هنغاريا في انتظار الكويتيين... والمجر ليست بودابست فقط

نشر في 06-06-2015 | 00:04
آخر تحديث 06-06-2015 | 00:04
● باير: ندعم إعفاء الكويتيين من «الشنغن»... ونرحب بهم في كل أوروبا
● السياحة العلاجية والنشاطات الخارجية متوافرة لجميع أفراد العائلة
من القرن التاسع قبل الميلاد إلى نهاية القرن الرابع الميلادي، كانت جزءاً من الإمبراطورية الرومانية، وبعد ذلك أصبحت من أكبر ممالك أوروبا، تكتنز شوارعها وقصورها إبداعات فنية، وتجمع سحر الغرب والشرق معاً، يخترقها نهر الدانوب وهو من أطول أنهار العالم، ويزورها مئات الآلاف سنوياً من السياح طلباً للراحة والاستجمام والعلاج وقضاء لحظات لا تنسى.

مر العثمانيون والألمان عليها وتركوا أثراً من ثقافتهم المعمارية والغذائية فيها، كما أن أهلها كرماء... عن هنغاريا نتحدث.

دعا سفير هنغاريا لدى الكويت، ميهاي باير، الكويتيين إلى زيارة "بلدهم الثاني" المجر، والاستمتاع بجمال العاصمة المطلة على نهر الدانوب، لافتا إلى أن المجر ليست عبارة عن العاصمة بودابست فقط، بالرغم من أن هذه المدينة العريقة تعتبر من أجمل مدن أوروبا وأكثرها هدوءا وأمنا ونظافة.

وأكد السفير، في لقاء خاص مع "الجريدة"، أن زيارة هنغاريا تعد تجربة رائعة للعائلات والشباب، حيث السياحة العلاجية والاستجمام في المنتجعات المطلة على البحيرات، والصيد، والمطاعم الراقية التي تقدم الأطباق المجرية العريقة، إضافة إلى المتاحف والقصور التاريخية والغابات... وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

● كيف تصفون العلاقات الثنائية بين الكويت وهنغاريا؟

- علاقات المجر والكويت قديمة ومتجذرة، فالكويت كانت الدولة الوحيدة من الستينيات التي أقامت علاقات دبلوماسية مع المجر ودول أوروبا الشرقية في عام 1964، وفي 1975 أنشأنا سفارة في الكويت، التي كانت وستظل نافذة اقتصادية وسياسية لنا وللخليج على حد سواء.

● ما متطلبات الحصول على "الفيزا" لزيارة المجر؟

- بداية، أهل الكويت مرحب بهم في كل الدول الأوروبية، والمجر تؤيد رغبة الكويت في إعفاء مواطنيها من شرط الحصول على "الشنغن"، فالكويتي ليست لديه أية مشكلة لجوء أو هجرة، كما أن لديه القدرة على دفع الفواتير، ومرحب به في جميع دول الاتحاد الأوروبي.

 أما بخصوص متطلبات الفيزا العادية لـ"الشنغن" فهي تتعلق بالحضور الشخصي لأخذ البصمات، التي يستغرق الحصول عليها يومين او ثلاثة، وهذا يتوقف على الجهاز الالكتروني وحجم الضغط الذي نواجهه في السفارة.

● ما مجالات السياحة في هنغاريا؟

- هناك العديد من الفرص للسياحة المتكاملة في البلاد، إذ تمثل السياحة 9 في المئة من الناتج القومي، وتعتبر زيارة هنغاريا تجربة رائعة للعائلات والشباب، حيث السياحة العلاجية والاستجمام في المنتجعات المطلة على البحيرات، والصيد، والمطاعم الراقية التي تقدم الأطباق المجرية العريقة، إضافة إلى المتاحف والقصور التاريخية والغابات ودور الأوبرا.

ولهنغاريا تاريخ عريق، فهي دولة مستقلة منذ ألف سنة ومرت عليها حضارات مختلفة كالحضارة الألمانية والنمساوية والعثمانية.

أما بخصوص الشباب، فهنغاريا توفر فرصا مختلفة وعديدة للشباب من مختلف الأقطار، ونستقبل العديد منهم من ايرلندا وبريطانيا ودول أوروبا الشرقية، وخصوصا في بودابست، حيث يتوجهون إلى حانات عصرية صممها شباب في مبان مهجورة.

وأهم ما يميز بودابست أنها مركز أوروبا الوسطى، حيث يمكن من خلالها التوجه الى شمال إيطاليا بالسيارة في غضون ست ساعات ونصف الساعة و8 ساعات إلى ميونيخ.

مبنى البرلمان

ويشير سفير هنغاريا إلى كثير من المعالم التي تميز بلاده ويتحدث في هذا السياق عن مبنى البرلمان الذي يعد ثاني أكبر مبنى برلماني في العالم، ويفضل تصويره على البطائق البريدية، وخاصة عندما ينعكس في نهر الدانوب أدناه، وهو فخم جداً في الداخل أيضا، ولكن من أجل الدخول يجب أن يشارك السياح في جولة منظمة لمشاهدة معالم المدينة.

النشاطات الخارجية

وتوفر الطبيعة في المجر الكثير من الاختيارات لنشاطات استثنائية في حقول وغابات يخيم عليها الندى مع بزوغ الفجر، كما يمكن رؤية هذه الغابات والمساحات الخضراء من خلال البالون الهوائي.

كثير من الناس يقضون أوقاتهم على الشواطئ لساعات وأيام عديدة، ويمكن أن يصبح ذلك مملا لهم، لكن في هنغاريا توجد نشاطات رائعة تزاول في الهواء الطلق، وتعد شيئا أكثر إثارة.

