لعنة الأزمات تطارد «عزازيل ابن الشيطان»

نشر في 30-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-01-2015 | 00:01
أزمات كثيرة واجهت فيلم {عزازيل ابن الشيطان} أجَّلت عرضه في موسم نصف العام الدراسي بعدما أعلن ذلك. كتب قصة الفيلم والسيناريو والحوار عمرو علي، وتتولى البطولة مجموعة من النجوم الشابة.
أولى الأزمات التي لاحقت فيلم «عزازيل ابن الشيطان» توقفه أكثر من مرة بسبب ضعف التمويل المادي على مدار سنة كاملة. أما الأزمة الثانية فكانت الحملة التي واجهها الصانعون بسبب خوض الفيلم المبالغ في العلاقة بين الجن والإنس، لا سيما أن البعض يرى أن مثل هذه الأعمال تروج للتخلف والجهل والدجل والشعوذة. بالإضافة إلى ذلك، جاءت مشكلة تشابه فكرة الفيلم مع أحداث «وردة» الذي عُرض منذ أشهر.

أما أكبر العقبات التي واجهت «عزازيل ابن الشيطان» فكانت بياناً أصدره الروائي يوسف زيدان اعترض فيه على اسم الفيلم معتبراً أنه استحواذ غير مبرر على اسم روايته «عزازيل» التي حصدت أكثر من جائزة، ورأى أن صانعي الفيلم أرادوا الاستفادة من شهرة روايته الواسعة.

قال زيدان: «ضاعف صانعو الفيلم من حجم كلمة عزازيل فيما جاءت كلمتا «ابن الشيطان» بخط صغير، ذلك للإيحاء بوجود صلة بين الرواية وبين الفيلم»، مضيفاً (في بيان نشره على صفحته الفيسبوكية) أنه لن يتخذ ضد أصحاب الفيلم أي إجراءات قانونية مكتفياً بما كتبه على صفحته. وأكد «أننا لو كنا في بلدٍ يحترم مبدعيه وحقوق مؤلفيه وخصوصية أعمالهم الإبداعية لما حدث ذلك».

المخرج رضا الأحمدي مخرج ومنتج فيلم «عزازيل ابن الشيطان»، أكد في تصريحات  لـ{الجريدة» أنه يرفض الإدعاءات التي تقول إن فيلمه يتشابه مع «وردة»، وأوضح: «بدأت في الإعداد والإعلان عن فيلمي منذ أكثر من عام، وقبل أي أحد، بالإضافة إلى أنه سيكون أقوى فيلم رعب بدليل أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية صنفه للكبار فقط». وسخر من تصريحات الروائي يوسف زيدان بالقول: «عزازيل اسم الشيطان بين الملائكة قبل أن يلعن، ولو أن يوسف زيدان اكتشف أو اخترع هذا الاسم كان ليحق له رفض الفيلم. لكن الاسم معروف منذ أزمنة بعيدة». وأشار إلى أن إضافة كلمتي ابن الشيطان جاءت لإبعاد الفيلم عن الرواية نهائياً.

وجوه جديدة

يقول الأحمدي: «تأجَّل عرض الفيلم إلى إجازة نصف العام الدراسي كي نستطيع زيادة دور العرض، ذلك بالإضافة إلى الطقس السيئ الذي واجهناه في مصر، وهذا كان رأي «الشركة العربية للإنتاج والتوزيع» التي تولت توزيع الفيلم»، مشيراً إلى التأثيرات الصوتية والبصرية في الفيلم التي تولاها فريق عمل كندي، متابعاً: «لدي مشروعات عدة لأعمال رعب مثل فيلم «الجاثوم» ومسلسل رعب أيضاً لم أستقر على اسمه بعد».

أوضح الأحمدي أنه أصرَّ على اختيار الوجوه الجديدة لـ «عزازيل» بعد دراسة وافية لسوق أفلام الرعب في الخارج، حيث وجد أن «غالبية أفلام الرعب نفذتها وجوه جديدة كي يتعايش معها الجمهور جيداً، ويصدقها. مثلاً، لن يصدق الجمهور أن أحمد السقا ملبوس من الجن لأنه اعتاد عليه في أفلام الحركة ومشاهد القتال، فكيف له أن يقتنع بوقوعه تحت تأثير الجن»، مضيفاً: «يرفع النجوم ميزانية الفيلم كثيراً، أما أنا فأفضل أن أنفق هذه الأموال على التأثيرات والإخراج والإنتاج».

عفاف رشاد التي تشارك في الفيلم، قالت عن تجربتها: «سيكون المستقبل لأفلام الرعب بعدما ملَّ الجمهور من الأعمال الكوميدية والرومانسية والاجتماعية والحركة، مشيرة إلى أنها تعرضت فعلاً لمواقف مرعبة عدة خلال التصوير، لا سيما أن الفيلم يجسد قصة.

من ناحيته قال الطبيب النفسي الدكتور يحيى الرخاوي إن «تأثير الأفلام المرعبة يختلف من شخص إلى آخر، فالمراهقون مثلاً يعتقدون خطأً أن مشاهدتها تعطيهم القوة والقدرة على مواجهة الحياة. أما الأطفال فيتأثرون سلباً أكثر من أي شخص آخر، لأنهم لا يدركون أنهم يشاهدون خدعاً سينمائية تصنع عالماً من الرعب والقصص المخيفة، لذلك غالباً ما تأتي هذه الأفلام بنتائج عكسية تؤثر على حالتهم النفسية في المستقبل».

يرى الرخاوي أن «الطفل الذي يشاهد أفلام الرعب بكثرة قد يتعرَّض للإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب والعزلة، إضافة إلى الخوف الشديد والأوهام التي قد تصاحبه»، مشيراً إلى أن «المشكلة الحقيقية في مشاهدة أفلام الرعب والجن هي الوصول إلى مرحلة إدمانها لأن المشاهدة العابرة يمكن التغلّب على أضرارها بسهولة، لكن كثرة المشاهدة تسبب اللامبالاة والتبلد وقلة الانفعال». وطالب الأسر العربية بعدم المبالغة في مشاهدة أبنائهم لهذه الأعمال بكثرة.

back to top