الحرقة... ارتداد أسيد المعدة وعلاجاته

نشر في 18-11-2014 | 00:02
آخر تحديث 18-11-2014 | 00:02
إذا كنت تشعر بألم في الصدر أو بسعال مزمن أو بالتهاب في اللوزتين أو بحرقة أو بصعوبة في التنفس فهذا يعني أنك على الأرجح تعاني ارتداد أسيد المعدة. وقد وضعت المؤلفة أمال الأتات خبرتها العميقة في هذا الميدان ضمن كتابها «العلاجات الطبيعية للحرقة» من منشورات «دار الفراشة» في بيروت.
أعراض ارتداد أسيد المعدة أو ما يدعى بالحرقة لا تحصى، وتمتد من الفم إلى اللوزتين والحنجرة وتمرّ بالشعب الهوائية في الصدر لتصل إلى المعدة والأمعاء. وانتشار هذه الأعراض عند مختلف الفئات من الناس شجّع الأطباء الاختصاصيين والنباتيين وغيرهم على البحث في سائر مجالات العلاج، فبتنا نسمع في كل فترة أو نشاهد إعلاناً عن مستحضر مضاد للحرقة نحصل عليه من دون وصفة طبية، وهو يعدنا بأن استعماله يمكننا من تناول الفلفل الأحمر والشوكولا والقهوة الحرة والنوم بهدوء كالأطفال وغالباً ما تكون هذه الإعلانات هزلية في عرض المشكلة الصحية، وملحة إلى أن الجميع يتناول أدوية مضادة للحموضة وبالتالي فلا داعي للقلق.

ارتداد أسيد المعدة

يمكن لمرض ارتداد أسيد المعدة أن يكون مؤلماً وأن يؤثر سلباً في نشاطات الحياة اليومية، ويمكن حتى أن يكون قاتلاً في بعض الحالات. وعلى الرغم من أن أعراض هذا المرض متعددة ومتنوعة، فإن العارض الأكثر شيوعاً هو الحرقة. والأخيرة عبارة عن شعور مزعج نحس به خلف عظام الصدر ويترافق أحياناً مع طعم مرّ في الفم. وعندما تحصل الحرقة فقد يتوجّه الشخص إلى قسم الطوارئ في أقرب مستشفى مفترضاً أنه يتعرض لذبحة قلبية.

المعاناة المتكررة من الحرقة قد تحرم صاحبها لذة تناول الطعام، ولعلك اختبرت أعراضها بعد انتهائك من تناول البيتزا مثلاً، إلا أن الحرقة يمكن أن تحدث أيضاً حين تنحني لعقد رباط حذائك أو عندما تستلقي لتنام قليلاً بعد العشاء فتجد صعوبة في البلع وتبحث عن مضاد للحموضة.

أعراض ارتداد أسيد المعدة

تعدّ الحرقة أحد أعراض مرض ارتداد أسيد المعدة الأكثر شيوعاً، إلا أن هذا المرض يتسبب بمشاكل أخرى، ليس للرجال والنساء فحسب، إنما للأولاد والأطفال أيضاً. ويمكن لمن يعانونه أن يصابوا بعدد لا يحصى من المشاكل الصحية وأهمها:

• تآكل مينا الأسنان بسبب ارتداد الحمض أي الأسيد.

• مشاكل في الصوت كالبحة والتهاب الحنجرة.

• صعوبة في البلع.

• شعور متكرر بالحاجة إلى التنحنح لتنظيف الحنجرة.

• سعال مزمن.

• قصور في النفس.

• تقطر من الأنف.

• نزيف في المريء.

• تقرّح أو ضيق المريء.

• التهاب الرئتين.

• ألم في الصدر.

• ربو.

• مريء باريت. وهي حالة قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

• سرطان المريء.

أسباب

الجزء الذي يثير قلق الأشخاص الذين يعانون الحرقة ومرض ارتجاج أسيد المعدة هو العضلة العاصرة السفلى، وهي عضلة دائرية تقع بين المريء والجزء الأعلى من المعدة وتؤدي دوراً أشبه بدور صمام القطع. يقفل هذا الصمام بشكل آلي بعد دخول الطعام إلى المعدة كي يحول دون عودة الطعام والسوائل وحمض المعدة من المعدة باتجاه المريء. إلا أنّ هذا الصمام لا يقف باحكام في بعض الأحيان، كما أن العضلات قد ترتخي قليلاً. ويؤدي الضغط من المعدة إلى فتح الصمام قليلاً ما يسمح بعودة محتوى المعدة الأسيدي إلى المريء، ويصبح الأمر مشكلة طبية عند تكراره أكثر من مرة أسبوعياً. وتقول الدراسات أن أكثر من 20% من الناس يعانون الحرقة أو ارتداد أسيد المعدة.

وثمة أسباب عدة أخرى تجعل أسيد المعدة يعود نحو المريء والبلعوم وحتى الفم، سنوردها بشكلٍ موجز:

• ضعف جسدي يحول دون أن تقف العضلة العاصرة باحكام.

• تأخير في إفراغ عصارة المعدة يتسبّب في بقاء محتوى المعدة لمدة أطول فيها ما يؤدي إلى الضغط على العضلة العاصرة، ويمكن أن ينتج هذا الأمر من تناول الأدوية ومن مشاكل صحية أخرى.

• التقدم الطبيعي في السن يمكن أن يرتبط بضعف العضلة العاصرة علماً بأن مرض ارتداد أسيد المعدة يمكن أن يظهر لدى الأولاد والأطفال.

