باكستان.. المعارضة تصعد لهجتها باقتحام "التلفزيون"

نشر في 01-09-2014 | 11:11
آخر تحديث 01-09-2014 | 11:11
No Image Caption
قام جنود وعناصر شبه عسكريين باكستانيين الأثنين باخراج مئات المتظاهرين المعارضين للحكومة الذين اقتحموا مقر التلفزيون الرسمي في وسط العاصمة اسلام اباد، حسبما افاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان.

واقتحم المتظاهرون الذين حملوا هراوات مقر التلفزيون قبيل الظهر لوقف الارسال.

وقال أحد المذيعين أن "متظاهرين اقتحموا مقر التلفزيون وهم يفصلون الأسلاك، نحن في حالة حصار، وهم يقومون بالتشويش على البث"، وبعد ذلك بلحظات توقف الارسال.

وحطم المتظاهرون منشات للشبكة وأزالوا صورا لشريف.

إلا أن قوات الأمن استعادت السيطرة على التلفزيون دون مواجهات بعد ثلاثين دقيقة.

هذا وقد وقعت مواجهات جديدة بين متظاهرين معارضين للحكومة مسلحين بحجارة وعصي والشرطة في اسلام اباد الأثنين وذلك بعد ساعات على دعوة وجهها الجيش لحل الأزمة التي تعاني منها باكستان بشكل سلمي.

وكان المحتجون بدأوا مسيرتهم نحو العاصمة في 15 أغسطس مطالبين باستقالة شريف ما أدى إلى أزمة زادت من احتمالات تدخل الجيش.

وحث الجيش الحكومة والمعارضين على تسوية الخلافات بشكل سلمي ليل الأحد محذراً في الوقت نفسه من أنه لن يتوانى عن أداء دوره كاملاً في "حفظ أمن الدولة".

واندلعت أعمال العنف ليل السبت الأحد بعد أن حاول آلاف من أنصار الزعيم المعارض عمران خان والداعية الإسلامي طاهر القادري اقتحام منزل رئيس الوزراء نواز شريف الذي يطالبونه بالاستقالة.

ووقعت اشتباكات جديدة صباح الأثنين بينما هطلت أمطار غزيرة على العاصمة إذ حاول أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر السير نحو المقر، حسبما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان.

ورشق المتظاهرون عناصر شرطة مكافحة الشغب بالحجارة كما قام بعضهم بتحطيم دراجات نارية مستخدمين هراوات من الخشب، وحاولت الشرطة الرد من خلال الغاز المسيل للدموع إلا أن الأمطار أبطلت مفعوله.

والأحد عقد قادة الجيش اجتماعاً في مقر قيادة الجيش في مدينة روالبندي القريبة من إسلام آباد أصدروا في ختامه بياناً قالوا فيه أنهم "وإذ يجددون تأكيدهم على دعمهم للديموقراطية" فانهم تباحثوا خلال الاجتماع "بكثير من القلق في الأزمة السياسية الراهنة والمنحى العنيف الذي اتخذته".

وأضاف قادة الجيش في بيانهم "لقد تم التأكيد مجدداً على أن الوضع يجب أن يُحل سياسياً بدون هدر للوقت وبدون اللجوء إلى العنف".

وأكد البيان على أن "الجيش سيستمر في أداء دوره المتمثل بحفظ أمن الدولة ولن يتوانى أبداً عن تلبية التطلعات الوطنية".

وقال مسؤول كبير في الحكومة أن النبرة التي اختتم بها البيان توحي باختلاف وجهات النظر في القيادة العليا للجيش، وذلك مع أن البيان بدأ بتأييد للحكومة.

وكان عمران خان وعد الأحد بأن يواصل "حتى النفس الأخير" الاحتجاجات التي بدأت في 15 أغسطس للمطالبة باستقالة شريف مما أدى إلى أزمة زادت من احتمالات تدخل الجيش، ويزعم المعارضون أن انتخابات 2013 التي جاءت بشريف إلى السلطة كانت مزورة، رغم أن مراقبين محليين وأجانب وصفوا تلك الانتخابات بالحرة والنزيهة.

وانتهى الحكم العسكري الأخير في باكستان في 2008، إلا أن المسؤول اعتبر أن حصول انقلاب آخر لا يزال "أقل احتمالاً".

وأضاف المسؤول "نحن على هذا الخط منذ سبع إلى ثماني سنوات، والمؤسسات أكثر قوة وتمرساً".

ومضى يقول "آمل أن ينجو النظام، ستقع بعض الخسائر لكن سيتم التعويض عنها"، في إشارة إلى التنازلات الكبيرة التي يتعين على الحكومة تقديمها بحسب المراقبين إذا ما أرادت أن يستمر الجيش.

وكان عمران خان وعد الأحد وهو يقف على سطح حاوية شحن بأن يواصل الاحتجاجات "حتى النفس الأخير"، مضيفاً بأنه سيرفع دعوى بتهمة القتل بحق رئيس الوزراء حول أعمال العنف.

وبحسب مصادر طبية ارتفعت حصيلة المواجهات بين متظاهري المعارضة والشرطة التي دارت يومي السبت والأحد إلى ثلاثة قتلى و481 جريحاً بينهم 92 شرطياً و118 امرأة و10 أطفال.

ورغم أن الاحتجاجات حشدت الآلاف، إلا أنها لم تحشد دعماً كافياً في البلد البالغ عدد سكانه 180 مليون نسمة.

وعلى وقع الاحتجاجات، أعلنت الحكومة أن استقالة نواز شريف غير واردة، علماً بأن الأخير يتمتع بشعبية لا يُستهان بها في مواجهة المعارضين خان والقادري.

وكانت الحكومة طلبت قبل أسبوعين من الجيش حماية المباني الاستراتيجية في وسط العاصمة وبينها المقر الرسمي لرئيس الوزراء مستندة إلى المادة 245 من الدستور.

back to top