ابني... لماذا يسرق؟

نشر في 06-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 06-12-2014 | 00:01
No Image Caption
هل يسرق طفلك لعبة رفيقه أو السكاكر أو محفظتك؟ هل تبقى جيوبه مليئة بالأغراض المفاجئة التي تخصّ غيره؟ كيف يمكن ردع ميل الطفل إلى السرقة؟
عدم استيعاب الضوابط

قبل عمر الخامسة، لا يدرك الطفل حقيقة القوانين السائدة. لا يعرف قواعد المنزل أو قواعد العالم الخارجي. خلال هذه المرحلة، يكون الطفل أنانياً جداً. لا يفهم أن الآخرين لديهم ممتلكاتهم الخاصة بل يعتبر جميع الأغراض ملكاً له. مع نمو الطفل، تتغير مفاهيمه عن البيئة المحيطة به. سرعان ما يستوعب تدريجاً الممنوعات المترسخة في الحياة الاجتماعية ويتعلم كيفية التحكم بالمخاوف الناجمة عنها.

• الحل: بما أن سلب أغراض الغير في هذا العمر لا يمكن مقارنته بمفهوم السرقة الحقيقي، من الأفضل تجنب ردود الأفعال القوية بشكل مفرط: لكن من الضروري أن يكون موقف الأهل صارماً وأن يشرحوا له بهدوء أن هذا السلوك ليس مقبولاً. يكفي التعبير عن القواعد المحددة بلغة واضحة: {لا يمكنك فعل ذلك! حتى لو كانت هذه اللعبة تعجبك، هي ليست لك. هو رفيقك}. لا بد من إرجاع الغرض الذي أخذه تزامناً مع الاعتذار أيضاً: هكذا يفهم الطفل بطريقة عملية وأخلاقية معنى الملكية.

سرقة سخية؟

اعتبر الخبراء أن السرقة بين عمر الثالثة والسادسة تتخذ طابعاً سخياً: يسرق الطفل الأغراض كي يمنحها كهدية للغير. في هذا النوع من السرقة، تتضح النزعة إلى التشبه بالأم الحاضنة التي يتصورها الطفل.

غياب المخاوف

في عمر السابعة، يستوعب الطفل القوانين والممنوعات ومعنى الملكية بطريقة منطقية. في هذه الحالة، تكشف السرقة عن عدم تحمّل المخاوف التي تظهر عموماً لدى الأطفال الذين لم يفهموا الحدود بوضوح من أهلهم. في هذا العمر، تصبح السرقة مزعجة حين تتكرر. هي تسمح للطفل بالحصول على ما ينقصه: قواعد محدودة وفي بعض الحالات انتباه الأهل.

• الحل: هل يفتقر الطفل إلى القواعد والضوابط والصرامة؟ إنها الفرصة المناسبة لمنحه ما يحتاج إليه. في المقام الأول، يجب أن يفهم أن ما يفعله خاطئ وأن يعيد وضع سلوكه في إطار اجتماعي: {القانون يمنع السرقة. لا يحق لك أن تفعل ذلك!}. حين يستوعب هذه الحدود الجماعية، يجب ألا يتردد الأهل في التعامل بصرامة معه (عقاب عند الضرورة) لمساعدته على فهم فداحة سلوكه فضلاً عن تعليمه أهمية الانتظار: {إذا أردت اقتناء اللعبة نفسها، ستحصل عليها في عيد ميلادك}. إذا تابع السرقة، يعني ذلك أن الطفل يخفي انزعاجاً أعمق ومن الأفضل استشارة اختصاصي في هذه الحالة.

معاشرة سيئة؟

قد يبدأ الطفل أحياناً بالسرقة لتقليد رفاقه، فينجرّ إلى وضع لا يستطيع السيطرة عليه. لا شك في أن منعه من معاشرة رفاقه أمر حساس، فهو يستطيع مقابلتهم خفيةً عن أهله، لكن يمكن مضاعفة المواعيد العائلية (ألعاب، سينما....) بعد التحاور معه، أو يمكن تسجيله في نشاطات خارج المنهج المدرسي لإبعاده عن رفاق السوء ومساعدته على التخلي عن عاداته السيئة. حين يسوء الوضع، قد تبرز الحاجة أحياناً إلى تغيير مكان الإقامة.

خطوات فاعلة

• مرحلة إصلاح الخطأ: هل سرق طفلك لعبة رفيقه في الصف وجلبها معه إلى المنزل؟ أجبريه على إرجاعها له بنفسه وعلى الاعتذار منه كي يدرك أن السرقة ممنوعة. هكذا سيتعلم أن يصلح أخطاءه بنفسه وأن يتحمل مسؤولية أفعاله. يستوعب الأطفال، منذ سن مبكرة، مفاهيم الخير والشر أكثر مما نظن.

• فهم الوضع: بعد أن تطلبي منه إرجاع الغرض الذي سرقه، ساعديه على فهم حقيقة الوضع: كيف كان ليشعر لو أن طفلاً آخر سرق منه سيارته الصغيرة؟ هكذا سيفهم ما يشعر به الشخص الذي يتعرض للسرقة.

• لعب دور الشرطي: كي يفهم الطفل معنى السرقة، استعملي أسلوب اللعب المشترك. العبي دور السارقة واطلبي من ابنك أن يتقمص دور الشرطي. ثم اقلبي الأدوار. تسمح هذه اللعبة بمواجهة الواقع وفهم العقوبات المترتبة عن هذا السلوك.

• كتاب خيالي: يتأثر الأولاد كثيراً بالكتب. يفهمون الكثير من خلال القصص التي يسمعونها. يمكنك شراء كتاب يتمحور حول موضوع السرقة. أو يمكنك اختراع قصة صغيرة فيها شخصيات ظريفة كي يفهم أن السرقة ممنوعة وقد توقع السارق في المشاكل.

back to top