الأكراد يستعيدون «مربع» كوباني... والأسد يحتفل بالمولد

نشر في 06-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 06-01-2015 | 00:02
No Image Caption
• انتخاب خوجة ضربة لـ «الإخوان»
• اتجاه لرفض حوار موسكو
• الكتائب تسيطر على مدخل حلب
تمكنت وحدات حماية الأكراد من السيطرة على المربع الأمني في كوباني، لتحكم قبضتها على نحو 80 % من المدينة، في وقت احتفل الأسد بالمولد النبوي في جامع الأفرم بدمشق، بُعيد زيارته لجنوده المرابضين على تخومها في ليلة رأس السنة.

استعاد المقاتلون الأكراد في مدينة كوباني السورية الحدودية مع تركيا، أمس، السيطرة على كل المربع الأمني الذي يضم مقار الحكومة المحلية ووحدات حماية الشعب، بعد نحو ثلاثة أشهر من سقوطه في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سيطرة "وحدات حماية الشعب" التي تقاتل التنظيم المتطرف منذ نحو أربعة أشهر، جاءت عقب اشتباكات بدأت قبيل منتصف ليل الأحد - الاثنين، واستمرت حتى فجر أمس مع "داعش"، بينما لاتزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين" في جنوب المدينة.

وترافقت الاشتباكات مع تنفيذ طائرات الائتلاف الدولي ثلاث ضربات على الأقل استهدفت مواقع للتنظيم في المدينة، وسط قصف متقطع من قوات البيشمركة الكردية العراقية على مواقع في كوباني وأطرافها.

وأسفرت الاشتباكات، وفقا للمرصد، عن مقتل ما لا يقل عن 14 غالبيتهم من جنسيات غير سورية من تنظيم "الدولة"، الذي سيطر في أكتوبر على المربع الأمني قبل أن ينسحب منه قبل نحو 10 أيام، لكن الأكراد لم يدخلوا اليه قبل التأكد من محيطه وتنظيفه من الألغام والمتفجرات.

تراجع «داعش»

وبدأ التنظيم الجهادي في 16 سبتمبر هجوماً واسعاً على كوباني، وتمكن خلال أسابيع من الاستيلاء على أكثر من نصف المدينة. إلا أن تقدمه توقف في بداية شهر نوفمبر، ثم استعاد المقاتلون الأكراد زمام المبادرة.

ولم يعد التنظيم يسيطر حاليا سوى على 20 في المئة من كوباني، وفق المرصد. وتبلغ مساحة المدينة التي تحول عدد كبير من أحيائها الى ركام، بين ستة وسبعة كيلومترات مربعة.

وفجّر عشرات الانتحاريين من تنظيم "الدولة الاسلامية" أنفسهم في مدينة عين العرب، ثالث المدن الكردية السورية، في محاولة للسيطرة عليها بشكل كامل، وبدت على وشك السقوط في يديه، قبل أن يتم تعزيز قوة الأكراد عبر فتح الحدود التركية أمام دعم لهم بالسلاح والعناصر. وسقط في معارك كوباني مئات القتلى من الطرفين.

احتفالات المولد

وفي دمشق، شارك الرئيس السوري بشار الأسد الليلة قبل الماضية في احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أقيم في جامع الأفرم بدمشق، في أحدث ظهور علني له في عدة مناسبات في الآونة الأخيرة.

وأظهرت اللقطات التي بثها التلفزيون الأسد ينضم إلى المصلين في جامع الأفرم للاحتفال بالمولد النبوي. وكان يرتدي حلة داكنة، وجلس في الصف الأمامي.

وفي كلمته في الاحتفال، قال وزير الأوقاف محمد السيد إن "الإسلام براء من كل من يقتل أو يفجّر أو يكفّر أو يذبح جرما وتآمرا، مضيفاً: "عددت أسماؤهم والبغي دينهم مهما تكنوا من داعش ونصرة وأحرار الشام: بدلوا بالسلم حرباً".

