بلا سقف: بانتظار الفرحة الصفراء

نشر في 18-10-2014
آخر تحديث 18-10-2014 | 00:01
 محمد بورسلي الليلة سيكون القادسية على موعد مع كتابة التاريخ وتدوين اسمه في سجل أبطال كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حين يقابل أربيل العراقي في المباراة النهائية التي يأمل «الملكي» من خلالها أن يروِّض هذه البطولة المستعصية عليه، ليشبع شغف جماهيره العاشقة، التي لن تَقنع سوى بالذهب الآسيوي، بعد أن تشبعت من الألقاب المحلية.

ومع التأكيد على كونها بطولة دون مستوى الطموح، إلا أن واقعنا الكروي بوضعه الحالي يشي بأن تحقيق لقب كأس الاتحاد الآسيوي، هو أقصى ما يمكننا الوصول إليه على المستوى الخارجي، ريثما تقف رياضتنا من جديد على قدميها، وهذا الأمر سيأخذ وقتاً طويلاً، ما لم يتبدل الحال المرير الذي تعايشه الرياضة الكويتية، من ألفها إلى يائها.

أهمية تحقيق اللقب الآسيوي لم تعد شأناً خاصاً بالقدساوية وحدهم، بل إنها انتقلت إلى حيز الشأن الكروي العام، فكما ذكرت في مقال سابق، فإن القادسية هو عمود منتخبنا الفقري، وأي تراجع قد يطرأ على المؤشر الفني للفريق الملكي سيؤثر سلباً وبشكل فوري على مؤشر «الأزرق» خلال المرحلة المقبلة الحساسة، التي ستشهد استحقاقين مهمين، هما كأس الخليج وكأس آسيا، ما يستدعي أقصى درجات الجاهزية النفسية والإعداد الذهني للاعبين الدوليين، ولعل أهمية هذين العاملين تفوق أهمية الجاهزية الفنية والإعداد البدني، وعلى أساس ما سبق، فإن فوز «الأصفر» بالكأس -بإذن الله- سيكون له آثار نفسية إيجابية في نفوس نجوم القادسية، وسيشكل عاملاً محفزاً إضافياً لهم للتألق مع المنتخب، لكن لو حدث عكس ذلك -لا قدر الله- فإنها ستكون ضربة موجعة، في توقيت غير مناسب إطلاقاً.

فلتكن البطولة الآسيوية تتويجاً لمسيرة هذا الجيل القدساوي الذهبي المليئة بالنجاحات الكبيرة والإنجارات الرائعة، ولتكن بمنزلة هدية للغائبين الحاضرين المُخلصيْن، فواز الحساوي ومحمد إبراهيم، اللذين بذلا كل ما بوسعهما في سبيل إسعاد الجماهير القدساوية، ولكن الأقدار لم تشأ لهما أن يرفعا الكأس الآسيوية معاً، بالإضافة إلى كل الداعمين والمساندين للفريق القدساوي منذ بدء مسيرته الآسيوية.

«الثالثة ثابتة»، كما تردد الجماهير القدساوية، والظروف المهيأة للفريق في النسخة الحالية من البطولة تحتِّم على اللاعبين تقديم أفضل ما لديهم وتحميل الكأس مع الأمتعة على الطائرة التي ستقل الفريق إلى الكويت بعد انتهاء المباراة، فلابد من اقتناص الفرصة السانحة التي قد تتكرر يوماً ما، لكننا لا ندري متى وأين؟ ولابد أن يعي رجال القادسية أن آمال الجماهير الكويتية، بمختلف انتماءاتها، معلقة عليهم اليوم، لإعادة البهجة بومضة نور أصفر، ينير عتمة الحاضر، ويرسم صورة أجمل للمستقبل.

في دبي (المدينة المستضيفة للنهائي الآسيوي) السعادة ليست حلماً، فهي مدينة السعادة وأرض تحقيق الأحلام، ومن يعجز عن تحقيق أحلامه في دبي، فإنه قد لا يحققها أبداً.

ولنجعل آسيا «قارة صفراء» بحق... وحقيقة.

قفّال

ما أحوجنا إلى الفرح، في زمن عَزَّت فيه الأفراح.

back to top