الاستثمار في المرأة مصدر النجاح في الاقتصاد وكل شيء آخر

نشر في 14-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 14-03-2015 | 00:01
No Image Caption
عندما أسست أنا وبيل شركتنا قبل 15 سنة بدأت أدرك كم فاتني، ولذلك أريد أن أشجعك على القيام بما بدأت بعمله في ما بعد في حياتي: خذ الوقت كي تتعلم عن حياة المرأة حول العالم، وحاول القيام بدور صغير في معركتها.

نظراً لأني أمضيت معظم وقتي في العمل من أجل تمكين المرأة في شتى أنحاء العالم، أنا نفسي أدهش عندما أتذكر أنني حتى 15 سنة خلت كنت أعرف القليل جداً عن النساء في البلدان النامية.

في الجامعة كنت أعلم عن المجاعة في إثيوبيا، وقد اشتريت ألبوم «نحن العالم» مثل أي شخص آخر. ولكن ذلك كان حيث انتهت مشاركتي. وعندما كنت أدير قسماً في «مايكروسوفت» سافرت إلى بلدان فقيرة، ولكن بهدف عقد اجتماعات عمل في الوسط التجاري، بعيداً عن الحقيقة والواقع.

أما عندما قمت أنا وبيل بتأسيس شركتنا قبل 15 سنة بدأت أدرك كم فاتني – ليس في حياتي الشخصية فحسب بل في عملي المهني أيضاً. ولذلك أنا أريد أن أشجعك على القيام بما بدأت بعمله في ما بعد في حياتي: خذ الوقت كي تتعلم عن حياة المرأة حول العالم – وحاول القيام بدور صغير في معركتها من أجل ايجاد المستقبل الذي تستحقه.

وإذا كنت لاتزال في حاجة إلى مزيد من الإقناع، إليك بعض الأسباب الإضافية من أجل الانضمام إلى المعركة لتحقيق المساواة للمرأة:

إنها جيدة بالنسبة

إلى العمل التجاري

تمكين المرأة هو محرك للنمو الاقتصادي في الدول الفقيرة. وبحسب تقرير «لا سقف للمشاركة التامة» الذي نشر أخيراً، إذا تم تشغيل المرأة المصرية عند معدل الرجل ذاته فإن الناتج المحلي الإجمالي في ذلك البلد سوف يرتفع بنسبة 34 في المئة. وفي الولايات المتحدة – بالمناسبة – يبلغ ذلك الرقم 5 في المئة.

ويظهر التقرير ذاته أنه نظراً لإعطاء المرأة أولوية لأشياء مثل توفير التعليم والرعاية الصحية لأطفالها فإنها تبني أيضاً أسس مستقبل مزدهر. وهذا يعني أن المرأة المتمكنة يمكن أن تولد كمية واسعة من الثروة سوف يتمكن الناس حول العالم من إنفاقها. ويوجد المليارات من النساء والفتيات يملكن قوة شرائية غير مستغلة. وإذا أردت تحقيق مستقبل ناجح فأنت في حاجة الى القيام بكل ما في وسعك من أجل تحقيقه، وهذا يعني تمكين المرأة.

ستوسع مجموعة مهاراتك

تمكين المرأة جوزة يصعب كسرها. والمواجهة وجهاً لوجه مع معاناة الناس قد تكون صادمة ومدمرة، ولكن ذلك يضعك أيضاً وجهاً لوجه مع شجاعتهم، وهذا ملهم بقدر كبير. وسوف تتحرك من خلال الحاجة الى التفكير في بشكل استراتيجي من أجل تحقيق تأثير. وعلى سبيل المثال من خلال عملي لمساعدة عشرات الملايين من النساء في الدول الفقيرة على الحصول على مانع للحمل كان علي التفكير في مشاكل ثقافية (نحن نعمل مع عشرات الدول ولكل منها تاريخها المتميز ولغتها إلى آخر ما هنالك) والتحديات اللوجستية (كيف نتمكن من إيصال منتجات إلى أشخاص يعيشون في قرى نائية ومن دون طرقات؟) وحتى تحديات البحث والتطوير (نحن في حاجة إلى خفض التأثيرات الجانبية لموانع الحمل الهرمونية بحيث يسهل على المرأة استعمالها).

ستحصل على نظرة معمقة قيمة

مثل قائدة أعمال يتعين عليك في بعض الأحيان أن تقاتلي من أجل إسماع صوتك. والمرأة في كل أنحاء العالم – بغض النظر عن موقعها  في الحياة – تفعل الشيء ذاته. وبحسب دراسة أجرتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة عندما تحصل المرأة على مزيد من السلطة من أجل اتخاذ قرارات تتحسن الظروف في مجتمعاتها وتكون صحة العائلات أفضل وأكثر ازدهاراً. ولكن على الرغم من ذلك يتجاهل المجتمع بشكل روتيني معرفة المرأة وقدرتها على حل المشاكل. ومن منظوري كشخص يعمل في التنمية، أرى أن هذا هو ما يضفي المزيد من القوة على الاستثمار في المرأة. وإذا بدأت العمل بشكل تدريجي لن يمر طويل وقت حتى تدرك أن الاستثمار في المرأة جيد لذهنك وروحك ولأعمالك التجارية.

* (المدير المساعد لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية - مجـلة فورتشين)

back to top