«داعش» يسيطر على معبر الوليد... ويسقط مروحية للأسد
• دمشق تخفي آثار متحف دير الزور • المعارضة تستعد لمعركة زعامة • واشنطن لا ترى تغيّراً روسياً
عزز تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قبضته على الأراضي الممتدة على جانبي الحدود العراقية والسورية بسيطرته على آخر معبر حدودي بين البلدين من الجهتين، في وقت تمكن عناصره في حلب من إسقاط مروحية تابعة لقوات الرئيس بشار الأسد في محيط مطار كويرس العسكري.
بعد ثلاثة أيام من سيطرته على منفذ التنف في الجانب السوري، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على منفذ الوليد الحدودي العراقي مع سورية.وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة الأنبار إن «مسلحي داعش سيطروا بالكامل على منفذ الوليد الحدودي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الأحد) إثر انسحاب قوات الجيش وحرس الحدود».وفي حين أكدت رئيسة لجنة المنافذ الحدودية في محافظة الأنبار سعاد جاسم هذا الأمر، أوضح ضابط الشرطة أن «داعش» بات يسيطر على المنفذين الحدوديين، القائم والوليد، اللذين يربطان العراق بسورية عبر محافظة الأنبار.إلى ذلك، تمكن «داعش» من إسقاط طائرة مروحية تابعة لقوات نظام الرئيس بشار الأسد في محيط مطار كويرس العسكري في محافظة حلب وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد أمس «مقتل أحد أفراد طاقم المروحية، الذي غالباً ما يتراوح بين ثلاثة و15، في حين لا يزال مصير البقية مجهولاً».وفي إدلب، أورد المرصد حصيلة جديدة لخسائر قوات النظام في معاركها ضد مقاتلي «جيش الفتح» بقيادة جبهة «النصرة» والكتائب الإسلامية المعارضة، التي حاصرت لنحو شهر المشفى الوطني في مدينة جسر الشغور الاستراتيجية، مؤكداً أن المعارك أوقعت 75 قتيلاً في صفوف قوات النظام، قتل بعضهم داخل المشفى وآخرون لدى محاولتهم الفرار منه.وأشار المرصد إلى أن «91 عنصراً من قوات النظام تمكنوا من الوصول إلى مناطق آمنة في اليومين الأخيرين في حين تمكنت جبهة النصرة من أسر 73 على الأقل». لكن التلفزيون السوري أكد أمس أن غارات نفذها سلاح الجو قتلت 300 مسلح على الأقل وأصابت المئات خلال عملية عسكرية تحرير الجنود المحاصرين في جسر الشغور.حواجز أريحاوفي تطور آخر، انسحب نحو 14 عنصراً من قوات النظام أمس الأول من حاجز القياسات، أحد أكبر الحواجز العسكرية في مدينة أريحا، وفق نشطاء سوريين أوضحوا أنهم سلموا أنفسهم لحركة «أحرار الشام».ويعتبر القياسات، الواقع على الطريق الواصل بين مدينة أريحا وسهل الغاب، الحاجز الوحيد، الذي يؤمن خط إمداد قوات النظام المتمركزة في أريحا، آخر معاقله في محافظة إدلب، والذي تستخدمه أيضاً في قصف مختلف بلدات جبل الزاوية.في غضون ذلك، خرج العشرات في تظاهرات مؤيدة لجيش «الفتح» في بلدة الناجية بريف إدلب الغربي، مطالبين «النصرة» وحلفاءها بالتقدم نحو مناطق النظام السوري وميليشياته المتمركزة في الساحل السوري.متحف دير الزوروفي تكرار لسيناريو مدينة تدمر، التي اتهم التلفزيون الرسمي السوري أمس التنظيم المتطرف بقتل 400 مدني فيها أغلبهم من النساء والأطفال، أقدم النظام السوري منذ أيام على إفراغ محتويات متحف دير الزور بشكل كامل، ونقلها إلى جهةٍ مجهولة.