6 دروس لاستعادة السلام الداخلي

نشر في 25-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 25-03-2015 | 00:01
No Image Caption
أغمض عينيك وفكر بالطفل الذي في داخلك. تكلم معه واضحك معه وأحبّه بكل بساطة. إنه أحد الدروس التي يعلّمها المعالجون النفسيون والفلاسفة لبلوغ السلام الداخلي. سترافقك هذه الممارسة على مر السنة. ستستفيد حتماً من بعض الهدوء وسط الضجة التي نعيش فيها...
الدرس الأول:

تقبّل جوانبنا المظلمة

التعبير بالكتابة: يسهم تدوين كلمات عن المشاكل والأوجاع في منحها معنىً ملموساً. لا تحاول صياغة عبارات جميلة. المهم وصف الأحاسيس والانطباعات تلقائياً. قد تشعر بالخيبة في البداية نظراً إلى سخافة ما تكتبه لكن سرعان ما تزداد أهمية ما تدوّنه حين تصبح أكثر دقة في وصف حالتك النفسية.

الدرس الثاني:

مقابلة الطفل الداخلي

تبادل الحب مع الطفل الداخلي: خصص بعض اللحظات للتواصل مع الطفل الكامن في داخلك. يكفي أن تطلب منه أن يحضر كي يفعل ذلك. انظر إليه. هل يشبهك حين كنت صغيراً؟ هل تبدو الصورة مختلفة؟ يجب أن تسأل ذلك الطفل عن توقعاته وحاجاته. دعه يتكلم معك بكل حرية، ثم قارن بين حاجاته وتلك التي تؤثر على حياتك العاطفية. خصص بعض الوقت كي تحب طفلك الداخلي وتدلّله. لاحظ الراحة الناجمة عن هذه الخطوة. خذ كل الوقت اللازم لجلسة التأمل هذه ولا تتسرع. كررها حين تستطيع فهي بمثابة لقاء عميق وبنيوي مع الذات. كل مرة تخوض فيها هذه التجربة، راقب أحلامك فقد يأتي هذا الطفل لزيارتك!

تخيّل الطفل الذي يعكس معنى الحياة: تخيل صورة أولاد يلعبون معاً. هم كثيرون ويستمتعون بوقتهم. يمكنك سماع أصواتهم وضحكاتهم. أنت واحد من هؤلاء الأولاد. أنت تراقب نفسك عن بعد وتدرك أنك تستطيع عيش الحاضر بشكل تلقائي. يجسد هذا الطفل الحياة بمظاهرها الأكثر بساطة: عفوية، مشاركة، حركة، لعب... فكر بالحب وبأن ما يعيشه هذا الطفل هو الوضع الذي يبني الثقة بالنفس وبالآخر. دع هذه الأفكار والصور تتدفق في عقلك ولا تكبت أياً من المشاعر التي تنتابك: هذا الطفل يتنفس الحياة!

الدرس الثالث:

إعادة التواصل مع الجسم

المشي في الطبيعة: المشي هو الحل الأكثر فاعلية لاستعادة الهدوء الداخلي. تؤدي حركة الجسم هذه إلى تنشيط الروح: فنفكر ونحلم ونستعيد الذكريات... سرعان ما نتفاجأ حين نتوصل إلى حل للمشاكل التي بدت عقيمة. يمكن استعادة الثقة والتفاؤل والطاقة أيضاً. وفق دراسة بريطانية جرت في عام 2007، تبين أن المشي لثلاثين دقيقة في الطبيعة يرفع مستوى تقدير الذات عند 90% من الناس ويعزز شعور الراحة من خلال إفراز هرمون السعادة أو السيروتونين.

الدرس الرابع:

الانفتاح على الآخرين

الخروج من العزلة: السلام الداخلي ليس تمريناً على الوحدة بل ممارسة اجتماعية حقيقية. حين نشعر بالحزن أو الغضب، نفضل أن نبقى وحدنا ونرفض جميع الدعوات. لكن يمكن استعادة الهدوء فعلياً من خلال تطوير الإصغاء والاعتناء بالآخرين ومحاولة فهمهم. إنها طريقة لنسيان المشاكل الذاتية، فنتوقف عن التفكير بنفسنا ونركز على الآخر. حتى لو استمرت المشاكل، سيتراجع جانبها الدراماتيكي. أحياناً يكفي أن تخرج إلى الشارع أو تذهب إلى مقهى أو تختلط بالناس كي تلهي نفسك عن مشاكلك.

الدرس الخامس:

تنمية الوعي الكامل

فن {الهايكو}: ضمن ثلاثة سطور و17 مقطعاً صوتياً، ترنّ هذه القصائد اليابانية القصيرة وكأنها دعوة إلى الاستمتاع بأبسط الأمور، أي تلك الأهداف التي نبلغها حين نأخذ الوقت للتوقف والتأمل. من خلال حفظ واحدة من هذه القصائد أو محاولة كتابتها، يمكن أن نضع حداً للثرثرة العقلية ولرغبتنا في التحكم بكل شيء. يعني {الوعي الكامل} تطوير الانتباه إلى الذات، أي إلى أفكارنا وأفعالنا وإلى العالم والأصوات والروائح والصمت الذي يحيط بنا...

الدرس السادس:

الابتعاد عن متطلبات المجتمع

تقييم الحاجات: يجب ألا تتأثر بالمجتمع الاستهلاكي بل أن تحدد ما تحتاج إليه فعلاً كي تستعيد الحرية والهدوء. نستطيع جميعاً مقاومة الحوافز التي تقدمها بيئتنا. يكفي أن نسأل: {هل أحتاج إلى هذا الغرض أو هل أرغب فيه؟}. الهدف هو إعادة النظر بالرغبات الحقيقية. بهذه الطريقة، يمكن أن ندرك تصرفاتنا التي تكون قهرية أحياناً. لا يمكن بلوغ السلام الداخلي من دون الابتعاد عن عوامل المجتمع الاستهلاكي. لا يعني ذلك الانعزال عن محيطنا بل تقليص الاستهلاك بما يتماشى مع القيم الشخصية بدل القيم التي يفرضها المجتمع.

back to top