صح أم خطأ؟

نشر في 11-04-2015
آخر تحديث 11-04-2015 | 00:01
 أنور اللحدان يقول الله تعالى في سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". صدق الله العظيم.

نجد أن أغلب الناس يفضلون الانتماء إلى القبيلة أو العائلة، على انتمائهم إلى وطنهم، وينحازون إلى مجموعاتهم، القبلية أو العائلية، بشكل كبير وواضح مقارنة بانحيازهم إلى الوطن.

لكن إذا كنا جميعاً في النهاية، ننتمي إلى قبائل مختلفة، وهي كلها قد أتت من آدم وحواء، فلماذا نختلف ونحن ننتمي إلى نفس واحدة؟! علينا أن نفتح المجال للتحاور والاستماع إلى الطرف الآخر، مهما كان ومن أي مجموعة أو مجتمع، حتى وإن لم يعجبني رأيه أو أفكاره.

اختلافي مع الآخر، لا يجعلني عدوه، ولا يستطيع ذلك الآخر أن يسحرني لكي أقتنع بكلامه، فقد أجد بين الكلام ما هو مفقود عندي، وليس بالضرورة أن أقتنع بباقي ما عنده، فهو حر في ما يبديه، وكذلك أنا حر في ما أتقبله.

لو كنا مازلنا في عصور الجاهلية، أو عصر ليس به تعليم ومعرفة متوفران للجميع، لكان هناك مبرر لهذا التعصب، لكن عصرنا يشهد الانفتاح والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، ما يجعل جميع الناس ومع اختلاف مواقعهم في الكرة الأرضية كما لو كانوا يسكنون منزلاً صغيراً.

ومع وجود كل هذا التواصل المستمر وغير المنقطع بين الناس، لنا أن نتساءل: هل نحن أناس متعصبون أم متجانسون، هل نحن شعوب متحضرة أم مجموعات مازالت تعيش عصر الجاهلية، علينا أن ننشر فكرة مجتمع متعايش متجانس يبتعد عن التعصب، إذ إن التعصب يؤدي إلى التطرف ولا يفصلهما إلا مرحلة بسيطة، بعدها يبدأ كل طرف في الانحياز وعدم فهم الطرف الآخر.

بالتعارف مع المجتمعات الأخرى يمكننا أن نثري خبراتنا بخبرات الآخرين وتجاربهم، لنستفيد ونتعلم من تلك التجارب، وحتى بين المجتمع الواحد هناك شرائح مختلفة، وكل شريحة لديها أفكارها وتوجهاتها، وهذا سبب للتكامل لا لجعل الناس يختلف بعضهم مع بعض.

خلقنا الله سبحانه وتعالى، ذكراً وأنثى، وجعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعايش، لا لنختلف ونتصارع.

يقول عائض القرني:

فلا تحسبِ الأنسابَ تنجيك من لظًى

ولو كنت من قيسٍ وعبد مدانِ

أبو لهب في النار وهْو ابنُ هاشمٍ

 وسلمانُ في الفردوس من خراسانِ

back to top