محلب: تكريم قائد الإنسانية يدحض النظرة للمسلمين كدمويين
أكد في حوار لتلفزيون الكويت أن عدم التنسيق بمواجهة الإرهاب سيعرض العالم للخطر
اعتبر محلب أن منح الأمم المتحدة لقب قائد الإنسانية لسمو الأمير ينطوي على أهمية خاصة في هذا الوقت «لأن هناك الكثيرين من البعيدين عن ثقافتنا ينظرون إلى الإسلام والمسلمين على أنهم دمويون، حتى وصلنا إلى مرحلة يطلق عليها «إسلاموفوبيا»، من خلال أفعال لا علاقة لها بالاسلام دين الرحمة.
أكد رئيس مجلس الوزراء المصري المهندس ابراهيم محلب أن التكريم الأممي لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وتسميته قائداً للعمل الإنساني، والكويت مركزاً للعمل الإنساني، جاء عن استحقاق تام، «في وقت نحن بأشد الحاجة فيه لمثل ذلك».وقال محلب، في لقاء بثه تلفزيون الكويت أمس الأول، إن هذا اللقب مهم في هذا الوقت «لأن هناك الكثيرين من البعيدين عن ثقافتنا ينظرون إلى الإسلام والمسلمين على أنهم دمويون، حتى وصلنا إلى مرحلة يطلق عليها إسلاموفوبيا، من خلال أفعال لا علاقة لها بالإسلام دين الرحمة».وأضاف، أن التكريم الأممي لسموه، مع إقامة هذا العدد من المؤتمرات التي تدعو إلى الإنسانية والتكافل الإنساني من دولة الكويت، يأتي لإيصال رسالة صحيحة للعالم أجمع، لافتاً الى أن سمو أمير الكويت في لقاءاته المتصلة والمتواصلة وأفعاله المساندة لمصر يؤكد أن «مصر غالية عليه».وذكر أن الكويت من الداعمين والمساندين لبلاده اقتصادياً «وهو أمر نقدره» مشيراً إلى التنسيق لاستمرار هذا الدعم، إلى أن تصل مصر إلى برّ الأمان وإيجاد ثبات في الاقتصاد المصري، «حيث أننا في مصر في مرحلة إعادة تنظيم البيت تمهيداً لانطلاقة اقتصادية كبيرة، ما يتطلب الدعم والإرادة الواضحة للشعب المصري».وبين محلب، أنه اضافة إلى العلاقات الأمنية التي تربط البلدين، هناك علاقات ثقافية وتعليمية، ما يعكسه وجود 700 ألف مصري يعيشون في الكويت من مهندسين وأطباء ومعلمين وغيرهم، كما أن هناك أسراً كويتية كثيرة تعيش في مصر، وطلبة لم يشعروا أبدا بالغربة، ما يعطي لهذه العلاقة خصوصية كبيرة جدا تربطها علاقة دم ومصير مشترك ورؤية واحدة للمشاكل وبناء أمل عربي بينهما.وتناول عمق العلاقة الاقتصادية بين بلاده والكويت، «وهي من أكبر الدول استثماراً بمؤسساتها المالية»، لافتاً إلى أن المستثمرين الكويتيين يبحثون أيضاً عن فرص لها مردود إيجابي، «وهو ما توفره مصر لتكون المكان الآمن لاستثماراتهم خصوصاً أنها في مرحلة انطلاق اقتصادي يحتاج إلى تنمية تأتي من استثمار مباشر للمستثمرين الكويتيين».وبشأن التطورات الإقليمية، أكد أن «أمن الخليج هو أمن مصر، لأن المخاطر واحدة من إرهاب بلا دين ولا وطن له، موجه لهذه الأمة، بالتالي فإن مواجهتنا للارهاب في مصر يشكل خط الدفاع الأول عن المنطقة، ولو وجد أي تهديد لأي مكان في الخليج فستكون مصر درعاً واقية للتصدي والحفاظ على أمن المنطقة لأن حياتنا مشتركة». وعن الملف السوري أفاد بأن المشكلة السورية على المستوى الإنساني «معقدة» مع وجود ملايين من إخواننا السوريين من اللاجئين والنازحين في كل مكان مشيراً إلى أن موقف الكويت ومصر الداعم للأخوة السوريين، جاء بتنسيق وتفاهم بينهما.