استراتيجية أوروبية ضد الإرهاب... وتظاهرات الرسوم تتمدد
• قفزة تاريخية لشعبية هولاند
• حرق 45 كنيسة في النيجر
• «بيغيدا» تتظاهر في الدنمارك
• حرق 45 كنيسة في النيجر
• «بيغيدا» تتظاهر في الدنمارك
تسعى أوروبا للاتفاق على رد موحد على الإرهاب، من دون تشريع جديد أو وجود عسكري طويل في الشوارع، في حين تمددت التظاهرت ضد الرسوم المسيئة في العالم الإسلامي.
تعهد وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أمس، بالتصدي للمتشددين الإسلاميين العائدين من سورية والعراق باستراتيجية أفضل في الداخل والخارج، إلا أنهم استبعدوا سن قوانين جديدة على نطاق واسع في أعقاب هجمات السابع من يناير في باريس.ومهّد اجتماع الوزراء الطريق أمام عقد سلسلة من الاجتماعات تختتم بقمة زعماء الدول الأعضاء بالاتحاد في 12 و13 فبراير في بروكسل لصياغة استراتيجية الاتحاد في التعامل مع الإسلاميين الذين يسافرون إلى مناطق الحرب في الشرق الأوسط أو العائدين من هناك.وفي دليل على التعبئة الدولية، يشارك عدة وزراء خارجية من الاتحاد الأوروبي بعد غد ايضا في لندن في اجتماع تنظمه بريطانيا والولايات المتحدة للدول الاعضاء في الائتلاف ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).أول قراروقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، لدى وصوله لحضور الاجتماع، "نحن مصرون على اتخاذ كل ما يلزم للحفاظ على أمن أوروبا من التهديد الإرهابي"، مضيفاً أن تبادل المعلومات بشكل أفضل في ما يتعلق ببيانات الركاب على متن الطائرات من بين وسائل تحقيق ذلك.وأصبح التعاون في مجال الاستخبارات ومكافحة تهريب الأسلحة وإنشاء سجلات مشتركة للمسافرين أولوية للقادة الأوروبيين بعد اعتداءات باريس، التي أوقعت 17 قتيلاً والعملية الواسعة النطاق ضد الأوساط الجهادية التي جرت في نهاية الاسبوع الماضي في بلجيكا لإحباط هجمات ضد الشرطة.وفي أول قرار اتفق وزراء الخارجية، أمس، على الطعن في قرار محكمة الاتحاد رفع اسم حركة حماس من قائمة الإرهاب الأوروبية.شعبية هولاندإلى ذلك، كشف استطلاع للرأي أجري بعد اعتداءات باريس ونشرت نتائجه أمس أن نسبة التأييد لفرانسوا هولاند الذي كان يعد الرئيس الفرنسي الأقل شعبية سجلت قفزة تاريخية مقدارها 21 نقطة، لترتفع نسبة مؤيديه إلى 40 في المئة.وقال مدير قسم التحقيقات في معهد استطلاعات الرأي إيفوب فريديريك دابي، لوكالة فرانس برس إنه "لم يسجل من قبل أي تقدم بهذا الحجم". وسجلت نسبة التأييد لرئيس الوزراء مانويل فالس تحسناً بمقدار 17 نقطة، وأصبح يلقى تأييد 61 في المئة من الفرنسيين، وهي نسبة أكبر من تلك التي سجلت عند توليه مهامه في أبريل 2014.وأضح دابي أن الرئيس ورئيس الوزراء استفادا بوضوح شديد من طريقة إدارة تلك الأزمة، مشيراً إلى أن هناك "فقط حالة فريدة مشابهة عندما كسب فرانسوا ميتران 19 نقطة من التأييد إبان حرب الخليج بين يناير ومارس 1991".مليونية شيشانية في المقابل، شارك أكثر من 800 ألف من الشيشان الروس، أمس، في مسيرة مناهضة لصحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة التي نشرت رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، شجبها رئيس الإقليم الذي تقطنه غالبية مسلمة ووصفها بأنها "مبتذلة وغير أخلاقية".وحمل آلاف الرجال والنساء والأطفال الشيشان بملابسهم التقليدية لافتات تقول "ارفعوا أيديكم عن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم" وأخذوا يكبرون وهم ينطلقون في الشارع الرئيسي للعاصمة جروزني التي أعيد بناؤها، بعد أن دمرت مرتين خلال حربين انفصاليتين.وكتب الزعيم الشيشاني رمضان قديروف قبل المسيرة على الانترنت "سنقدم احتجاجاً شديداً على ابتذال من رسموا هذه الرسوم الكاريكاتيرية، وانعدام أخلاقهم وجهلهم بالثقافة وخزيهم"، مضيفاً: "نحذر على الملأ، إننا لن نتهاون مع مثل هذه الأعمال".خسائر النيجروفي النيجر، أعلن الناطق باسم الشرطة النيجرية إديلي تورو، أمس، أن 45 كنيسة أحرقت السبت خلال التظاهرات التي تحولت أعمال شغب ضد الصحيفة الفرنسية الساخرة. وقال، في مؤتمر صحافي، إن "خسائر كبيرة سجلت: 45 كنيسة وخمسة فنادق و36 حانة ودارا للأيتام ومدرسة مسيحية كلها نهبت قبل أن تحرق". وأضاف أن هذه الاحتجاجات أسفرت عن سقوط خمسة قتلى و128 جريحاً واعتقال 189 شخصاً.غزة وجلال أبادوفي غزة، أحرق مئات السلفيين الجهادين خلال تظاهرات مماثلة أمام المركز الثقافي الفرنسي في ساحة الجندي المجهول العلم الفرنسي. وهدد المحتجون، الذي ارتدى معظمهم ملابس سوداء ورفعوا الأعلام السود وبعض منهم ملثمين بمهاجمة الفرنسيين في غزة.ورفع المتظاهرون صورا لمنفذي الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو. رددوا هتافات "اللعنة على فرنسا" و"يا عباد الصليب لبيك يا رسول الله" و"كنا نقاطع منتجاتكم والآن نقطع رؤوسكم".وفي أفغانستان، تظاهر مئات الأفغان في جلال أباد، أمس، حيث قاموا بإحراق علم فرنسي احتجاجا على "شارلي". وتجمع المتظاهرون في شوارع هذه المدينة الواقعة على الحدود مع باكستان لإدانة نشر الرسوم المسيئة، مرددين: "الموت لفرنسا".الدنمارك واليونانوعلى الجبهة الثانية، شهدت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، أمس، تظاهرة مناهضة للإسلام بدعوة من حركة بيغيدا الألمانية التي اضطرت الى الغاء تظاهراتها الأسبوعية في دريسدن، إثر تلقيها تهديدات.وقال منظم التظاهرة نيكولاي سينيلز، إن الهدف من التظاهرة هو "إتاحة الفرصة للطبقة المتوسطة للتعبير عن قلقها إزاء إسلام عنيف"، مؤكدا أن هذه التظاهرة هي "الأولى من نوعها" في الدنمارك. وحركة بيغيدا (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) التي ولدت في المانيا في أكتوبر، تمددت الى دول أوروبية أخرى.وفي اليونان، مثل جزائري في الثالثة والثلاثين من العمر، كان أوقف السبت في أثينا للاشتباه بأنه على صلة بخلية جهادية تم تفكيكها أخيرا في بلجيكا، أمس، أمام نيابة أثينا بهدف تسليمه المحتمل الى بروكسل.(بروكسل، باريس، لندن- رويترز، أ ف ب، د ب أ)