«جيش الفتح» على أبواب أريحا... و«داعش» يتقدم في تدمر

نشر في 21-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-05-2015 | 00:01
No Image Caption
• «الائتلاف» يبشّر بقرب «تحرير سورية»

• «مؤتمر الرياض» بعد رمضان
بعد تمكنها من تخليص الريف الإدلبي من معسكرات الموت في المسطومة والقرميد، انطلقت كتائب «جيش الفتح» مصحوبة بآمال كبرى في تغيير مسار الأحداث، لتحرير مدينة أريحا مركز فلول النظام في محافظة إدلب، في وقت تلقى «داعش» صفعة في الحسكة مع خسارته مواقع استراتيجية لمصلحة النظام والأكراد.

غداة تحرير المسطومة ومعسكرها وخروج أكثر من 95 في المئة من محافظة إدلب عملياً من قبضة الرئيس السوري بشار الأسد، وصلت كتائب جيش "الفتح" بقيادة جبهة "النصرة" إلى تخوم مدينة أريحا من حدودها الشرقية بعد نجاحها ليل الثلاثاء- الأربعاء من تحرير قرية نحليا المجاورة وحاجزي الراجمة والشيخ.

وأعلنت غرفة عمليات "جيش الفتح" والمكتب الإعلامي لحركة "أحرار الشام" الإسلامية سقوط عشرات القتلى والجرحى في معركة نحليا، إضافة إلى تفجير دبابة وتدمير مدفع 23 واغتنام بعض الذخائر من النظام، الذي رد بقصف هستيري على بلدة دركوش قتل فيه أكثر من 25 مدنياً.

ومع التقدم الجديد لكتائب المعارضة، باتت أريحا، التي تضم عددا من حواجز ونقاط لقوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني أهمها المشفى الوطني وحاجز الجسر بالإضافة للمفارز الأمنية، مكشوفة تماماً من جهة الشرق وأجزاء من جنوبها من جهة جبل الأربعين، الذي نسف الثوار قبل أيام حواجز قصر الفنار على قمته.

مسار الأحداث

واعتبر ائتلاف المعارضة السورية أمس انتصارات المسطومة "نتيجة طبيعية لمسار الأحداث ستمتد لكل سورية". وقال، في بيان: "لا يمكن لنظام يرتكب ما ارتكبه نظام الأسد ضد السوريين إلا أن يخسر كل شيء، وإرادة الثوار تستمر في فرض نفسها، وهي ترسخ من خلال ذلك واقعاً سياسياً جديداً يؤكد أن تحرير سورية أمرٌ حتمي لا محيد عنه، واقع يجدد الثقة بقوى الثورة التي تدافع عن المدنيين وتلتزم بمبادئ الثورة وأخلاقها وتحترم العهود والمواثيق الدولية، وتسعى الى تحقيق الخيار الذي تحلقت حوله تطلعات السوريين".

معارك تدمر

وفي حمص، سيطر "داعش" على الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أكد اقتحام فرع أمن الدولة ومديرية المنطقة وسيطر عليهما.

وشملت المواجهات الضارية، بحسب المرصد، شوارع الجمعية الغربية ومحيط سجن أمن الدولة، الذي ذاع صيته بسبب مقتل عشرات السجناء داخله في الثمانينيات من القرن الماضي على يد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد.

وفي دمشق، قتلت معلمة وجرح 22 طالباً إثر سقوط قذيفة اطلقها مقاتلو المعارضة على مدرسة في حي المالكي، بحسب المرصد والإعلام الرسمي، الذي أكد سقوط قذائف مماثلة على السفارة الروسية في قلب العاصمة أمس الأول، مؤكداً إدانة مجلس الأمن والولايات المتحدة للهجوم، الذي أوضحت موسكو أن مصدره حي جوبر الواقع تحت سيطرة خصوم الأسد.

على الفور، دعا المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبدالكريم الجيش السوري والمعارضة والمجتمع الدولي إلى انقاذ المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، مطمئناً بأن مئات التماثيل نقلت من تدمر إلى أماكن آمنة، بعيداً عن متشددي "داعش"، ومؤكداً أن الخوف يحيق الآن بالمتحف والآثار الكبيرة التي لم يكن من الممكن نقلها.

خسائر «داعش»

وفي الحسكة، سيطرت قوات النظام مساء أمس الأول على قرية الشولا غرب المدينة إثر اشتباكاتٍ مع مقاتلي "داعش"، كما فرضت سيطرتها على قرية الشبلي جنوباً، بهدف تضييق الخناق على قوات التنظيم المتمركزة في جبل عبدالعزيز أهم معاقلها في ريف المحافظة الغربي.

