«نفط الهلال»: الدول المنتجة للنفط تواجه عوامل ضعف كفاءة الاقتصاد العالمي

نشر في 07-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-12-2014 | 00:01
قال التقرير الاسبوعي لشركة نفط الهلال انه أصبح من الصعب التفريق بين المؤشرات الايجابية لتراجع أسعار النفط على الاقتصاد العالمي وبين المؤشرات السلبية لذلك، يأتي ذلك في الوقت الذي سعت فيه الدول المنتجة للنفط بكل طاقاتها لعدم ارتفاع أسعار النفط لأكثر من100 دولار للبرميل، وذلك للحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي وتفادي الدخول في ركود من جديد.

واشار التقرير الى ان الدول المنتجة للنفط اعتمدت في استراتيجياتها على أن التأثيرات السلبية لارتفاع الاسعار أكثر من إيجابياته وسيؤدي حتما إلى الاضرار باقتصادياتها ويرفع نسب التضخم لديها، بالإضافة إلى تأثير ذلك على حجم الاستهلاك من النفط وإعادة النظر بخطط الانتاج الصناعي من قبل الدول المستهلكة.

واوضح: «في المقابل فقد اعتبر صندوق النقد الدولي أن تراجع أسعار النفط مؤشر جيد للاقتصاد العالمي وسيكون هناك رابحون وخاسرون لكن في المحصلة فإنه خبر جيد بالنسبة للاقتصاد العالمي»، يأتي ذلك في ظل تراجع أسعار النفط بنسبة وصلت إلى 30 في المئة منذ يونيو الماضي، نظرا لحالة التداخل والاعتماد الكلي لغالبية القطاعات الانتاجية والخدمية على مشتقات النفط، والتي ستنعكس بالإيجاب على القطاعات الانتاجية والصناعية، ولابد أن يترجم على شكل فائض في النمو لدى الاقتصاديات المتقدمة والتي تعتمد في إنتاجها على النفط والغاز.

المؤشرات الاقتصادية

وذك ان من اللافت أن المؤشرات الاقتصادية لم تظهر مؤشرات إيجابية حتى اللحظة، فيما بقيت أسعار السلع والخدمات على حالها بل سجل الكثير منها ارتفاعا ملموسا خلال فترة التراجع، فيما بقيت معدلات النمو للاقتصاد العالمي عند حدودها المتوقعة منذ بداية العام الحالي.

وبين ان قرار أوبك الاخير الذي جاء بالإبقاء على المستويات الحالية من الانتاج على حالها مفاجئا لكافة المراقبين والمتابعين، بالإضافة إلى أسواق الطاقة العالمية وأسواق المال، والتي كانت تتوقع اتخاذ قرارات ملموسة من شأنها أن توقف النزيف الحاصل على الاسعار والتي ستكون هي الخاسر الوحيد ضمن هذه المعادلة، في المقابل بات جليا أن المنطق الذي اعتمدت عليه الدول المنتجة للنفط من أعضاء اوبك أثبت عدم جدواه، ذلك أن الحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي ليس مسؤولية الدول المنتجة للنفط والغاز في ظروف ارتفاع الاسعار فقط، وإنما مسؤولية كافة دول العالم منتجة ومستوردة، وضمن هذا المنظور فإن الدول المستهلكة هي المستفيد من كافة الاتجاهات والقرارات التي تتخذها الدول المنتجة بشكل دائم، والسؤال هنا من هو المسؤول عن استقرار اقتصادات الدول المنتجة وأين الضمانات باستمرار الدول المنتجة بضخ المزيد من الاستثمارات لزيادة القدرات الانتاجية.

أسباب التراجع

وقال التقرير: «على الرغم من طول مدة التراجع، فان الاسواق لم تستطع حتى اللحظة تحديد سبب واحد أو مجموعة من الاسباب التي تقف وراء التراجع على أسعار النفط سواء كانت اقتصادية أم سياسية أم عسكرية أو حتى مضاربات، بالإضافة إلى صعوبات تحديد الطرف أو الاطراف المسؤولين عن التراجع المتواصل على الاسعار، وفي المحصلة فقد بات واضحا أن التراجع الحالي سيكون في صالح الدول المستهلكة على المدى القصير، فيما سيكون لهذا التراجع نتائج خطرة على اقتصاديات الدول المنتجة والمستهلكة على المدى المتوسط وطويل الاجل، طالما أن أسواق الطاقة مازالت تعمل ضمن هذا المستوى المتدني من الكفاءة وطالما بقيت الدول المنتجة هي المسؤولة عن استقرار الاقتصاد العالمي في ظروف الارتفاع والانخفاض على الاسعار».

back to top