مبتعثو التعليم العالي وندوات التوعية

أعلنت وزارة التعليم العالي أنها ستخصص 6 آلاف مقعد للبعثات لخريجي المرحلة الثانوية لهذا العام. وبعيداً عن الخوض في هذه الزيادة الكبيرة في أعداد المبتعثين والظروف التعليمية الحالية التي تستلزم الزيادة في مقاعد البعثات، وخصوصاً مع وجود جامعة وحيدة في الكويت وصلت إلى حدود "الطفح" في أعداد الطلبة المقبولين بها، بعيداً عن كل هذه الأمور فإنني أقترح على المسؤولين في وزارة التعليم العالي أن يقوموا بعقد ندوات توعية للطلبة المقبولين في البعثات الخارجية، تهدف إلى تعريفهم بكل الإجراءات الواجب عليهم اتباعها قبل وبعد التحاقهم بمقر بعثتهم، بالإضافة إلى تعريفهم بطريقة الحصول على السكن المناسب وأفضل الأماكن للسكن وإجراءات التقديم إلى الجامعات، وغيرها من الأمور التي تهم المبتعثين.

إن هذه الندوات التوعوية مهمة جداً للطلبة المقبولين في البعثات، لأنهم في أمسّ الحاجة إلى مَن ينير لهم طريق المعرفة بأدق تفاصيل بعثتهم، بدءاً من طريقة التقديم إلى الجامعات، ومروراً بكيفية الحصول على السكن المناسب، إذ إنه ليست كل المناطق في مقر البعثة تكون آمنة وصالحة للسكن، ومن هنا يجب أن يكون المحاضرون في تلك الندوات أشخاصاً سبق لهم الدراسة في تلك الدول حتى تكون المعلومات دقيقة وواضحة، بالإضافة إلى ضرورة وجود أحد الأطراف من وزارة التعليم العالي لتوضيح الإجراءات والمستندات المتعلقة بالبعثة نفسها.

وحرصاً على أن تكون تلك الندوات التوعوية أكثر تنظيماً وترتيباً ولاستيعاب الأعداد الغفيرة من الطلبة المتوقع حضورهم لهذه الندوات، فإنه يفضل أن تكون هناك أكثر من ندوة يتم توزيعها على عدة أيام أو من خلال ساعات محددة في اليوم الواحد، بحيث تختص كل ندوة على حدة بالطلبة المقبولين في البعثات في دولة معينة، فمثلاً تكون ندوة اليوم للطلبة المقبولين في بريطانيا، ثم الندوة الثانية للطلبة المقبولين في أميركا وهكذا.  إن عقد مثل هذه الندوات سيختصر الكثير من الوقت للطالب المبتعث نفسه، بالإضافة إلى أنه سيعرّف المبتعثين إلى نفس الجامعات بعضهم ببعض قبل التحاقهم بالبعثة، ولهذا فإنني أتمنى أن يجد اقتراحي هذا القبول لدى مسؤولي التعليم العالي من أجل مصلحة الطلبة المقبولين في البعثات الخارجية.