نوري السعيد وعبدالناصر!

نشر في 21-03-2015
آخر تحديث 21-03-2015 | 00:01
 د.نجم عبدالكريم ثلاثة أطراف روت هذه الحادثة بأشكال مختلفة!

- الكاتب الصحافي فيصل حسون: روى ما قاله له مقرّب من نوري السعيد.

- الصحافي محمد حسنين هيكل، رواها باعتباره شاهد عيان.

- الوثائق العراقية قالت شيئاً آخر.

• خلاصة القصة:

- رواية فيصل حسون: أنه التقى في الأردن شخصية روت له أحداثاً على لسان شخصية مقربة من نوري السعيد: أنه عقب زيارة صلاح سالم إلى العراق عام 1954، تم الاتفاق على زيارة لنوري السعيد (رئيس وزراء العراق) إلى مصر والالتقاء بعبدالناصر، للبحث في العديد من القضايا المشتركة بين البلدين! ومحاولة إقناعه بالدخول في حلف بغداد!

وعندما تمت الزيارة كان لقاء السعيد أولاً مع عبداللطيف البغدادي (عضو مجلس قيادة الثورة المصري)، وتم الاجتماع بينهما زهاء 4 ساعات، تكلّم فيها السعيد عن السياسة الدفاعية في الشرق الأوسط، وكان البغدادي موافقاً على كل الآراء التي طرحها السعيد! ما جعل هذا الأخير مسروراً وسعيداً، إذ إن البغدادي سوف يُطلع عبدالناصر على ما دار بينهما، ما سيسهّل عليه مهمته عندما يلتقي عبدالناصر!

ولما بدأ الاجتماع طلب عبدالناصر من نوري السعيد أن يطرح أفكاره ووجهة نظره في ما جاء من أجله، فقال له السعيد: إن الأخ البغدادي قد اطّلع على كل شيء، وكان متفقاً معي في كل الآراء التي طرحتها عليه!

التفت عبدالناصر إلى البغدادي متسائلاً، فتبين للسعيد أن البغدادي لم يخبر عبدالناصر بشيء مما دار بينهما! بل إن البغدادي قال:

أنا استمعت للباشا، ولكني لم أكن موافقاً على كلامه!

فردّ نوري: ولكنك كنت موافقاً بالأمس على كل ما قلته لك؟!

فقال البغدادي: "ما حصلش"!

فانفعل نوري ثم أغمي عليه من شدة الانفعال، ونُقل على إثر ذلك إلى المستشفى!

• رواية هيكل: إن ناصر اجتمع بنوري السعيد بمفردهما في إحدى غرف السفارة العراقية، وكان باب الغرفة موارباً بنصف فتحة، بحيث استطاع (هيكل) أن يرى نوري السعيد وهو يُطلع عبدالناصر على خرائط الحدود العراقية التي لا تبتعد أكثر من 80 كيلومتراً عن الحدود مع روسيا من الناحية الجنوبية مع الشمال الإيراني.. وأن هيكل كان يشاهد نوري وهو يشير بيديه على الخرائط التي فرشها على الأرض أمام عبدالناصر!

• الوثائق العراقية تقول: إن نوري السعيد ذكر في خطاب له عام 1956: أن عبدالناصر استمع إلى أفكاره وأبدى تأييده لها، لكنه أبلغه بأن مصر بعد أن تخلصت من أغلال اتفاقية 1936 لا ترغب بالدخول في أي تحالفات جديدة، ثم قال لعبدالناصر: أنت أدرى بمصلحة بلدك، وأنت حر في ما تفعل من أجل مصلحته!

***

• لم يمض على هذه الحادثة الواحدة أكثر من 6 عقود فقط، ووقعت أحداثها في عصر التدوين، والتوثيق، ووصلت إلينا بهذا الشكل!

فما بالك بأحداث التاريخ القديم والمليء بالأهواء، والتحزبات، والخرافات، والأساطير، ونأخذ بها على أنها حقائق صحيحة، ومجرد البحث فيها ومناقشتها يُعتبر خروجاً على الملة!  

back to top