القلق... أعراضه ووسائل معالجته

نشر في 11-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 11-10-2014 | 00:01
بدأت العلاجات في عصرنا تشمل مختلف الحالات التي يشعر فيها الإنسان بآلام جسدية أو نفسية، وتعدّدت سبل هذه العلاجات، فمنها الكيميائية، ومنها النباتية وغيرها، عن طريق التليين والتقويم وأخرى بواسطة العامل النفسي الذي اتضح تأثيره الإيجابي على المريض. وما يهمنا هو النظر في حالة «القلق» عند الشخص، وما توصل العلم إليه لمساعدة صاحبه.

كل شخص يمر بفترة قلق يشعر فيها بالتوتر أو بالعصبية، وهذا الشعور طبيعي جداً إذا ما واجه الإنسان مشكلة عويصة أو حالة خطيرة، ولكن عندما يزداد هذا الشعور ويتفاقم فإنه يشكل اضطراباً لديه فيخل بتوازنه الاعتيادي.

اضطراب القلق

ليس كل من يقلق على وضع معين هو شخص مضطرب، فالمصاب باضطراب القلق يعجز عن القيام بمسؤولياته بطريقة متوازنة، وقد يؤثر ذلك على قيامه حتى بنشاطاته اليومية المعتادة.

صنّف الباحثون الأطباء حالة اضطراب القلق ضمن الأمراض النفسية العصبية الأكثر شيوعاً بين الناس وقد يصيب أيّ شخص بدون تحديد.

ولا يعود اضطراب القلق إلى سبب واحد بل إلى أسباب عديدة منها:

وجود خلل ملحوظ في كيميائيات الدماغ.

عوامل بيئية مؤثرة وضغوطات كبيرة قد لا يتحملها الشخص فيكون أكثر عرضة من غيره للإصابة.

العنصر الوراثي الذي قد يؤدي دوراً في القلق إذ إنّ أفراد العائلة الواحدة هم أكثر عرضة للإصابة به في حال تعرّضهم جميعاً للضغوطات البيئية أو الاجتماعية.

أعراض القلق

تتباين أعراض القلق بحسب الشخص وتبعاً لنوعية القلق التي أصيب بها وهي تشمل الحالات الآتية:

العصبية وعدم القدرة على البقاء هادئاً.

كوابيس ومشاكل متعددة في النوم.

مشاعر ذعر وخوف وأفكار متكررة تنتاب الشخص حول تجارب شخصية مؤلمة قد جرت سابقاً.

سلوكيات نمطية روتينية مثل غسل اليدين المتكرّر.

ضيق في التنفس وخفقان في القلب.

تعرّق وجفاف في الفم يتبعه غيثان ودوار في الرأس.

تنميل في اليدين أو القدمين وتشنج في العضلات.

أنواع اضطرابات القلق

تتعدد أنواع اضطرابات القلق ولكن ثمة ستة منها شائعة لدى مجتمعاتنا وهي:

 اضطراب الهلع: توصف هذه الحالة بالشعور بهجمات مفاجئة من الخوف والقلق التي تنشأ من لا شيء ومن دون سبب، وتجعل المصاب يشعر كأنه يختبر نوبة قلبية أو كأنه يفقد صوابه فيتعرق ويرتفع خفقان قلبه ويؤلمه صدره ويحسّ بالاختناق.

 اضطراب الوسواس القهري: وهو ينتج عندما تختبر أفكاراً مزعجة تسيطر على تفكيرك وتجعلك تقوم بسلوكيات معينة من دون إرادتك وتسمى بالوسواس. وبما أنها تجبرك على تكرارها فقد دعوها بالأفعال القهرية، والمثال هو شخص يعاني من خوف غير عقلاني من الجراثيم فتراه يقوم بغسل يديه مراراً وتكراراً.