وأفادت مصادر ميدانية عن مقتل أكثر من 25 عنصراً من قوات "المغاوير" التابعة لميليشيا الدفاع الوطني الموالية للنظام، إضافة إلى 10 عناصر من "داعش" خلال الاشتباكات، مؤكدة تراجعه إلى مواقعه الخلفية في الجبل.

وجنوباً، خسر "داعش"  قرية القاهرة الاستراتيجية بريف بلدة تل تمر بعد معارك عنيفة استمرت أياما مع وحدات حماية الشعب الكردية، التي استهدفت أيضاً قرية الهدى بسيارتين مفخختين.

هجوم دولي

في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس مقتل 170 "داعشياً" خلال 48 ساعة من القصف المكثف لطائرات التحالف العربي الدولي على تمركزات وآليات التنظيم، مؤكداً في حصيلة هي الأعلى منذ أكثر من 10 أشهر، مقتل 357 في يوم واحد (الثلاثاء) بينهم 67 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و40 مواطناً استشهدوا جراء قصف جوي لطائرات النظام في ريف تل تمر.

الرياض وباريس

سياسياً، أفادت مصادر دبلوماسية رفيعة وكالة "آكي" الإيطالية أمس بأن السعودية قررت دعوة عدد كبير من الشخصيات السورية المعارضة لمؤتمر الرياض بعد شهر رمضان المبارك بهدف تشكيل لجنة سيُعتمد عليها للتفاوض على المرحلة الانتقالية مع النظام في مرحلة قريبة لاحقة.

وأوضحت المصادر أن الاجتماع، تمت إعادة تحديد موعده، وبدأت المملكة التحضير له، وسيتم دعوة معارضين، بينهم علمانيون ورجال دين وعدد كبير من رجال الاقتصاد والأعمال، وقد تم إبلاغ بعضهم بالاجتماع وبعض تفاصيله.

وفي باريس، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول أمس تنظيم اجتماع دولي حول العراق وسورية في 2 يونيو، موضحاً أن وزير الخارجية لوران فابيوس قال في جلسة الحكومة ان الاجتماع الذي سيبحث حول مجمل الوضع في البلدين سيحضره نظيره الأميركي جون كيري.

(دمشق، الرياض- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

ما الذي بقي للأسد في محافظة إدلب؟

سيطر "جيش الفتح" بقيادة "جبهة النصرة" على معسكر المسطومة بإدلب، والذي يعد أكبر قلاع النظام في شمال سورية، ليصبح أكثر من 95 في المئة من محافظة إدلب خارج قبضة نظام بشار الأسد، باستثناء بعض الجيوب، وهي أريحا وطريقها إلى اللاذقية وقرى فريّكة وكفريا والفوعة ومطار أبو الظهور العسكري.

أريحا

وفي أريحا، يوجد عدد من الحواجز والنقاط لقوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني أهمها المشفى الوطني وحاجز الجسر بالإضافة للمفارز الأمنية.

طريق اللاذقية ــ أريحا

فور الانتهاء من أريحا سيكون طريق اللاذقية هدفاً جديداً لـ"الفتح" بما يحتويه من ثكنات وحواجز أهمها حاجز القياسات قرب بسنقول. ويعد هذا الطريق من أهم الطرق التي يعول النظام في الحفاظ عليها، كونها ستكون منطلقاً نحو اللاذقية وحماة.

فريكة

وتعد قرية فريكة، نقطة ربط بين محافظات ثلاث: إدلب شمالاً، واللاذقية غرباً، وحماة جنوباً. وعندها ينتهي طريق اللاذقية من جهة إدلب ليتصل بسهل الغاب، وصولاً إلى جورين بريف حماه، ومن ثم الصلنفة في بداية قرى اللاذقية.

وفريكة، التي حشد النظام قواته لفك الحصار عن مشفى جسر الشغور، تتصل بقرية القرقور(بداية سهل الغاب) عبر طريق مباشر. ومن القرقور يُؤمن النظام الإمداد إلى قواته في جورين (الغاب) بريف حماة، والتي تحوي واحداً من أضخم معسكرات قوات النظام في الريف الحموي.

الفوعة وكفريا

لا يمكن إغفال قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين والميليشيات المحاصرة فيهما حصاراً محكماً، حيث تعدان من أهم مراكز تخريج الميليشيات الموالية للنظام وتدريبها.

مطار أبو الظهور

وشرقاً يغرد مطار أبو الظهور العسكري منفرداً، ويقع في بداية الطريق إلى البادية، والتي لن تتمكن القوات بداخله من الهروب إلا عبر سلوك طريق خناصر وصولاً إلى حلب، أو عن طريق قوارب قاطعين (السيحة) وهي بحيرة مياه صغيرة مجاورة للمطار ضفتها المقابلة في حلب.

back to top