هنغاريا دولة متنوعة بشكل لا يصدق، مع مختلف المناظر الطبيعية والفعاليات الثقافية الجذابة التي من الأفضل أن تكتشف عبر وسائل بديلة للنقل، مثل ركوب الخيل أو ركوب الدراجة أو السير على الأقدام أو بواسطة الزورق.

ملكة «الدانوب»

ويقول الكثيرون إن بودابست هي ملكة نهر الدانوب، ومن أعلى نقطة في المدينة، "جبال غالليرت"، يمكن للزائر أن يرى المناظر الطبيعية الخلابة والمباني ذات الطبيعة التاريخية، كالجسور والكنائس والقصور والبنايات الفخمة المزينة باللون الذهبي والرخام والزجاج الرصاصي النادر.

ويعد مبنى البرلمان، الذي يعتبر ثالث أكبر برلمان في العالم، من أهم معالم المدينة، ومن على متن سفينة النزهة ( دوناراما) يستطيع السائح رؤية كنسية ماتياس التي تعتبر من معالم التراث العالمي. أما من الجو فيمكن استخدام الهيلوكوبتر أو طائرة ( إل إي-2) الوحيدة في أوروبا، التي تصلح للاستخدام للأغراض السياحية، لرؤية المدينة.

وبعد هذه الجولة يمكن الاستراحة في إحدى الحمامات أو المنتجعات في بودابست، حيث يوجد أكثر من مئة مصدر للمياه العلاجية التي تصل إلى الكثير من الحمامات في المدينة. وأهم من ذلك كله أنه لا توجد حمامات تركية حقيقية تعود إلى القرون الوسطى، وما زالت تعمل في عاصمة أوروبية، سوى في بودابست.

بحيرة هيفيز

وتمتاز المجر ببحيرة هيفيز التي تعتبر أكبر بحيرة حرارية في أوروبا، وتقع على مقربة من بلدة هيفيز في المجر، بالقرب من الطرف الغربي من بحيرة بالاتون، على بعد حوالي 8 كم من كسذتلي، على مساحة تصل إلى 47500 متر مربع، وهي أكبر بحيرة حرارية في أوروبا وثاني أكبر بحيرة حرارية في العالم، وينتشر فيها الماء الساخن بدرجات حرارة مختلفة من شقوق تحت سطح الماء، ويختلط مع الماء البارد في البحيرة لإنتاج درجة حرارة ثابتة تبقي طوال الموسم، ومياهها غنية بحمض الكربونيك والكبريت والكالسيوم والمغنيسيوم وكربونات الهيدروجين حتى القليل من المواد المشعة، التي يعتقد أن لها خصائص طبية.

«بالاتون» حيث تشع الشمس ثلاث مرات

"بالاتون" هي أكبر بحيرة في وسط أوروبا، إذ تبلغ مساحتها 600 كيلومتر مربع، وتطل عليها صخور نتجت عن انفجار البراكين منذ قرابة مليون سنة. ويمكن للزائر الاستمتاع بالمشهد الفريد من على سفوح الجبال، وذلك من مطاعم الفنادق الموجودة هناك والمطلة على البحيرة، حيث تبدو القوارب في البحيرة وكأنها أشواك بيضاء. وبالقرب من البحيرة تتدفق المياه العلاجية الساخنة إلى السطح، حيث تغذي أكبر بحيرة محتوية على المياه العلاجية الساخنة في أوروبا والتي تقع في منطقة هيفنز، ويمكن الإحساس بتأثير تلك المياه بعد تجربة السباحة الأولى.

كما أن المياه المذكورة تصب أيضا في أحواض الفنادق المحيطة بالبحيرة، وتقع مدينة شارفار على بعد عدة كيلومترات من منطقة هيفيز، وهي مشهورة بالمياه العلاجية. كما يمكن للزوار أن يحصلوا على جلسة تدليك في إحدى المنتجعات، بعد الانتهاء من ممارسة لعبة الغولف في الملعب المجاور للبحيرة.

المناطق المحيطة ببحيرة البالاتون تمثل بيئة آمنة وملائمة للعائلات التي لديها أطفال، وكل بلدة ساحلية لديها شاطئ خاص للاستحمام وتتعمق تدريجيا، لذلك هي مكان آمن حتى لأصغر الأطفال، فضلا عن وجود أنواع أخرى من الإثارة للزوار مثل استئجار قوارب الكاياك المجدافية ذات شكل البجعة، وفرصة خوض مباراة لكرة الطائرة أو كرة السلة في الملاعب الرملية، أو تجريب ألعاب الانزلاق العملاقة. كما أن المياه الضحلة بالقرب من الشاطئ ترتفع درجة حرارتها بسهولة، ما يجعل الاستحمام في مياهها النظيفة للغاية تجربة أكثر راحة ومتعة.

وللأطفال حصتهم من المرح في داخل حديقة المغامرة زانكالاند، حيث يمكنهم القيام برحلة لمتابعة خطى روبين هود. وتشتمل جولة (غابة شيروود) على السير بالتعلق على الحبال المتأرجحة، والركوب على ظهور الخيل، وتسلق الجبال. أما إذا كان لديك ما يكفي من الشجاعة فيمكنك أن تحاول فعل ذلك في ساعات الليل، حيث تنبعث الأصوات الغامضة والمخيفة من الغابات. وهناك دورة منفصلة للبالغين، لذلك فالأم والأب سيكون لهما بالطبع حظ من المرح أيضا.

back to top