10 شخصيات أثرت في تحرك الأسواق العالمية عام 2014
مع نهاية عام 2014، ترصد بعض التقارير الإنجازات والإخفاقات التي شهدها، وما هو مأمول تحقيقه خلال العام الذي لم يتبق على انطلاقه سوى ساعات قليلة.حاول ديفيد مارش في تقريره الذي نشره «ماركت ووتش» إلقاء الضوء على بعض الشخصيات التي أثرت في الأسواق وأبقتها في حيرة أحياناً، وذلك على اختلاف توجهاتها، وإن غلب على القائمة كثرة السياسيين.
بالطبع كان منطقياً أن يكون اسم النعيمي في تلك القائمة، لكون السعودية أكبر مصدر عالمي للنفط، مع إبقاء «أوبك» على سقف انتاجها دون تغيير عند 30 مليون برميل يومياً، وما تبع ذلك من تداعيات على حركة الأسعار في السوق العالمي.وربما كان التقرير مغالياً في ذكر الرئيس الفرنسي، لكون الإخفاقات التي شهدها لم تُظهر انعكاساً قوياً على حركة الأسواق، لكن يبقى أثرها على الاقتصاد في ثاني أكبر اقتصادات منطقة اليورو.وإذا كان رصد ما فات وانتهى مهماً لتواصل إيجابياته وتحاشي سلبياته، فإن أسئلة معلقة لم يذكرها التقرير تظل على انتظارها علها تجد إجابات عملية خلال العام الجديد.1- ينس ويدمان رئيس المركزي الألمانييعد من أبرز المعارضين لسياسة المركزي الأوروبي، رغم أنه أظهر بداية عام 2014 موافقة على شراء السندات السيادية من قبل البنك، فإنه نجح في النهاية في وقف هذا التحرك.يعد المركزي الأوروبي أمام تحد واضح، حيث إن اجتماعه الأول عام 2015 يوم 22 يناير، والانتخابات اليونانية يوم 25 من نفس الشهر. وقد يفهم البعض أن اطلاق برنامج للتخفيف الكمي يعد تدخلا في تلك الانتخابات، لكن السؤال الذي لم يجب عنه ويدمان: ماذا عن التضخم؟ هل سيعارض برنامج شراء السندات حال هبوط التضخم إلى ما دون الصفر وتعاظم احتمالات انكماش منطقة اليورو؟2- ماتيو رينزي رئيس وزراء إيطالياتولى رئاسة الحكومة في ثالث أكبر اقتصادات منطقة اليورو في النصف الثاني من فبراير 2014. يوصف بأنه أكثر السياسيين اطلاقا للوعود خلال عام 2014، مع عدم تركيزه على حل المشاكل الاقتصادية، وقد عُلقت عليه آمال كبيرة في انهاء حالة انعدام النمو التي تعانيها ايطاليا منذ زمن طويل عن طريق اصلاحات هيكلية. ورغم نجاحه في تحقيق بعض التقدم في تمرير القوانين من البرلمان، لكن يظل السؤال، متى ستدخل تلك القوانين حيز التنفيذ لتجني البلاد ثمارها؟3- علي النعيمي وزير النفط السعودييعد من أبرز الوزراء المؤثرين في اجتماعات "أوبك"، خصوصا الأخير قبل نهاية نوفمبر الثاني، عندما أبقت المنظمة على إنتاجها عند 30 م/ب يومياً بلا تغيير.وأكد في تصريحات متعددة أن مصلحة منتجي "أوبك" تقتضي عدم خفض الإنتاج، كما أشار إلى أن السعودية لا تتآمر على أحد عندما نوه السيناتور جون ماكين إلى ضرورة شكر السعودية بعد تراجع أسعار النفط واضرار الإقتصاد الروسي، وشهدت أسواق النفط تراجعات ملحوظة بعد تصريحاته، خصوصا عندما نوه إلى أن "أوبك" لن تخفض الإنتاج حتى لو بلغ سعر البرميل 20 دولاراً.والسؤال الآن: إلى متى ستظل أسعار النفط منخفضة؟ وما المدة التي ستتحملها روسيا تحديدا مع تدني الأسعار؟4- فلاديمير بوتين رئيس روسيايعد من أبرز ساسة العالم خصوصا مع تركيز الأضواء عليه بسبب الأزمة الأوكرانية وتحديه للغرب. ترى بعض التحليلات أنه حاول مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، لكن العقوبات التي فرضت أثرت سلباً على اقتصاد بلاده. بنى حساباته على أن التدخل في أوكرانيا سيرفع من سعر برميل النفط لكن ذلك جاء بنتائج عكسية. وتبقى أمام بوتين معضلة لاستمرار صموده: هل سينجح في إنهاء ترنح الروبل والمضي قدماً مع تراجع أسعار النفط وتواصل العقوبات الغربية؟