البقع البيضاء على بشرته... بهاق؟
عاينتُ أخيراً مريضةً في العاشرة من عمرها خلال فحص روتيني. كانت والدتها قلقة من {بقع بيضاء} تعانيها ابنتها تحت ذراعيها. وعندما فحصتها، أخبرت والدتها أن {البقع البيضاء} تعود إلى البهاق، اضطراب مكتسب سببه خسارة الأخضاب.
يعود البهاق إلى تراجع الخلايا الميلانينية التي تخضب البشرة. يظهر عادةً قبل العشرين من العمر، ويصيب الرجال والنساء على حد سواء.في حالة الأولاد، تظهر بقع نقص التصبغ بادئ الأمر في المناطق الأكثر عرضة للشمس، مثل الوجه (حول العينين والفم)، فضلاً عن اليدين. كذلك تبرز في منطقة الإبطين والأعضاء التناسلية. وفي حالات كثيرة، يكون نقص التصبغ متوازياً (في كلتا الإبطين أو يدين أو الركبتين).
صحيح أن أسباب البهاق المحددة لا تزال مجهولة، إلا أننا نعرف أن أساسه مناعي- وراثي. فقد تبين أن 30% إلى 40% من المرضى يملكون تاريخاً عائلياً مع هذا المرض. كذلك تتوافر نظريات عن الأسباب المختلفة لتعطل الخلايا الميلانينية (خلايا الأخضاب). بالإضافة إلى ذلك، يدرس الباحثون الوجه الوراثي للبهاق مع تبدلات ترى في صبغيات معينة. إذاً، لا يعلم الأطباء كيف ولمَ يظهر البهاق، مع أنه يتطور ببطء، على ما يبدو، في معظم الحالات. وتحدث أحياناً إعادة تخضيب تلقائية في حالة 10% إلى 20% من المرضى، وخصوصاً في المناطق المعرضة للشمس في حالة المرضى الصغار في السن.تكمن مشكلة البهاق في أن علاجه يكون غالباً طويلاً وغير مجدٍ عموماً. فما من طريقة واحدة لعلاج البهاق تضمن إعادة التخضيب والشفاء. يعتمد أطباء الجلد على العلاج بالضوء، وتبدو مناطق الوجه والبقع الصغيرة الأكثر تفاعلاً. كذلك تظهر دراسة حديثة أن حزمة ضيقة من الأشعة ما فوق البنفسجية من النوع {ب} تحقق نتائج أفضل مقارنة بالعلاج بالأشعة ما فوق البنفسجية من النوع {أ}. لكن الدراسات ما زالت مستمرة.بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم المراهم الموضعية التي تحتوي على ستيرويدات قشرية بغية تعزيز عملية إعادة التخضيب. كذلك يجرب البعض معدِّلات مناعية موضعية مثل Tacrolimus.خلاصة القول، من الضروري إحالة المريض إلى طبيب جلد متخصص في علاج البهاق. فكلما سارعنا في معالجة تلك {البقع البيضاء}، تحسّن وضع المريض.