النادي

نشر في 17-01-2015
آخر تحديث 17-01-2015 | 00:01
 عفاف فؤاد البدر تنتشر إعلانات الكثير من النوادي، خصوصاً مع مباشرة أولادنا اختباراتهم في منتصف العام أو آخره، وعادة تكون مزخرفة ويظهر فيها الكثير من الألوان لتغري الابن أولاً قبل ولي الأمر، وحين تمعن النظر في الإعلان تجد أنه دروس تقوية في المناهج المدرسية.

 فتعالوا نتعرف حقيقة على معنى كلمة "النادي"، لغوياً كما جاء في المعجم الوسيط هو "مَكَانٌ للتَّسْلِيَةِ وَاللَّهْوِ"، فنفاجأ كما ذكرت أنها للتقوية فيرفضها الابن قبل ولي الأمر، وحتى لو تبين أنه لم يقدم بشكل جيد في الاختبارات فإن العطلة أو الإجازة التي منحت له من حقه أن يستمتع بها، فتأتي مثل تلك النوادي ذات التسمية غير الصحيحة في الأصل، لتزاحم ذلك الطفل أو الابن أو الطالب، وتعطل ممارسة هواياته وأنشطته في تلك الإجازة، وخصوصاً في مجتمعنا.

 ويعتبر هذا الأمر انتهاكاً للحريات من وجهة نظري، فعلى تلك النوادي حقيقة أن تكون واضحة الرؤية، فإما أن تغير اسمها من نادٍ إلى مركز أو دار رعاية أو أي اسم يختص بالنشاط الذي تمارسه، أو أن تغير نشاطها الاستغلالي في سحب أموال ولي الأمر، والضرب في سياسة التعليم المتبع بالكويت، والتي أغلب عملها تجاري لا مصداقية فيه ولا إبداع ولا طريقة مختلفة في التعليم عن المدارس.

فهي وجدت للطالب الذي لا يستمع أو ينتبه لشرح المعلم في المدرسة بإرادته، فيستغل يومه صباحا في اللعب والمشاكسات واللامبالاة؛ لأنه في المساء سيهدر جيب والده في الدخول إلى مثل تلك الأندية، حيث معلم واحد لطالب واحد يعيد إليه كل ما فاته بإرادته، ولم يكن مستوعباً ما ضيعه، فالنوادي كالمدرس الخصوصي، بدل أن يلف على البيوت تُفتتح ليأتي الطلبة إليها من كل جانب.

 وقد أخبرني أحد أولياء الأمور ما تبين له، مصادفة، بأن واحداً ممن يقومون بالتدريس في أحد النوادي يعمل في الأصل جزاراً في جمعية ما؛ فصعق كيف يحدث ذلك؛ مما يعني أنه لا شهادة ولا مؤهل تربوياً! وأن العملية كلها نسخ ولصق.

 هذه نوادي التقوية! فلا أعلم كيف أخرجت ترخيصاً؟ وكيف سمحت لها وزارة التجارة بمزاولة عملها من دون الاطلاع على شهادات من يعمل لديها؟

وحتى لا أكون سلبية جداً سأضع حلولاً لتلك الأندية، عبر اتخاذها كأنشطة تقنع الطالب أو ولي الأمر بأن يكون فيها نوع من الترفيه وممارسة الهوايات بطريقة ما، وأخذهم في رحلات تناسب أعمارهم، واستغلال جميع الجوانب الذهنية والجسدية وفي الوقت نفسه شيء يدخل السرور والبهجة على أولياء الأمور الذين لا يمكنهم السفر خاصة في فترة منتصف العام لمكافأة أبنائهم، وتصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".

back to top