إلى 100 ألف برميل مع بداية 2014 بعدما كان وصل إنتاجه في السنوات الماضية إلى 550 ألف برميل يومياً. ويتكفل القطاع 18 بمحافظة مأرب بإنتاج حوالي 40 ألف برميل، في حين تنتج حقول منطقة «المسيلة» بحضرموت حوالي 10 ألف برميل، وبقية إنتاج اليمن من النفط الخام يأتي من محافظة شبوة الجنوبية. ويعتمد اليمن على صادرات النفط لتمويل ما يزيد على 70 في المئة من ميزانيته.

إلى ذلك، أعرب الرئيس هادي عن أمله ألا تكون هناك توسعات جديدة لجماعة «أنصار الله» الحوثية لتجنب إراقة الدماء، واحتمالات اكتساب الطابع المذهبي الذي يرفضه الجميع ولم يعرفه اليمن على مر العصور.

وأكد هادي في اجتماع استثنائي مع قيادة الجيش أمس بصنعاء أن المرحلة التي تمر بها البلاد «دقيقة واستثنائية»، مشدداً على ضرورة «استشعار الجميع للمسؤولية القصوى من أجل الخروج إلى بر الأمان».

وأشار الرئيس اليمني إلى أن «الشراكة الوطنية هي مسألة ضرورية وملحة من أجل استقرار وأمن ووحدة اليمن»، مبيناً أن «أنصار الله هم اليوم شركاء ولابد من العمل معاً من أجل تطبيع الأوضاع».

back to top