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عنه القول: "الرئيس بشار الأسد أوصل السفينة إلى بر الأمان، وحارت به ألباب أعداء الوطن والأمة وهو بين جنوده يشاركهم الطعام، فهو في خندق القتال يد يقبض بها على الزناد ويد يضمد بها الجراح والآلام".

رئيس الائتلاف

وفي اسطنبول، انتخب ائتلاف المعارضة السورية، فجر أمس، خالد خوجة رئيسا له خلفا لهادي البحرة، بدعم القوى العلمانية والإسلامية المعتدلة داخل الائتلاف، وفق عضو الائتلاف سمير نشار، الذي أكد "انحسار نفوذ الإخوان المسلمين" الذين كانوا يدعمون المرشح نصر الحريري.

وفاز خوجة بغالبية 56 صوتاً مقابل 50 صوتا للحريري، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للائتلاف. وأبدى نشار المقرب من خوجة تفاؤله بأن الائتلاف مع "القيادة الجديدة سيعمل على إعادة الثورة السورية الى المسار الصحيح، ويعمل على بناء خط وطني ملتزم بالثورة وبتغيير (الرئيس) بشار الأسد، وإقامة دولة مدنية تعددية في سورية، بعيدا عن إي إقصاء أو تهميش".

ونشار معروف بانتقاده لمحاولات حركة الإخوان المسلمين منذ بدء "الثورة السورية" السيطرة على قرار تشكيلات المعارضة المختلفة وعلى مواردها المالية.

وأكد أن القيادة الجديدة ستعمل "على موضوع التوافق من دون تهميش أحد، لكن ضمن الأحجام الحقيقية لكل طرف".

حلف استراتيجي

وذكر مشاركون في الانتخابات التي قامت بها الهيئة العامة للائتلاف أن خوجة يعد من الشخصيات المقربة من تركيا، البلد الذي عاش فيه سنوات طويلة من حياته بعد خروجه من سورية، حين كان لايزال دون سن الثامنة عشرة. إلا أنهم أشاروا الى ان ترشحه أحرج السلطات التركية المتهمة بدعم الاخوان والحركات الاسلامية المتطرفة في المعارضة السورية.

إلا أن نشار شدد على ضرورة "بناء حلف استراتيجي مصري - سعودي - تركي مع المعارضة السورية لمواجهة التحديات الإقليمية، ولاسيما تلك الناتجة عن مواقف إيران".

حوار موسكو

من جهة أخرى، تتزايد المؤشرات على موقف سلبي للائتلاف من حضور مفاوضات موسكو المقررة في 26 الجاري، وخصوصاً بعد أن أبلغت الخارجية الروسية معارضين سوريين تمسكها بشروطها لعقد مؤتمر "موسكو-1" حتى لو حضر 10 أشخاص فقط اللقاء التشاوري بين 26 و29 من الشهر الجاري.

معارك حلب

وفي حلب، أعلن المرصد السوري، أمس، سيطرة مقاتلي المعارضة على منطقة عند مدخل المدينة الشمالي بعد معارك تكبدت فيها قوات النظام والمسلحين الموالين خسائر بشرية كبيرة.

وقال المرصد، في بيان، إن مقاتلي الجبهة الشامية وجيش المهاجرين والأنصار تمكنوا من السيطرة على أجزاء من البريج عقب اشتباكات دارت منذ منتصف ليل امس حتى فجر أمس بالمجبل الأسود والمناشر مع قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين موالين من جنسيات إيرانية وأفغانية.

كما تعرضت أماكن في منطقتي حندرات والملاح، مساء أمس الأول، لقصف من قبل قوات النظام دون أنباء عن إصابات.

ودارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من طرف آخر في محيط حيي صلاح الدين والعامرية، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق الاشتباكات.

(دمشق- أ ف ب،

رويترز، د ب أ، كونا)

back to top