• أمراض مثل الخزب المتصلب، أي تيبس جميع طبقات الجلد، تصلب الأنسجة المتعدد، والذئبة وغيرها يمكن أن تتسبب أيضاً بخلل وظيفي.

• يمكن حصول نقص في دفق اللعاب الذي يعطل تأثير أسيد المعدة في المريء، ونقص اللعاب يمكن أن ينتح من التدخين، تناول بعض الأدوية، قلة النوم، وأمراض معينة.

يمكن لعوامل أسلوب الحياة المتبع بما في بذلك الإفراط في الأكل وزيادة الوزن، التدخين، الكافيين، والاستلقاء فور الانتهاء من تناول الطعام، أن تتسبب في استرخاء العضلة العاصرة وفي تأخير إفراغ حمض المعدة وفي الحد من دفق اللعاب.

• يمكن للأدوية التي يصفها الطبيب وتلك التي نحصل عليها من دون وصفة طبية، وحتى تلك المعدّة من الأعشاب والتي نتناولها لعلاج مشكلة صحية أخرى أن تؤدي إلى ارتخاء العضلة العاصرة، وأن تؤثر في دفق اللعاب كما يمكن في بعض الحالات أن تؤخر في إفراغ الأسيد من المعدة.

• لا يتسبب الفتاق في ظهور مرض ارتجاع الأسيد لكنه قد يزيد من ارتخاء العضلة العاصرة ما يسمح بدوره للأسيد بأن يعود نحو المريء. ويمكن للفتاق أن يخزّن أسيد المعدة ما يسمح بتكرّر تدفقه نحو المريء بسهولة أكبر. وهذا ما يسمح ببقاء الحمض في المريء لفترات أطول، ما يزيد من الضرر الذي يلحق بالأنسجة.

فكما ترون يمكن لارتداد أسيد المعدة أن ينجم عن كثير من العوامل ما يجعل من الصعب على الطبيب اكتشاف المسبب الأول وتحديده من دون مساعدة المريض الفاعلة.

وصفات طبيعية للمعالجة

تنقسم المعالجة إلى قسمين، القسم الأول يندرج في ما يجب أن تتجنبه لتحسين حالتك، والقسم الثاني في ما يجب أن تفعله كي تتعالج من آثار الحرقة. وإليك بعض النصائح المتعلقة بالقسم الأول:

• يزيد حليب البقر من إفراز أسيد المعدة. لذا، من الأفضل تجنب شرب هذا الحليب لذا، من الأفضل تجنب شرب هذا الحليب إذا كنت تعاني فرط إفراز الأسيد. فالتخلي عن حليب البقر ومشتقاته يشكل فارقاً كبيراً وإيجابياً بالنسبة إلى أعراض ارتداد أسيد المعدة.

• الإقلال من تناول عصير البرتقال وغيره من أطعمة تحتوي على أحماص، وتجنب تناول الخل أو أي طعام يحتوي على الأسيد سيتريك كالطماطم المطبوخة والمعلبة.

• حاول أن تتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والتي يستغرق هضمها وقتاً طويلاً مثل الوجبات السريعة كالبرغر والبطاطا المقلية والفطائر والبيتزا الغنية بالجبنة.

• استبعد التوابل لفترة سواء أكنت تأكل في البيت أو خارجه فهي تزيد من إفراز أسيد المعدة. وغالباً ما تحتوي الأطعمة المعلبة والأطباق الجاهزة والحساء المعدّ سلفاً على كمية عالية من الفلفل الحريف والملح والمنكهات القوية الأخرى.

• قللّ من احتساء القهوة والشاي واختر المشروبات التي لا تحتوي على الكافيين مثل الأشربة العشبية المنكهة بالفواكه وأضف إليها قليلاً من الزنجبيل المبشور وقليلاً من العسل فيصبح طعمها لذيذاً.

• ابذل جهدك لتقلع عن التدخين لأنه يقضي على الهضم أيضاً ويزيد من حالتك سوءاً.

• لا تأكل في وقت وتأخر، ولا بأس في تناول طعام خفيف كاللبن الرائب أو الفاكهة قبل ساعة من موعد النوم.

• لا تتناول القمح ومشتقاته والجأ إلى البدائل المشتقة من الأرزّ.

لتعالج الحرقة:

• اشرب عصير الألوة فيرا aloe vera فهو شراب ممتع ومفيد للقولون العصبي والتقرحات وفتاق المعدة وارتداد أسيد المعدة والغثيان وعسر الهضم، وهو يساعد أيضاً على تعزيز البكتيريا المعوية المفيدة.

• استعمل خل التفاح فهو مذهل للحفاظ على صحة جيدة، من خلال تناول ملعقتين صغيرتين في كوب من الماء ثلاث مرات في اليوم.

• خذ ملعقة صغيرة من الكاربونات مع كوب من الماء.

• امضغ علكة خالية من السكر لمدة نصف ساعة بعد الطعام فهي تزيد من افراز اللعاب.

• كل موزة ناضجة بعد الطعام فالموز يحتوي على مضادات طبيعية للحموضة، أو كل تفاحة غير مقشورة بعد الطعام أيضاً.

• تناول بعض حبات لوز بعد كل وجبة أو معها فهو علاج طبيعي للحرقة.

• ارتشف كوباً من البابونج قبل النوم بساعة فهو يساعد على التخفيف من الالتهابات في معدتك وعلى إحداث توازن في مستوى الأحماض فيها.

 

• إضافة إلى هذه الموانع الفوائد فإن ما يترأسها هو العلاج بالبكتيريا المفيدة أي البروبيوتيك Probiotics الذي يدعم الجهاز الهضمي ويساعد عملية هضم الطعام.

back to top