الجندي الخفي!

نشر في 20-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 20-05-2015 | 00:01
No Image Caption
يريد الجيش الأميركي عباءات إخفاء لجنوده. ولا تتوقف المسألة عند هذا الحد. فقد أعلن أنه يريد اختبار أفضل المنافسين في غضون 18 شهراً. هل يبدو لك غير منطقي؟ قد لا نكون بعيدين عن هذا الإنجاز. التفاصيل من {نيوز ساينتست}.
في عام 2006، أظهر جون بندري، عالم فيزياء نظرية في الجامعة الملكية في لندن، أن من الممكن ثني الضوء حول الأشياء وإخفائها باستخدام مواد خارقة، بنى تُصنع هندسياً على مستويات مجهرية لتنقل الموجات الكهرومغناطيسية. ومنذ ذلك الحين، ابتكرت أجهزة عدة ووصفت بأنها عباءات إخفاء، إلا أنها لا تنجح إلا في المختبر وفق موجات محددة أو زوايا معينة.

دعا الجيس الأميركي أخيراً إلى تقديم الشركات اقتراحات لأجهزة تمويه يمكن ارتداؤها، لها قدرات تشبه الحرباء تتبدل وفق الخلفية. إذاً، كيف سيتمكنون من تحقيق ذلك؟ تُعتبر المواد الخارقة على الأرجح الحل الأفضل: أعاقت الطاقة والمتطلبات الإلكترونية الجهود السابقة في هذا المجال التي اعتمدت على تكنولوجيا مثل LED.

ولكن مع أن المواد الخارقة تثني الضوء، إلا أنها لا تستطيع جعل الأشياء تختفي بالكامل.

يقول مارتن ويغنر من معهد كارلسروي للتكنولوجيا في ألمانيا: {يُعتبر الإخفاء الكامل لكل الأشياء غير المجهرية بجميع الألوان المرئية مستحيل أساساً}. ابتكر فريقه عباءات من بلورات فوتونية تعمل على موجات طولية محددة. لكن ثني الضوء على طول الطيف بأكمله غير ممكن بسبب النسبية.

يوضح ويغنر: {يعني ذلك أنك لن ترى أجزاء من شيء ما بألوان محددة، إلا أنك ستراه بكل الألوان الأخرى}.

إذاً، يصبح مستخدم الجهاز غير مرئي في موجات طول محددة، لا كلها، ما يحوله إلى طيف ملون أو صورة طيفية.

على المتعاقدين أن يبرهنوا إمكان تطبيق هذه المقاربة خلال الأشهر الستة الأولى من البرنامج. وينبغي لمن يُختارون للمرحلة التالية التي تدوم سنة أن يقدموا 10 نماذج من الزي المصمم بغية اختباره. ويجب أن تنجح هذه الابتكارات في كل الأماكن ومن كل الزوايا. كذلك يلزم أن تنجح في مدى واسع من درجات الحرارة، حتى في الحر والمطر، من دون أن تعيق مهام الجندي المعتادة.

إن كان التمويه المتكيف يحتاج إلى مصدر طاقة، فيجب ألا يتخطى وزن هذا المصدر 0.45 كيلوغرام ويؤمن ما لا يقل عن 8 ساعات من العمل.

تدعي بعض الشركات أنها توشك  على تحقيق إنجاز مماثل. يقول غاي كرامر، المدير التنفيذي لشركة صنع وسائل التمويه Hyperstealth Biotechnology، إنه برهن تمويه المواد الخارقة لعلماء الجيش الأميركي السنة الماضية، وإن المشروع الجديد سيتيح له المضي قدماً في هذا الابتكار، لكن كرامر يرفض الإفصاح عن أي تفاصيل أو ينشر صوراً عن هذه المواد.

لكن المواد الخارقة قد تُستخدم لتوليد أنماط تمويه متكيف لا عباءات، حسبما تشير أندريا دي فالكو من جامعة سانت أندروز في المملكة المتحدة.

ستُقارن النماذج الجديدة مع أنماط التمويه المتوافرة باستخدام اختبارات حلف شمال الأطلسي المعتادة، ما يشير إلى أن القيمين على هذا المشروع يتوقعون الحصول على ما هو أقل من الاختفاء الكامل.

ولكن كما أوضح ويغنر، قد تشير كلمة {غير مرئي} إلى معانٍ مختلفة. فإن بدا المستخدم مثل طيف بين أطياف أخرى ولا يمكن تحديده كشخص، فقد يكون مخفياً بما فيه الكفاية لأهداف عسكرية.

back to top