الكويت بلا يد ولا قدم

نشر في 07-02-2015
آخر تحديث 07-02-2015 | 00:01
 عقيل فيصل تقي تتنافس دول العالم فيما بينها في العديد من المجالات ومنها الرياضة؛ لحصول فرقها الوطنية ولاعبيها على المراكز الأولى من أجل تحقيق الإنجازات وتسجيلها في صفحات التاريخ؛ حتى تعلو رايتها سواء في البطولات الأولمبية أو العالمية أو الإقليمية.

خلال الفترة الماضية أسدل الستار على بطولة كأس آسيا لكرة القدم التي أقيمت في أستراليا، حيث شارك منتخبنا الوطني وخرج بثلاث هزائم متتالية، وهي البطولة الآسيوية الثانية على التوالي التي يخرج منها منتخبنا الوطني صفر النقاط.

 لا أريد أن أعود بكم إلى فترة الجيل الذهبي التي لم أعاصرها، لكنني سأتحدث عن فترة حققت فيها الكرة الكويتية المركز الرابع والعشرين في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم في ديسمبر ١٩٩٨، وأيضا تحقيق نتيجة قياسية استمرت لفترة ومنها تحقيق أكبر نتيجة في تاريخ كرة القدم بفوز منتخبنا الوطني على منتخب بوتان بـ٢٠ هدفا مقابل لا شيء في فبراير عام ٢٠٠٠، وفي العام نفسه أيضا خلال المشاركة في بطولة الألعاب الأولمبية التي استضافتها مدينة سيدني كان للأزرق الأولمبي بصمة من خلال المستوى القوي الذي قدمه في البطولة.  واستبشرنا خيراً بجيل كان من الممكن أن يحقق إنجازات تفوق العصر الذهبي، ومنذ أيام اختتمت بطولة العالم لكرة اليد التي استضافتها قطر، وما زال غياب أزرق اليد عن هذه البطولة العالمية مستمراً بعد أن شارك فيها ٨ مرات، منها ٦ مشاركات متتالية آخرها في عام ٢٠٠٩، وتاريخ منتخبنا الوطني لكرة اليد حافل بالإنجازات، فقد حقق بطولة آسيا لكرة اليد ٤ مرات، وكان بطلا لدورة الألعاب الآسيوية في عام ٢٠٠٦، ومركز الوصيف في البطولة ذاتها عامي ١٩٩٨ و٢٠٠٢.  اليوم يراودني تساؤل: أين سنكون لو كان هناك اهتمام وتخطيط بعيد المدى؟ فهناك دول لا تمتلك المنشآت ولا المال الوفير، لكنها تحقق الإنجازات كونها تمتلك إدارة سليمة، وإن تراجعنا في جميع المجالات لن تكون له نهاية سارة، فالمستقبل لا يزال مظلما، وإن عملية توزيع المناصب في الكويت على أساس المحسوبية تسببت في سوء الإدارة وقصور في النظر، وتخبط مستمر نتج عنه وصول الكويت إلى الهاوية في كل المجالات. لقد أصبحت غريزة حب الكرسي لدى البعض أكبر وأثمن من حب الوطن، فلا نجد مسؤولا يتحمل نتيجة خطأ يرتكبه فيعترف به ويفسح المجال لغيره، وما زلت على يقين بأن الكويت ولّادة في كل المجالات، فالإنجازات الفردية التي حققها أبناؤها تثلج الصدر، وهي مصدر للفخر، فماذا لو توافرت لهم بيئة ملائمة وإدارة محترفة تزيح عنهم العقبات ليرفعوا بإنجازاتهم اسم الكويت عاليا؟

رسالة إلى كل مسؤول يعشق الكرسي وهو مستمر في أخطائه: "يا وجه استح يا وجه عيب ارحل، فالكويت تستحق الأفضل".

back to top