بعد التهديد الأميركي بالرد على "هجوم سوني".. كوريا الشمالية بلا انترنت

نشر في 23-12-2014 | 14:22
آخر تحديث 23-12-2014 | 14:22
No Image Caption
قطعت الاتصالات عبر الانترنت كلياً لعدة ساعات في كوريا الشمالية الأثنين وسط شائعات بأنه رد أميركي على الهجوم المعلوماتي ضد سوني والذي نسبته إليها واشنطن.

ولم يتضح بعد ما الجهة أو السبب وراء تعطل شبكة الانترنت في بيونغ يانغ، إلا أن خبراء في الانترت يقولون أن الشبكة المحدودة أصلاً توقفت بشكل تام ليل الأثنين الثلاثاء.

وأوضح ايرل زميجوسكي نائب رئيس شركة "دين ريسيرتش" المتخصصة في الأمن المعلوماتي ومقرها الولايات المتحدة أن "كوريا الشمالية مقطوعة تماماً عن الانترنت".

ويأتي هذا الشلل بعد بضعة أيام فقط على تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما برد أميركي على الهجوم المعلوماتي الكثيف الذي تعرضت له سوني ونسبه مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي إلى بيونغ يانغ.

وكانت "دين ريسيرتش" أوضحت في وقت سابق الأثنين أن اتصالات الانترنت بين كوريا الشمالية وسائر العالم ليست جيدة أصلاً وبدأت تعاني من اضطرابات منذ نهاية الأسبوع الماضي.

وقال زميجوسكي في رسالة الكترونية إلى وكالة فرانس برس أن هذه المرة "الأمر كان مختلفاً عن الانقطاعات القصيرة التي لاحظناها في الماضي".

إلا أنه شدد على استحالة معرفة السبب، وقال "ربما قرروا بكل بساطة قطع كل اتصالات الانترنت أو أنهم يعانون من عطل إو من هجوم".

من جهته، اعتبر دوغ مادوري المكلف مسائل الانترنت لدى الشركة نفسها "لن استغرب أن يتعرضوا لهجوم".

وامتنعت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف عن التعليق على هذه المعلومات، وقالت أن الإدارة الأميركية "تدرس سلسلة من الخيارات" للرد على الهجوم الالكتروني الذي تعرضت له سوني، بعض وسائل الرد سيكون واضحاً والبعض الآخر لا".

وكان أوباما صرح في مقابلة عرضتها شبكة سي ان ان الأحد أنه "لا يعتبر الأمر عملاً حربياً بل تخريب معلوماتي مكلف جداً"، وتعهد تقديم رد "مناسب" للهجوم بدون أن يحدد طبيعته.

وتتهم الولايات المتحدة كوريا الشمالية بالوقوف وراء الهجوم على سوني بيكتشرز الذي حمل الشركة على الغاء عرض فيلم "المقابلة" (ذي انترفيو) الكوميدي الذي كان مقرراً خلال فترة الأعياد ويتناول مؤامرة وهمية لاغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون.

واقترحت بكين الثلاثاء أن تجري واشنطن وبيونغ يانغ محادثات حول القرصنة المعلوماتية، إلا أن المسؤولين الأميركيين رفضوا عرضاً كورياً شمالياً لإجراء تحقيق مشترك في الهجوم على سوني ودعوا في المقابل النظام الشيوعي إلى التعويض عن الشركة.

وأدى الهجوم الذي كشفت عنه سوني في أواخر نوفمبر إلى شلل النظام المعلوماتي للشركة وترافق مع عرض على الانترنت لخمسة أفلام تنتجها الشركة بعضها لم يعرض على السينما بعد والكشف عن البيانات الشخصية لـ 47 ألف موظف ووثائق سرية مثل سيناريو فيلم جيمس بوند الجديد ومجموعة من الرسائل الإلكترونية التي شكلت احراجاً كبيراً لمسؤولي الشركة.

ونسب مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي آي" الجمعة هذا الهجوم الالكتروني الذي تبنته مجموعة "غادريانز اوف بيس" "حراس السلام" للقرصنة المعلوماتية إلى بيونغ يانغ التي نفت أي مسؤولية.

ودعت بيونغ يانغ الأحد إلى فتح تحقيق وهددت البيت الأبيض وأهداف أميركية أخرى بالرد في حال فرض عقوبات عليها.

واعتبرت هارف أن النظام الكوري الشمالي "لديه تاريخ حافل لجهة نفي المسؤولية" عن أفعال استفزازية.

ولدى سؤال هارف حول تهديدات الرد التي وجهتها بيونغ يانغ، قالت "ندعو كوريا الشمالية إلى ابداء ضبط النفس والامتناع عن أي عمل جديد يشكل تهديداً في هذه المرحلة".

ولا تملك كوريا الشمالية سوى أربع شبكات انترنت في مقابل 150 ألفاً في الولايات المتحدة.

وأوضح زميجوسكي أن كل الاتصالات تتم عبر "تشاينا تيليكوم" التابعة لـ "تشاينا يونيكوم".

وطلبت واشنطن من بكين حليفة بيونغ يانغ ضبط نشاطات القرصنة المعلوماتية التي تتم انطلاقاً من كوريا الشمالية، وأجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات حول الموضوع في نهاية الأسبوع الماضي مع نظيره الصيني وانغ يي.

وأشار زميجوسكي إلى أنه "سيكون من السهل بالنسبة إلى الصين باعتبارها المزود بالانترنت أن تقطع الاتصالات عن كوريا الشمالية".

ونددت وزارة خارجية الصين الأثنين بـ "الهجمات المعلوماتية والإرهاب الالكتروني في كل أشكاله" دون أي إشارة إلى كوريا الشمالية.

وهذا العام، أدين خمسة مسؤولين صينيين في الولايات المتحدة بتهمة القرصنة المعلوماتية والتجسس الاقتصادي.

back to top