«التحالف» يكثف قصف صنعاء و«شاهد» تقترب من الحُديدة

نشر في 21-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-05-2015 | 00:01
No Image Caption
الحكومة اليمنية تتوجس من «مؤتمر جنيف»... وعبداللهيان يهاجم «مؤتمر الرياض»
كثف التحالف العربي غاراته على مواقع الحوثيين في صنعاء التي شهدت نزوحاً كثيفاً من قبل السكان، بينما اقتربت السفينة الإيرانية «شاهد» من ميناء الحديدة، متحدية الحظر البحري حول المرافئ اليمنية.

غداة اطلاق مؤتمر «انقاذ اليمن» لـ«وثيقة الرياض»، كثفت قوات تحالف إعادة الشرعية الذي تقوده السعودية أمس الغارات على مواقع المتمردين الحوثيين في محيط العاصمة اليمنية صنعاء، ما تسبب في حركة نزوح كبيرة للسكان.

وتوالت الغارات منذ منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء حتى صباح أمس على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع المتمردين، محدثة انفجارات ضخمة هزت صنعاء من جميع أطرافها واثارت حالا من الذعر في ليلة من القصف اعتبرت الأشد عنفاً والأكثر استدامة منذ بدء غارات التحالف على الحوثيين في 26 مارس الماضي.

واستهدف طيران التحالف مخازن أسلحة في جبل «نقم» الواقع شرق صنعاء وفي جبل النهدين جنوبها وفي جبل فج عطان جنوب غرب العاصمة الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية.

وتسببت الغارات في نزوح الالاف من منازلهم، خوفا من شدة الانفجارات التي دوت على بعد كيلومترات من مواقع الغارات، كما شن الطيران الحربي ثلاث غارات على مقار حوثية في إب وسط البلاد.

اشتباكات

وبالتزامن مع تكثيف التحالف لغارته على مواقع الحوثيين في صنعاء احتدم القتال في مختلف انحاء البلاد بين اللجان الشعبية الموالية للشرعية والمتمردين، وشهدت محافظات من بينها عدن وتعز والضالع وشبوة ومأرب اشتباكات عنيفة.

تبادل القصف

في غضون ذلك، شهدت الحدود السعودية اليمنية تبادلا لإطلاق القذائف المدفعية والصاروخية بعد تعرض مدينة جازان السعودية للاعتداء من قبل المليشيات الحوثية.

وقصف الطيران السعودي مواقع للمتمردين في محافظة صعدة معقل الحوثيين شمال اليمن.

جهود دبلوماسية

ومع تضاؤل فرص الحل السياسي للأزمة في اليمن، كشف المتحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف أحمد فوزي عن ترتيب المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد للقاء بين أطراف النزاع في اليمن، مبينا أن «إعلانا سيصدر قريبا» بهذا الشأن.

وجاء تصريح فوزي مساء أمس الأول ردا على تقارير عن إمكانية عقد مؤتمر للسلام في جنيف يوم 28 الجاري.

توجس

في هذه الأثناء، أفاد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين بعدم تلقي الحكومة المعترف بها دوليا لأي دعوة بشأن مؤتمر جنيف المزمع انعقاده، موضحاً أن «الحكومة قد لا تشارك فيه».

وكانت حكومة اليمن الموجودة حاليا في الرياض قالت أمس الأول إنها لن توافق على إجراء محادثات مع الحوثيين إلى أن ينسحبوا من المدن ويسلموا الأسلحة مما يعني أنه من غير المرجح أن تجرى قريبا محادثات السلام لإنهاء الحرب الأهلية.

«شاهد»

إلى ذلك، من المنتظر أن تدخل سفينة الشحن الإيرانية «شاهد» التي تقول طهران إنها تحمل مساعدات إنسانية لليمن مضيق باب المندب الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر صباح اليوم في طريقها إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المليشيات الحوثية.

وبينما تصر إيران على انها تنسق مع الأمم المتحدة بشأن إيصال المساعدات إلى الحديدة يسود ترقب للخطوات التي يمكن أن تقدم عليها قوات التحالف التي تفرض حظرا على الأجواء والسواحل اليمنية لمنع وصول السفينة الإيرانية التي ترفض الانصياع، وتقول إنها لن تقبل تفتيشها من جانب قوات التحالف.

تحذير إيراني

في المقابل، حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أمس من التعرض لـ»شاهد» وقالت إن «السفينة تعمل بتنسيق كامل مع منظمة الأمم المتحدة وإذا حدث أمر يناقض التنسيق فستكون هنالك ردود أفعال من جانب جميع المنظمات الدولية المعنية».

وأفادت أفخم باحتمال وصول المبعوث الأممي لليمن إلى طهران اليوم لإجراءات محادثات.

وأشارت أفخم، خلال مؤتمرها الأسبوعي، إلى مطالبة جماعة «أنصار الله» الحوثية لإيران بالمشاركة في محادثات للمساعدة في حل أزمة اليمن، مؤكدة أن طهران لن تتوانى عن تقديم أي دعم لتقدم المحادثات من دون أن يعني ذلك «مشاركتنا في المفاوضات بالضرورة».

مراقبة أميركية

وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أمس الأول إنها تراقب سفينتين حربيتين إيرانيتين انضمتا إلى السفينة الإيرانية.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الكولونيل ستيف وارن: «لا يساورنا قلق زائد في الوقت الحالي»، مضيفا أن الولايات المتحدة ترصد مواقع السفن الثلاث «في كل خطوة بالطريق»، بينما قلل مسؤول دفاعي أميركي من شأن مواكبة السفن الحربية الإيرانية الموجودة أصلاً بالقرب من مضيق باب المندب لمكافحة القرصنة البحرية.

ومن المقرر أن تصل السفينة الإيرانية الليلة إلى الحديدة على الرغم من مطالبة الولايات المتحدة لطهران بتسليم المساعدات إلى مقر الأمم المتحدة لإغاثة اليمن في جيبوتي.

عبداللهيان

من جهة أخرى، هاجم مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان مؤتمر «إنقاذ اليمن» الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض على مدار ثلاثة أيام، وانتهى أمس إلى إعلان «وثيقة الرياض».

واعتبر عبداللهيان أن مؤتمر الرياض، الذي عقد دون مشاركة المليشيات الحوثية، لا يمكنه المساعدة في حل أزمة اليمن، داعيا المجتمع الدولي للإسراع في إغاثة الشعب اليمني، ومتهما القوات السعودية بخرق الهدنة الإنسانية التي انتهت الأحد الماضي.

من جهة ثانية، ذكرت مصادر دبلوماسية أمس أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يستعد لعقد جلسة مغلقة لمناقشة آخر التطورات بشأن الأزمة اليمنية.

(الرياض، صنعاء ــ رويترز، أ ف ب، د ب أ)

back to top