«الداخلية» تلمِّح لتأجيل الانتخابات خوفاً من «برلمان إخواني»

نشر في 24-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 24-10-2014 | 00:01
No Image Caption
الأحزاب المدنية ترفض اتهامات إبراهيم... وقيادات الجماعة تعتبرها اعترافاً بشعبية «الإخوان»

بينما أعلنت جماعة «أجناد مصر» تبنيها تفجير جامعة القاهرة، سادت حالة من الاستياء العام في مصر، أمس، بسبب تصريحات لوزير الداخلية ألمحت إلى تأجيل الانتخابات النيابية، خشية سيطرة الإخوان على غالبية البرلمان. واتهمت الأحزاب المدنية بالضعف.
سيطرت موجة من الغضب على الساحة السياسية المصرية، أمس، إثر تلميح وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، إلى إمكان تأجيل الانتخابات البرلمانية، التي كان يتوقع إجراؤها قبل نهاية العام الحالي، إلى أجل غير مسمى، بعدما حذّر من سيطرة إخوانية سلفية على البرلمان المقبل حال إجراء الانتخابات، بسبب استخدامها سلاح الدين دعائياً، فضلاً عما وصفه بضعف الأحزاب المدنية، ما يزيد من الغموض حول مصير الانتخابات التي لم تعلن القاهرة موعد إجرائها بعد.

وزير الداخلية قال خلال حضوره لقاء رئيس الحكومة، إبراهيم محلب، بعدد من رؤساء الفضائيات وإعلاميين أمس الأول، إنه «إذا أجريت الانتخابات البرلمانية، في الوقت الحالي، سيفوز بها الإخوان والسلفيون».

وأكدت مصادر بوزارة الداخلية لـ»الجريدة» أن إبراهيم كان يقصد من تصريحاته أن جماعة «الإخوان» والقوى السلفية أكثر تنظيماً على الأرض لاستخدامها سلاح الدين، وأن الوزير كان يعني تشجيع الأحزاب المدنية على تكثيف وجودها في الشارع المصري.

تصريحات الوزير أثارت موجة من الاستياء بين القوى السياسية، التي رأت فيها مراوغة من الحكومة لتبرير تأجيل الانتخابات البرلمانية، واتهام الأحزاب بالضعف وعدم القدرة على المنافسة الانتخابية، حيث أكد أمين الإعلام بحزب «المصري الديمقراطي الاجتماعي»، إبراهيم نوارة، أنها تعبّر عن فشل الدولة في تجهيز البلاد لإجراء الانتخابات البرلمانية، قائلاً إن «التصريحات لا معنى لها إلا تأجيل الانتخابات، ما سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار».

وشدد نائب رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، مدحت الزاهد، على أن وزير الداخلية يريد التغطية على خشيته من موجة عنف بالتزامن مع إجراء الانتخابات البرلمانية، فألقى بالمسؤولية على الأحزاب المدنية، قائلاً لـ»الجريدة»: «الوزير كشف بوضوح عن نية الحكومة إرجاء الانتخابات البرلمانية إلى أجل غير مسمى، وهو ما تأكد بعد التأجيل المستمر لإصدار قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، ما يجعل من إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري دربا من المستحيل».

ترحيب إخواني

على النقيض، رحبت قيادات جماعة «الإخوان» وكوادرها بتصريحات وزير الداخلية، وقال القيادي محمد السيسي لـ«الجريدة»: «التصريحات أكبر دليل على مدى شعبية الإخوان في الشارع، وخوف النظام الحالي من عودة الجماعة للسلطة من بوابة انتخابات شرعية»، إلا أنه أضاف: «رغم ذلك فالجماعة تمر بلحظة ضعف على المستوى التنظيمي، تمنعها من خوض الانتخابات المقبلة، نتيجة الحملة الأمنية الشرسة التي تطارد قيادات الجماعة بالحبس والاعتقال».

وأكد السيسي أن التصريحات هدفها الوحيد تبرير تأجيل إجراء الانتخابات النيابية إلى أجل غير مسمى، و»مجرد حيلة للتغطية على رغبة النظام الحالي في عدم إجراء أي انتخابات ديمقراطية»، متهماً الحكومة بمعاداة الأحزاب والتيارات السياسية والشبابية، في إطار مساعيها لتكريس انفرادها بالسلطة بطريقة غير ديمقراطية.

في الأثناء، دعا أمس «تحالف دعم الشرعية» الموالي للجماعة، لتنظيم فعاليات في الأسبوع الاحتجاجي الجديد تحت شعار «أسقطوا النظام»، على أن تنطلق بداية من اليوم، في إطار دعم تظاهرات طلاب الإخوان في الجامعات، والتي تقود إلى مواجهات عنيفة بينهم وبين قوات الأمن، والتي أسفرت عن سقوط طالب قتيل منذ انطلاق العام الدراسي في الجامعات 11 الجاري.

أجناد مصر

وبينما واصلت نيابة جنوب الجيزة تحقيقاتها في حادث انفجار عبوة ناسفة أمام محيط جامعة القاهرة، أمس الأول، استعرض النائب العام هشام بركات، في بيان رسمي أمس، نتائج التحقيق، مؤكداً أن المعاينة التفصيلية تبين منها أن العبوة الناسفة تم وضعها في الجزيرة الوسطى بشارع الجامعة بجوار صندوق حديدي خاص بالتحكم في خط الغاز الطبيعي بالمنطقة، وتم تفجيرها عن بُعد.

من جهتها، أعلنت جماعة «أجناد مصر» الجهادية، مسؤوليتها عن التفجير، وقالت عبر حسابها على موقع «تويتر» إن التفجير يأتي في إطار حملة «القصاص حياة» ضد قوات الشرطة، بعدما نجحت في اختراق صفوف الشرطة «وزرع عبوة ناسفة موجهة نحوهم، وتم تفجيرها فيهم»، وكانت الجماعة بثت فيديو منذ ثلاثة أيام على موقع «يوتيوب» تتوعد فيه قوات الأمن بالثأر لطلاب كلية الهندسة.

إلى ذلك، انفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع في خط مياه شرب بمدينة «العاشر من رمضان» في محافظة الشرقية، أمس، ما أدى إلى انقطاع المياه، في إطار أعمال عنف واعتداءات تستهدف محطات الكهرباء ومياه الشرب، وفرضت قوات الحماية المدنية طوقاً أمنياً حول مكان الحادث، وبعد معاينة خبراء المفرقعات للمنطقة تبين وجود عبوة ناسفة أخرى تم إبطال مفعولها.

الأزمة الليبية

من جهة أخرى، بدأ وزير الخارجية سامح شكري زيارة إلى الجزائر أمس يجري خلالها مباحثات مع نظيره الجزائري، رمضان لعمامرة، تتصدرها أزمة ليبيا وأوضاعها الأمنية المتردية.

back to top