وذكر، أن هناك ما يقارب 400 ألف سوري في مصر يعيشون حياة كريمة بدعم حكومي وشعبي مصري، ويعاملون معاملة المصريين من ناحية التعليم والعلاج، ما يحتاج إلى الدعم في كل الدول التي تضم نازحين سوريين كلبنان والأردن.وقال محلب: «عندما تنطلق هذه الحملة والرؤية من الكويت، فإن ذلك يؤكد على إنسانية سمو الأمير لتخفيف الآلام في المنطقة العربية، وايجاد حلول للمشاكل الانسانية.وعن أبرز المحاور للمؤتمر الاقتصادي الذي ستعقده مصر في شهر مارس المقبل، أوضح أن المؤتمر يعتبر رسالة الى أن هناك دولة حديثة مدنية ديمقراطية قارب بنيانها على أن ينتهي وتملك موارد طبيعية وبشرية وموقعا جغرافيا فريداً وتمتلك كل موارد النجاح والانطلاق لتنمية اقتصادية مستدامة، وبالتالي يأتي هذا المؤتمر ليروج للاستثمار في مصر، واعلان عن تغيير كبير جداً ولتوضيح الرؤية الاقتصادية في هذه المرحلة بسياسة اقتصادية مبنية على الاقتصاد الحر.وأكد محلب ان مشاركة الكويت والاشقاء في الخليج في المؤتمر تعتبر محوراً رئيسياً أمام العالم لأن المستثمر الكويتي والخليجي من الطاقات الكبيرة في العالم، وحين يوجهون استثماراتهم إلى مصر فإن ذلك يعد رسالة إيجابية للآخرين للاستثمار فيها.وفي رده على سؤال حول التعامل مع الارهاب أوضح أن الإرهاب، لا دين ولا ملّة ولا حدود له، وهو فكر متطرف نشأ منذ عشرينيات القرن الماضي بتسييس الإسلام، ومنه خرجت أسماء كثيرة تربط نفسها بالاسلام، وليس لها علاقة به.وقال، إن هذا الارهاب ليس في المنطقة العربية فحسب، بل مس الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرها من الدول محذراً من مغبة عدم التنسيق بمواجهة الإرهاب على أعلى مستوى، فسيكون العالم كله معرضاً لهذه الخطورة.وأوضح أن بلاده قادرة على مواجهة الارهاب والتصدي له، مشيراً إلى أن هناك نحو 600 شهيد من رجال الشرطة بمصر سقطوا في فترة مواجهة الإرهاب، إضافة إلى شهداء القوات المسلحة ما يبين أن هناك إرادة حديدية لمواجهة وإزالة الإرهاب والتصدي له بالقوة، «إذ لا يمكن مواجهة الإرهاب إلا بالقوة والتصميم ودفع الثمن، أي الدم».وشدد رئيس الوزراء المصري على أن الارهاب في مصر يلفظ أنفاسه الأخيرة وسينكسر، لافنا إلى ضرورة التواصل بين الدول العربية والخليج على أعلى مستوى من الدرجات بتبادل المعلومات ورصد البؤر الارهابية.وعن ملف «سد النهضة»، أوضح محلب، أنه تم البدء بهذا الملف الذي لم يلق تعاملاً على مستوى حجم المشكلة في الفترة السابقة، مشيراً إلى أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي برئيس الوزراء الأثيوبي في اجتماع الاتحاد الأفريقي في «مالابوي» بغينيا الاستوائية، نتج عنه الاتفاق على التأكيد على حق أثيوبيا بالتنمية وتوليد الكهرباء، وحق مصر بالحياة والحفاظ على مقننات المياه التي تأتي من نهر النيل، حيث أن هناك توازناً الآن بين بناء السد وحق مصر بحصولها على كمية المياه.