 اضطراب الكرب ما بعد الصدمة: هذه الحالة هي عندما يختبر المصاب لفترة طويلة من الزمن أفكاراً مخيفة وذكريات ناتجة عن حدث أليم تأثر به بعد موت مفاجئ لشخص عزيز مثلاً، أو عيش معركة قتالية، أو معاينة كارثة طبيعية، أو التعرض لاعتداء جنسي.

 اضطراب القلق الاجتماعي: ويدعونه أيضاً بالرهاب الاجتماعي، وهو الشعور بقلق مفرط في الأوساط الاجتماعية أو في حالات تستوجب الآداء، فيخاف المرء أن يحكم عليه الآخرون بالسلبية أو أن يتعرض للسخرية. ويحدث ذلك عند مقابلة أشخاص جدد أو التواجد في مكان مزدحم، أو التحدث أمام حشد، أو إلقاء محاضرة وغيرها.

 الرهاب المحدّد: هو عند مواجهة كائن معين أو حالة معينة تستدعي خوفاً شديداً مبالغاً به إذا قارناه بالحالة. وقد يؤدي هذا الخوف إلى تجنب مواقف يومية شائعة، فيبتعد الشخص عن المرتفعات أو الصعود في الطائرة أو ركوب المصاعد أو الخوف من الثعابين مثلاً.

 اضطراب القلق العام: هو اختبارنا القلق الشديد والمفرط حول العديد من مجالات الحياة الخاصة التي لا تستدعي الخوف، مثل القلق المفرط حول الأسرة والمدرسة والنشاطات والصحة والكوارث الطبيعية وغيرها.

علاج اضطراب القلق

علاجات اضطراب القلق فعالة ومتوفرة وتتنوع، بحسب شدة الحالة أو خطورتها. وقد تستخدم هذه العلاجات منفردة أو قد يتمّ الجمع بين أكثر من علاج للوصول إلى النتيجة المطلوبة. وتشمل العلاجات الشائعة لاضطراب القلق أربعة أنواع لكنها لا تقتصر عليها، وهي:

أولاً- تغييرات في أسلوب الحياة: إن تحسين نمط حياة الشخص القلق يشمل القيام بالتمارين الرياضية أو ممارسة إحدى الهوايات الرياضية كالمشي والسباحة، وتحسين النظام الغذائي، وتنظيم أوقات النوم لأنه يعيد التوازن إلى الجسم وخصوصاً الدماغ، والتخفيف من الضغوطات مع زيادة الدعم الاجتماعي.

ثانياً- الأدوية: يمكن استخدام أدوية معينة يصفها الطبيب بحسب الحالة لتخفيض حدة أعراض القلق.

ثالثاً- العلاج النفسي: هذا العلاج يقوم به اختصاصي في الصحة النفسية بالتحدث مع المصاب عن استراتيجيات تساعده على فهم حالته وكيفية السيطرة عليها، ويتضمن العلاج النفسي علاجاً إدراكياً سلوكياً لمعرفة الأفكار والسلوكيات المتعلقة بمشاعر القلق الشديدة وتغييرها.

ربعاً- تحفيز الدماغ: يقوم بهذه الاجراءات اختصاصي للتحفيز العميق للدماغ أو التحفيز المغنطيسي للدماغ.

عدم المعالجة

في حال لم يهتمّ المعنيون بمعالجة اضطراب القلق، فقد تستمرّ هذه الحالة من بعضة أسابيع إلى سنوات عدة. وقد يسبّب هذا الأمر عجزاً كبيراً في حياة الشخص، فيختلّ توازنه الطبيعي مما يؤدي إلى فقدان وظيفته.

أما إذا تفاقم الاضطراب وأهمل فيصبح أكثر تعقيداً ويسبّب الاكتئاب، ويؤدي في الأحوال الشديدة إلى الانتحار.

إنّ هذا العرض لا يشكّل نصائح طبية بل يدعو إلى استشارة الطبيب الاختصاصي عندما يواجه المصاب أو عائلته حالة اضطراب القلق.

back to top