الفرج: المسرح يتيم الأم والأب... و«السياسي» مستهدف

نشر في 24-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 24-03-2015 | 00:02
استضافه الملتقى الثقافي للحديث عن مأزق الحركة المسرحية في الكويت

رأى الفنان القدير سعد الفرج أن المسرح السياسي في الكويت اختفى بعد التحرير، مضيفاً أن المسرح الآن أصبح من دون أب وأم.
استضاف الملتقى الثقافي مساء أمس الأول أحد أبرز رواد الحركة المسرحية الفنان سعد الفرج للحديث عن مأزق الحركة المسرحية في الكويت وكيفية الخروج منه، بحضور نخبة من المسرحيين والإعلاميين والمثقفين، منهم الإعلامي محمد السنعوسي، والأديب د. سليمان الشطي، والفنان جاسم النبهان، والمخرج وليد العوضي.

في البداية، أوضح الروائي طالب الرفاعي أن لقاء أحد أهم رواد المسرح في الكويت هو لقاء لا يرتبط بالمسرح والفن فقط، بل هو لقاء ثقافي مشترك، مشيداً بسيرة الفرج الزاخرة التي بدأها منذ سن صغيرة مع بداية النهضة المسرحية في الكويت.

من جانبه، أكد الفنان سعد الفرج أن بداية تأسيس المسرح في الكويت كانت بعد حضور زكي طليمات في بداية الستينيات، وأن بدايته كانت مع فرقة المسرح الشعبي في شباك بيع التذاكر، وفي عام 1962 اقتحم مجال التمثيل.

الهجوم على المسرح

وأضاف أن «بداية الهجوم على المسرح كانت في سنة 1965 وتحديداً مع عرض أول مسرحية سياسية وهي «الكويت في سنة 2000»، التي كانت تطالب بالإصلاح وعدم الاعتماد على النفط فقط في سبيل الحصول على دخل المواطن. وتعرضت هذه المسرحية لهجوم كاسح من جمعية الإصلاح بسبب عبارة واحدة كانت تطالب بفصل الدين عن السياسة، وتوقفت المسرحية بسبب التهديد».

 وتابع الفرج: «بعد ذلك، اجتمعت مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وأسسنا فرقة مسرحية لأن الفرق المسرحية الخاصة لا تدخل تحت إطار جمعيات النفع العام كما في المسارح الأهلية، وعرضنا مسرحية «بني صامت»، وفي سنة 1980 قدمت مسرحية «حرم سعادة الوزير» مع عبدالأمير التركي، ومسرحية «ممثل الشعب» التي من خلالها «نقول للحكومة إننا لا نحتاج إلى أن يكون هناك برلمان وانتخابات لأن الفائزين بها أشخاص معروفون، وأعتقد أن الطامة الكبرى كانت من خلال مسرحية (هذا سيفوه) التي سببت لنا كارثة بعد إقامة دعوى قضائية من غرفة التجارة، فحُوِّلنا إلى أمن الدولة ثم المحكمة وخرجنا بكفالة قدرها 300 دينار، لكن عبدالحسين سُجن ثلاثة أشهر».

من جانب آخر، شدد الفرج على أن المسرح في الكويت بعد التحرير تخلص تماماً من المسرح السياسي وتحول إلى المسرح الجاد، ومنذ عام 1991 لم يقدم إلا عملاً واحداً هو «عنبر و 11 سبتمبر»، وتلقى صدمة بخسارة فادحة قدرها أكثر من 11 ألف دينار كويتي، وتابع: «المسرح الآن أصبح يتيماً من دون أب ولا أم، لا يوجد من يدافع عنه أو من يحتويه، وأصبحت العروض المسرحية الجادة هي التي تُدعم مادياً لا الأعمال السياسية الهادفة التي تهدف إلى الإصلاح في المجتمع، وإذا غاب المسرح فستكون هناك مشكلة كبيرة في المجتمع».

تقاعس الرواد

من جهته، بيّن وزير الإعلام السابق محمد السنعوسي أن تقاعس الرواد والفنانين الكبار هو الذي سبب العجز في الحركة المسرحية في الكويت، مضيفاً: «اهتمام الفنانين في التصوير التلفزيوني أخذ حيزاً كبيراً من الفنانين الكبار، وأصبحت المسارح الجادة التي تقدم عروضا مميزة مفقودة، وبعض الفنانين للأسف يلومون التقنيات المسرحية الموجودة، والمسارح الكويتية بالرغم أن هناك مسرحيات خارجية تأتي من الدول العربية والأوروبية وتُقدَّم عروض مميزة على المسارح ذاتها».

أما الفنان القدير جاسم النبهان، فأشار إلى أن «دور الفرق الأهلية اختلف عن السابق، ونحن نعاني كثيرا عدمَ وجود نص، ولا قوة في الطرح ولا إبداع في الإخراج».

back to top