طائرة غامضة فوق «الإليزيه»... وتأهب في أستراليا وبريطانيا
• فرنسا تعلن «تدابير» وتحاكم متواطئين • 116 عملاً عدائياً منذ «هجوم شارلي»
• مداهمات جديدة في ألمانياوسط ترقّب لإعلان الحكومة الفرنسية سلسلة تدابير لمكافحة الإرهاب، اخترقت طائرة مجهولة الإجراءات الأمنية الشديدة، وحلّقت فوق قصر الإليزيه «بضع ثوان»، في وقت رفعت أستراليا وبريطانيا مستوى التأهب لمواجهة عمليات إرهابية محتملة.في أوج التوتر في فرنسا بعد الاعتداءات الجهادية الأخيرة، والذي زاد من حدته تصاعد الأعمال العدائية ضد المسلمين وأماكنهم المقدسة، كشف مصدر في «الإليزيه»، أمس، عن تحليق طائرة مسيّرة فوق القصر الرئاسي «لبضع ثوان».وقال المصدر نفسه إن أجهزة الشرطة والدرك التي تضمن أمن الإليزيه «رصدت على الفور» الطائرة الغامضة التي «ابتعدت فوراً» عن القصر الرئاسي الواقع في قلب باريس، موضحا أن «تحقيقا قضائيا جار»، في الحادثة التي جرت في أعقاب تكرار تحليق طائرات مسيرة غامضة فوق محطات للطاقة النووية في الخريف، ما أحرج السلطات.وفتحت نيابة باريس تحقيقا في «تسيير طائرة في خرق للإجراءات الأمنية»، وفق مصدر قضائي. وكلفت شعبة التفتيش في شرطة النقل الجوي التحقيقات.التحقيق مع متواطئينوبعد أسبوع على الاعتداء الذي نفذه الشقيقان شريف وسعيد كواشي في 7 يناير على صحيفة شارلي إيبدو، وأسفر عن 12 قتيلاً، بالتزامن مع هجوم مماثل نفذه الجهادي حمدي كوليبالي على البلدية قتلت فيه شرطية تلاهما عمليتي احتجاز انتهتا بمقتل الأخوين وكوليبالي وأربعة رهائن، تركز سلطات التحقيق على المساعدة المباشرة أو غير المباشرة التي حصل عليها منفذو الاعتداءات، حيث أحيل 4 رجال، أمس، الى المحكمة تمهيدا لتوجيه التهمة رسميا إليهم امام قضاة الإرهاب.وفي حين تدور التساؤلات حول الذين وفروا للمهاجمين الأسلحة، وإلى أي مدى كانوا على علم بمخططاتهم، يعرض وزير الداخلية برنار كازنوف اليوم سلسلة من «تدابير مكافحة الإرهاب»، تهدف بصورة خاصة الى «تعزيز الوسائل والحماية» لقوات الشرطة والدرك، وكذلك لأجهزة الاستخبارات المتهمة بـ»ثغرات» في مراقبة الجهاديين.ومنحت السلطات، أمس، الجنسية الفرنسية الى موظف مالي مسلم في هذا المتجر تحول الى بطل، بعدما ساعد عددا من الرهائن على الاختباء في غرفة التبريد.الإسلام والمعاناةفي السياق، أحصى المرصد الوطني لمعاداة الإسلام 116 عملاً وتهديداً وشعاراً ضد الاسلام منذ الاعتداءات، أي بزيادة نسبتها 110 في المئة من مجمل شهر يناير 2014.وهذه الأرقام، التي نشرت أمس الأول، وضعت استناداً الى شكاوى أحصتها وزارة الداخلية. وهي موزعة على 28 عملاً استهدفت دور عبادة و88 تهديداً وفقاً لهذه الهيئة التابعة للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي.وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في حفل بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس وكالة فرانس برس، أمس الأول، «أننا لا نهين أحدا عندما ندافع عن افكارنا وعندما نؤكد حريتنا، بل على العكس، نحن نحترم كل الذين تتوجه أفكارنا اليهم لكي نتقاسمها»، مضيفاً أن «فرنسا لا تعطي دروسا لأي دولة، لكنها ترفض عدم التسامح». بدوره، أقرّ رئيس الوزراء الاشتراكي، مانويل فالس، في أثناء خطاب تمنياته الى الصحافة، أمس، بأن فرنسا تعاني «فصلا عنصريا مناطقيا واجتماعيا وإثنيا»، متحدثا عن «العلل» التي تعانيها البلاد التي طالتها هجمات جهاديين فرنسيين.تأهب أستراليوفي أستراليا، رفعت السلطات مستوى التأهب أمام خطر استهداف شرطتها بأعمال إرهاب، موضحة ان عددا صغيرا من الأستراليين من الموالين للجهاديين ينوون التعرض لقوات حفظ النظام.وأوضحت الشرطة الفدرالية أن قرار رفع مستوى التأهب الى درجة «مرتفع» للمرة الأولى في ما يتعلق بقوى الأمن اتخذ خصوصا استنادا الى معلومات جمعتها أجهزة الاستخبارات، مشيرة إلى أن «الأحداث الأخيرة التي جرت في فرنسا وكندا وأستراليا ذكرتنا بواقع قاس، يتعلق بالمخاطر التي تشملها مهنة الشرطي».تحذير ومداهماتوفي بريطانيا، أكدت الاستخبارات الداخلية أن «وقوع هجوم إرهابي في بريطانيا أمر مرجح».يأتي ذلك في وقت قال رئيس جهاز المخابرات الخارجية السابق جون سويرز، أمس، إن على أجهزة المخابرات والشركات التقنية التوصل الى اتفاق جديد لتبادل المعلومات والبيانات لمنع تكرار هجمات مثل تلك التي شهدتها باريس.وفي ألمانيا، أعلنت الشرطة عن مداهمات جديدة جرت أمس في الأوساط الإسلامية، بعد تلك التي جرت الجمعة. واستهدفت المداهمات، التي نفذها 200 شرطي، 13 شقة في برلين وفي مقاطعتي براندنبرغ المجاورة لبرلين وثورينغن (شرق) وفق الشرطة.تظاهرات إسلاميةعلى الصعيد ذاته، نزل أكثر من 10 آلاف متظاهر مناهض للعنصرية الى الشوارع في عدة مدن ألمانية مساء أمس، الأول للتعبير عن معارضتهم لحركة بيغيدا المناهضة للإسلام التي اضطرت الى التراجع عن مسيرتها الاسبوعية في دريسدن لأسباب أمنية.وفي إيران، وغداة تظاهرة جمعت أكثر من ألفي شخص، ندد عشرات الطلاب في طهران، أمس، بنشر الصحافة الفرنسية للرسوم المسيئة. ورفع المتظاهرون، الذين قدموا من عدة مدارس في المدينة، لافتات امام السفارة الفرنسية تندد «بالإهانات التي أطلقها اللوبي الصهيوني».وفي قرغيزستان، تظاهر أكثر من ألف مسلم في بشكيك احتجاجا على الرسوم ذاتها.(باريس، لندن، سيدني،برلين، طهران - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)