استئصال البنكرياس لتفادي السرطان
هل الجراحة الوقائية خيار لمن يُعتبر خطر الإصابة بسرطان البنكرياس عالياً في حالتهم؟ إن كان الجواب بالنفي، فهل من فحوص أو اختبارات يمكن الخضوع لها لاكتشاف هذا المرض في مراحله الأولى؟
صحيح أن استئصال البنكرياس قد يشكل خياراً في حالة مَن يواجهون تاريخاً عائلياً حافلاً بسرطان البنكرياس، إلا أنه نادراً ما يُعتمد كإجراء وقائي. ويعود ذلك إلى المخاطر الصحية المرتبطة بإزالة البنكرياس. ما من خطط فحص محددة متبعة في حالة الإصابة بهذا النوع من السرطان. ولكن من الممكن لبعض أساليب التصوير أن تسهم في اكتشاف سرطان البنكرياس في مراحله الأولى.يقع البنكرياس في البطن وراء الجزء السفلي من المعدة. وتشمل مهامه الرئيسة إنتاج الإنسولين، هرمون يضبط نقل السكر أو الغلوكوز من مجرى الدم إلى الخلايا. كذلك يفرز البنكرياس أنزيمات تساعد الجسم في هضم الطعام.
يبدأ سرطان البنكرياس في أنسجة البنكرياس. في مراحله الأولى، قلما يسبب أي أعراض أو إشارات. وينتشر هذا السرطان غالباً بسرعة، ومن الصعب معالجته بنجاح. لا يُعتبر سرطان البنكرياس شائعاً عموماً. ولكن إن كنت تواجه تاريخاً عائلياً حافلاً بهذا المرض، فقد يكون خطر إصابتك به أعلى من الطبيعي بنحو ضعفين أو ثلاثة أضعاف.استئصالنظراً إلى تنامي المخاطر وتراجع فرص نجاة مَن يُصابون بسرطان البنكرياس، فمن المنطقي أن يفكر مَن لديهم أقارب يعانون هذا المرض بجدية في الحد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس أو في اكتشافه في مراحل باكرة.قد يبدو استئصال البنكرياس طريقة مباشرة للحؤول دون الإصابة بالسرطان. لكن هذا الإجراء يرتبط بتأثيرات جانبية خطيرة طويلة الأمد. فمن لا يملكون البنكرياس يُصابون، عموماً، بالداء السكري الذي يصعب التحكم فيه. وقد يؤدي بدوره إلى مشاكل طبية خطيرة. علاوة على ذلك، إن كنت لا تملك البنكرياس، يزداد خطر إصابتك بمرض القلب. رغم ذلك، قد يكون من الجيد التفكير في استئصال البنكرياس إن كنت تواجه خطراً عائلياً حافلاً بسرطان البنكرياس. ولكن لن يرضى أي فريق طبي في المضي قدماً بهذه الجراحة إلا بعد إجراء نقاش مطول واستشارة أطباء متخصصين في المجالات المعنية بغية تقييم الفوائد والمخاطر الفردية.ثمة طرق عدة لمراقبة حالة شخص يواجه خطر الإصابة بسرطان البنكرياس. صحيح أن الاختبارات المحددة المستخدمة ومدى اللجوء إليها يعتمدان على صحتك وتاريخك العائلي، ولكن تتوافر أساليب تصوير تساهم في اكتشاف سرطان البنكرياس، بما فيها التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي. إلا أن الاختبار الأكثر استعمالاً في هذه الحالة يبقى التنظير بالموجات فوق الصوتية.يعتمد التنظير بالموجات فوق الصوتية على جهاز تصوير بالموجات ما فوق الصوتية لإنتاج صور للبنكرياس من داخل البطن. يُمَرر هذا الجهاز عبر منظار، أنبوب رقيق مرن يُنزَل في المريء إلى المعدة للحصول على الصورة الضرورية.تصعب أحياناً قراءة نتائج فحوص التصوير هذه لأن مَن يكون خطر الإصابة بسرطان البنكرياس مرتفعاً في حالتهم يعانون، عموماً، تشوهات في البنكرياس، ما يزيد صعوبة التعرف بدقة إلى الأورام السرطانية.حد من المخاطرتستطيع أن تحد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بعدم التدخين، الحفاظ على وزن صحي، اتباع نظام غذائي صحي يحتوي كمية كبيرة من الخضر والفاكهة والأطعمة المعدة من الحبوب الكاملة. واحذر أيضاً سرطان البنكرياس. وتشمل هذه الأعراض ألم ظهر عميقاً حاداً، خسارة الوزن، غثياناً، تقيؤاً، اصفرار الجلد، وبرازاً فاتح اللون. فإذا عانيت أياً من هذه الأعراض، فاستشر طبيبك في الحال.إن كنت تواجه تاريخاً عائلياً حافلاً بسرطان البنكرياس، فتحدث إلى طبيبك بشأن مخاطر هذا المرض والخطوات التي يمكنك اتخاذها للحد من هذا الخطر. بالإضافة إلى ذلك، اسأله عن تحديد جدول لإجراء فحوص دورية والحصول على رعاية صحية مستمرة.