عادي... جداً عادي

يا رب ألف مبروك على الكويت "مركزها الإنساني"، منها للأعلى إن شاء الله، ولكن يستوجب أن نذكر ها هنا أن الكويت وقعت على اتفاقية حقوق الطفل سنة 1989 والتي تنص على: (المادة ٢٨)١- تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في التعليم، وتحقيقا للإعمال الكامل لهذا الحق تدريجيا وعلى أساس تكافؤ الفرص، تقوم بوجه خاص بما يلي:(أ) جعل التعليم الابتدائي إلزاميا ومتاحا مجانا للجميع. (ب) تشجيع تطوير شتى أشكال التعليم الثانوي، سواء العام أو المهني، وتوفيرها، وإتاحتها لجميع الأطفال، واتخاذ التدابير المناسبة مثل إدخال مجانية التعليم وتقديم المساعدة المالية عند الحاجة إليها.(ج) جعل التعليم العالي، بشتى الوسائل المناسبة، متاحا للجميع على أساس القدرات.(د) جعل المعلومات والمبادئ الإرشادية التربوية والمهنية متوافرة لجميع الأطفال وفي متناولهم.(ه) اتخاذ تدابير لتشجيع الحضور المنتظم في المدارس والتقليل من معدلات ترك الدراسة.٢- تتخذ الدول الأطراف كل التدابير المناسبة لضمان إدارة النظام في المدارس على نحو يتماشى مع كرامة الطفل الإنسانية ويتوافق مع هذه الاتفاقية. كما يستوجب التذكير أن لهذه المواد قوة القانون على أراضي الدول الموقعة. لا بأس نتنازل عن كرامة الطفل الإنسانية الواردة في نقطة 2، "مش لازم نحبكها أوي"، وندير رؤوسنا عن حقيقة أن عددا من الأطفال بقوا في ساحات المدارس خلال الأيام الماضية الحارّة محرومين من الدخول لأي صف من صفوف المدرسة بسبب المشكلة، ولنغمض أعيننا عن رسوم الامتياز، التي يعلم الله وحده كيف أجيزت لهذه المدارس المتهالكة، وعن عجز الآباء والأمهات عن تسديد هذا الفرق المادي الذي للحظة كتابة المقال يرفض الصندوق التعليمي سدادها، "شوية" معاناة في سن السادسة هو شيء جيد، يقوي القلب، فلا بأس، لكن على الأقل بعد إذلال الأبوين وإهانة الطفل في المدرسة ألا تفتح الأبواب ويسمح للأطفال بالتحصل على هذا الحق الأساسي الذي وقعت عليه الكويت بالحبر الأصلي، حق التعليم؟نعلم أنهم للتو أقروا آلية لتسجيل هذه الحالات، والتي على إثرها يجب أن يذهبوا إلى هنا ثم هناك، ثم يعودوا إلى هنا ولربما يتحقق المراد أو لا يتحقق، ونعلم أن اللجان شكلت والأمور رتبت، فقد أخذ البدون الجرعة السنوية من الذل، وفاتت بخير، كلهم "كم" طفل تأخر تعليمهم وكسرت قلوبهم وذلوا بين أترابهم، ليست كارثة. وعليه نشكر إدارات الدولة بهذه المناسبة السنوية المجيدة، ومبروك، مبروك يا كويت، يا حرقة قلبي عليك.