ونقل ناشطو حملة «دير الزور تذبح بصمت»، أن الجهات الأمنية في المدينة قامت بتحميل شاحنات مغلقة بالمقتنيات الأثرية في المتحف الواقع في منطقة الدير العتيق وسط المدينة، ورجحت المصادر أنها نقلت إلى مطار دير الزور العسكري ليتم شحنها جواً إلى مطار دمشق أو مطار اللاذقية. وفي وقت سابق، حولت قوات النظام ساحة المتحف الرئيسية في المدينة إلى حاجز لها، واستخدمته في قصف أحياء المدينة، وتسبب ذلك بتضرر جزء من مبنى المتحف، نتيجة استهداف الثوار لقوات النظام المتمركزة فيه بقذائف الهاون.ويعتبر متحف دير الزور، أحد أكبر المتاحف في سورية، وصمم بناؤه ليستوعب الآثار المكتشفة في المحافظة، وهو يضم خمسة أجنحة أساسية، هي جناح آثار ما قبل التاريخ، وجناح الآثار السورية القديمة، وجناح الآثار الكلاسيكية، وجناح الآثار العربية الإسلامية، وجناح التقاليد الشعبية.معارضة بديلةوفي دمشق، قالت حركة أحرار الشام إنها اغتالت رئيس هيئة العمليات العامة في جيش النظام العميد بسام مهنا العلي، موضحة أنها استهدفت سيارة كان يقودها وأخرى لسبعة من مرافقيه بعبوات ناسفة في العاصمة.سياسياً، ووسط ترقب لموعد انهيار النظام، بدأت تلوح في الأفق بوادر معركة على الزعامة بين خصوم الأسد، مع اتجاه معارضين لإطلاق تجمع جديد يحمل اسم «المعارضة الوطنية السورية» كبديل عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، خلال مؤتمر تستضيفه القاهرة في الثامن والتاسع من شهر يونيو المقبل.لكن قيادة «الائتلاف» سارعت بالرفض وشددت، في تصريحات نشرت أمسن على أنها غير معنية بالمؤتمر والقرارات الصادرة عنه، مؤكدة أن الدعوة لم تصله أصلاً، ومطالبة بما سمته «عاصفة دعم لتساعد الثورة وإجبار الأسد على القبول بالحل السياسي».واشنطن وموسكودولياً، سعت الإدارة الأميركية خلال الأسابيع الماضية إلى إعادة فهم الموقف الروسي بشأن سورية، ولا يبدو أن الأولويات قد تغيرت، بحسب موقع «العربية.نت»، الذي نقل عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله: «إن الطرفين متفاهمان على أن داعش يشكل تهديداً»، مشيراً إلى أن المسؤولين الأميركيين لا يرون أن الكثير تغير في سياسة روسيا، في حين بقي موقف واشنطن من الأوضاع في سورية محدداً «بخلق أجواء حقيقية للتوصل إلى انتقال سياسي وفق بيان جنيف وأن بشار الأسد فقد شرعيته ووجوده على رأس النظام يتسبب بالطائفية والتطرف، ليس فقط في سوري بل في المنطقة أيضاً».تدخل فرنسيوفي فرنسا، أظهر استطلاع أمس الأول أن معظم الفرنسيين يؤيدون تدخلاً عسكرياً في سورية في تناقض حاد عن مسح أجري عام 2013 حينما عارضت الغالبية خطط الحكومة لتنفيذ ضربات جوية على قوات الأسد.وفي الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة بي.في.إيه، قال 55 في المئة من المشاركين البالغ عددهم 1103، إنهم سيؤيدون تدخلاً فرنسياً في سورية مقارنة مع 64 في المئة كانوا يعارضون ذلك في عام 2013، في حين أظهر المسح أن «92 في المئة من الفرنسيين يقولون إنهم قلقون شخصياً من الوضع في سورية».(دمشق، بغداد، واشنطن -أ ف ب، رويترز، د ب أ)