الحوثيون يتعهدون بمقاومة بن مبارك وينسحبون من «الاستشارية»

انزلق اليمن أمس إلى مزيد من البلبلة السياسية إلى جانب الإضرابات الأمنية بعد سحب جماعة «أنصار الله» الحوثية ممثليها في الهيئة الاستشارية للرئيس عبدربه منصور هادي، وتعهدت بمقاومة رئيس الحكومة المكلف، ما أثار مخاوف من انهيار اتفاق السلم والشراكة.

بعد إعلان جماعة «أنصار الله» الحوثية رفضها قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تكليف مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك تشكيلَ حكومة جديدة، قررت الجماعة المسلحة التي تسيطر على العاصمة صنعاء سحب ممثليها في الهيئة الاستشارية للرئيس، وتعهدت بمقاومة قراره الذي اعتبرته «لا يعبر عن إرادة الشعب الذي سيواصل ثورته».

ويضيف رفض الحوثيين تعيين رئيس جديد للوزراء مزيدا من البلبلة لحالة من القلاقل السياسية استمرت بضعة أسابيع عقب استيلاء الجماعة على العاصمة التي يقطنها مليونا نسمة.

قرار خارجي

وأعلن المكتب السياسي لجماعة الحوثي رفضه القاطع لقرار تسمية بن مبارك، وقال إنه «لم يكن انعكاسا طبيعيا لإرادة الداخل بقدر ما كان قرارا خارجيا بامتياز».

وأضاف المكتب السياسي في بيان له أن القرار «يمثل استخفافا صارخا بسيادة واستقلال بلدنا وبإرادة شعبنا اليمني، وتضحياته الكبيرة ومكاسب ثورته الخالدة، فضلا عن كونه يتجاوز المعايير المتفق عليها، كما يتجاوز مبدأ التوافق الذي أجمع اليمنيون على أن يكون هو المبدأ الحاكم للمرحلة الانتقالية وإدارة شؤون البلد».

اتهام

واتهمت «أنصار الله» السفارة الأميركية في صنعاء بالمشاركة في قرار تعيين بن مبارك. وقال عضو المكتب السياسي للجماعة ضيف الله الشامي على «فيسبوك» إن «مؤيدي السفارات ظهروا بعد لقاء السفير الأميركي مع الرئيس هادي ليعلنوا انقلابهم على إرادة الشعب اليمني وإملاء بن مبارك تمشيا مع إرادة السفارات»، مضيفاً أن «قرار تعيين مبارك قوبل برفض شعبي، وأن الشعب يعد العدة لاستئناف التصعيد الثوري واستكمال ثورته التي لن تنتهي إلا بتحقيق أهدافهم».

من جهة أخرى، حمّل عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله» عبدالملك العجري الرئيس هادي مسؤولية البلبلة التي تسبب فيها قراره بتكليف مدير مكتبه بتشكيل الحكومة، قائلا إنه اقترح تعيين بن مبارك في هذا المنصب بعد أن أخفقت لجنة من المستشارين تضم جميع الأحزاب الرئيسية في الاتفاق على مرشح من بين 5 شخصيات طرحها الرئيس اليمني.

في المقابل، قال سلطان العطواني أحد مستشاري هادي إن لجنة تضم عددا من كبار مستشاري الرئيس اجتمعت في صنعاء واختارت قائمة قصيرة تضم 3 شخصيات من قائمة أكبر من المرشحين وسلمتها للرئيس لاختيار شخصية لرئاسة الحكومة.

وكان هادي عيّن بن مبارك رئيسا جديدا للوزراء مساء أمس الأول تنفيذا لاتفاق السلم والشراكة الذي وافق عليه الحوثيون يقضى بانسحابهم من صنعاء وعمران مقابل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

«حزب صالح»

من جهة ثانية، اعترض حزب «المؤتمر الشعبي»، الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على قرار التكليف.

وقال الناطق باسم الحزب عبده الجندي إن «مستشاري الرئيس لم يحالفهم التوفيق، ويكررون ما حدث في الماضي».

ونقل موقع «خبر» التابع للرئيس السابق، عن الجندي أن «وجود رئيس البلاد ورئيس للحكومة من محافظات الجنوب سيؤدي إلى عدم ارتياح لدى بقية المحافظات ذات الكثافة السكانية الكبيرة».

«القاعدة» و«البيضاء»

في غضون ذلك، قتل عشرة عناصر من الشرطة في سلسلة هجمات بينها هجوم انتحاري، لتنظيم «أنصار الشريعة» الموالي لـ«القاعدة» ووقعت فجر أمس في محاولة من جانب التنظيم للسيطرة على مدينة البيضاء في وسط اليمن.

وشنت مجموعات مسلحة من «القاعدة» خلال ساعات الفجر الأولى عدة هجمات استهدفت مقر قوات الأمن الخاصة ومقر شرطة المرور وحاجزي تفتيش تابعين للجيش.

ويأتى الهجوم بعد اجتماع لزعماء قبليين محليين بعضهم مرتبط بـ»القاعدة»، تقرر خلاله أن يتم «التصدي لتمدد الحوثيين في منطقة البيضاء».

وذكرت مصادر محلية أن شيوخ القبائل السنية يعتبرون أن في صفوف قوات الأمن في المدينة عناصر متعاطفة مع الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ويتمددون في أكثر من اتجاه.

(صنعاء، البيضاء -

د ب أ، أ ف ب، رويترز)

القائد العسكري للحوثيين يتفقد قطعاً عسكرية للجيش!

بثت قناة «اليمن» الفضائية الحكومية أمس تغطية ميدانية لزيارة قام بها القائد العسكري لجماعة الحوثي المسلحة أبوعلي الحاكم، لبعض الوحدات العسكرية التابعة للجيش اليمني بمحافظة صعدة.

وقام أبوعلي الحاكم بزيارة تفقدية لبعض الوحدات العسكرية بصعدة برفقة محافظها المعين من قبل جماعة الحوثي، فارس مناع، وعدد من القادة العسكريين في المحافظة.

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن ممثلي أنصار الله ومحافظ صعدة ومدير دائرة العمليات الحربية بوزارة الدفاع العميد الركن محمد المقداد، قاموا بزيارة تفقدية لبعض الألوية العسكرية.

وتصاعد نفوذ القائد العسكري للحوثيين أبوعلي الحاكم عقب قيادته معركة السيطرة على صنعاء، حيث أصبح الرجل الأكثر نفوذاً في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون بما فيها العاصمة.

وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها وسائل الإعلام الحكومية الرسمية بتغطية الزيارات الميدانية التي يقوم بها قادة الحوثيين للوحدات الأمنية والعسكرية في محافظة صعدة.