5- شينزو آبي رئيس وزراء اليابان رغم رهانه المغامر بالدعوة لانتخابات مبكرة للتصويت على خطة "ابينومكس" بشكل غير مباشر، فإنه نجح في توجيه ضربة مباغتة لخصومة السياسيين، فالطريق صار ممهداً أمامه الآن للمضي قدماً في خطته لإخراج ثالث أكبر اقتصاد عالمي من حالة انكماش الأسعار التي أرهقته، لكن الأهم من فكرة الحشد السياسي هو نجاح التيسير النقدي المهول الذي خفّض الين بالفعل في دعم النمو. لكن اختبار رفع ضريبة المبيعات في وقت سابق من هذا العام كان بمنزلة اختراق واضح لما خطط له وأجبره على تأجيل الرفع الثاني إلى 10 في المئة.هذا يعني أن خطة "آبي" الجريئة تواجه صعوبات حقيقية، فهل تنجح في رفع التضخم إلى 2 في المئة وتنهي انكماش الأسعار؟6- ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبييتميز دراغي بالجرأة في اتخاذ قراراته ولا يتردد في ذلك، ودليل ذلك خفض الفائدة في أول اجتماع برئاسته عند توليه المسؤولية في نوفمبر عام 2011.يعتبر البعض أن تصريحاته في السابع من أغسطس الماضي كانت نقطة تحول ساهمت في الضغط على اليورو.وقال إن "الأساسيات لسعر صرف أضعف حالياً أفضل من شهرين سابقين أو ثلاثة، وبالفعل أثرت تلك الكلمات على تحرك العملة الموحدة".يواجه دراغي تحدياً مع تواصل ضعف تحرك الأسعار، فهل يستطيع ابعاد شبح الإنكماش عن منطقة اليورو؟7- جانيت يلين رئيسة الاحتياطي الفدرالي ربما نجحت "يلين" في إقناع الجميع أن أعضاء الفدرالي على اختلاف آرائهم صقورا وحمائم مجتمعون على رأي واحد.والبيان الأخير للبنك حمل لهجة مغايرة بتخلية عن "فترة مطولة" عند الحديث عن توقيت رفع الفائدة. وعلى الرغم من استخدام كلمة "الصبر"، لكنها فسرتها بأن ذلك يعني عدم اتخاذ "الخطوة الجريئة" خلال اجتماعين قادمين. إن دبلوماسية "يلين" كانت واضحة في المؤتمر الصحافي الأخير الذي أعقب قرار الاحتياطي الفدرالي بالإبقاء على الفائدة دون تغيير، فهل تنجح في تخفيف الصدمة على الأسواق مع اعلان قرار رفع الفائدة عندما يحين وقتها؟8- انتونيس ساماراس رئيس وزراء اليونان يعد ساماراس في موقف لا يحسد عليه مع انتظار انتخابات الخامس والعشرين من يناير، فالإشكالية لا تواجه ساماراس وحده بل منطقة اليورو مع محاولة حزب "سيريزا" القفز على السلطة، حيث سيسعى حال فوزه إلى إعادة التفاوض على برامج انقاذ اليونان.خلال فترة انتظار الانتخابات وما ستسفر عنه سيكون هناك شد وجذب في الأسواق، فهل ينجح ساماراس في الإبقاء على قيادة الحكومة؟ وابعاد شبح اثارة القلق بفوز "اليكس تسبيراس" ورفاقه؟9- أليكس سالموند سياسي اسكتلنديتحدى ديفيد كاميرون في الاستفتاء الشهير على استقلال اسكتلندا عن التاج البريطاني في سبتمبر، وحاول اقناع الإسكتلنديين بضرورة الانفصال للاستفادة من الموارد التي تمتلكها البلاد، لاسيما احتياطيات نفطية في بحر الشمال.السؤال الآن بعد تراجع أسعار النفط: ما مصير الوعود التي أطلقها "سالموند" حال انفصال اسكتلندا عن بريطانيا؟ 10- فرانسوا هولاند رئيس فرنسا لقب الخاسر عام 2014 ربما يكون مناسبا لهذا الرجل مع صعوبة الوضع الاقتصادي لثاني أكبر اقتصادات منطقة اليورو.في وقت سابق من هذا الشهر كشفت بيانات رسمية نمو عدد العاطلين إلى مستوى قياسي خلال نوفمبر عند 3.49 ملايين شخص.هذا التحدي مع ضعف النمو، وضرورة موازنة الميزانة المتأخرة مصاعب تواجه "هولاند"، والسؤال الآن: هل ستتمكن حكومته من مضاعفة أعداد الوظائف عام 2017 أم هي مسألة دغدغة لمشاعر الناخبين قبل انتخابات رئاسية سيشهدها نفس العام؟ (أرقام)