الصانع: لن نسمح باستخدام الإرهاب في الكويت ونتخذ إجراءات لعدم استفحال الفكر التكفيري
وقّع مع نظيره الجزائري اتفاقية للتعاون القانوني والقضائي بين البلدين
أكد الصانع عدم السماح للإرهاب بالتغلغل داخل الكويت، مشيرا إلى اتخاذ التدابير اللازمة احترازياً ووقائياً ضد استفحال الفكر التكفيري المتشدد، ومنعه من أن يصل إلى مرحلة الإرهاب داخل الدولة.
أشاد وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، يعقوب الصانع، بالعلاقات التاريخية والمتميزة بين الكويت والجزائر، مؤكدا توجيهات قائدي البلدين سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ورئيس الجزائر بتوطيد العلاقات في كل المجالات.وقال الصانع، في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس بحضور وزير العدل الجزائري يالطيب لوح، بعد توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين، إن أهمية الاتفاقية التي وقعت سيعود على مسيرة التعاون القضائي والقانوني، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا بين البلدين للمؤتمر القادم حول الجريمة المنظمة، والذي سيعقد في دولة قطر، فضلا عن التنسيق لاجتماع وزراء العدل العرب لوضع آلية موحدة للحد من الإرهاب وتجفيف منابعه، وخاصة أن الدول العربية أصبحت مستهدفة له، وأن هذا الاستهداف يؤثر في الجميع، فالإرهاب ليست له حدود في ظل استخدامه وسائل التكنولوجيا الحديثة المتطورة.وحول تهديدات "داعش" للكويت قال الصانع إن الكويت لها خصوصية، كما أن الإرهاب لم يستهدف داخل الكويت، لكن كما يعلم الجميع أن هناك فكرا متشددا وفكرا تكفيريا، ولا يمكن أن نسمح للارهاب بأن يستخدم داخل الكويت، ولذلك تم عمل التدابير اللازمة احترازيا ووقائيا لمنع استفحال هذا الفكر التكفيري المتشدد، ومنعه من أن يصل إلى مرحلة الإرهاب داخل الدولة.وشدد على أهمية البحث في أسباب استهداف الدول العربية، وأسباب استخدام أراضي بعض الدول لمرور العناصر الإرهابية، لافتا إلى أهمية التكاشف والتصارح حتى نستطيع تجفيف منابع الإرهاب بالطريقة المثلى.وقال الصانع إن على الدول العربية وضع مبادرات لقضايا الارهاب وتقدمها، وخاصة أنها من الممكن أن تلقى قبول المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الدول العربية لديها الخبرات الناضجة سياسيا وفكريا وقادرة على وضع آلية عمل واضحة لمواجهة الإرهاب.وأوضح أن جميع دول العالم تعاني الإرهاب وتتفق على مواجهته، هذا الإرهاب الذي واجهناه في فرنسا وسورية والعراق وغيرها من دول.وألمح إلى أنه قد يكون هناك فكر متشدد يذهب إلى خارج الكويت، لكن حاليا وبتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد، تمارس جميع قطاعات الدولة دورها في محاربة هذا الفكر المتشدد، مبينا أن وزارة الأوقاف وضعت مبادرات تتعلق بكيفية مواجهة الفكر المتشدد، وذلك من خلال فكر آخر معتدل حتى تسود الوسطية والاعتدال في المجتمع ويغير أصحاب الفكر الإرهابي من أفكارهم.محاربة الإرهاب من جهته، أشاد وزير العدل الجزائري بقوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي أثمرت عن اتفاقيات تعاون في كثير من المجالات، موضحا أهمية التعاون القانوني والقضائي.وأضاف أن هناك تجاذبات دولية تتعلق بقضايا أساسية تمس مصير أمن واستقرار الدول العربية بشكل عام، والبلدين بشكل خاص، ولذلك يجب توحيد المواقف والآراء، وخاصة أننا على أبواب مؤتمر الأمم المتحدة حول الجريمة والعدالة الجنائية، وهناك قضايا مطروحة في هذا المؤتمر تهمّ العالم العربي.وأشار الوزير الى أن اجتماعه مع الصانع تناول قضية محاربة الإرهاب وكيفية تبادل المعلومات وتجفيف منابع الإرهاب الذي يعد من معوقات التنمية في كثير الدول العربية.ودعا الدول العربية الى إيجاد آلية لمواجهة الإرهاب، وألا تغيب عما يسن من قواعد عالمية، وأن يكون لها دور في سن التشريعات الدولية.وأكد أن الإرهاب دولي لا دين له ولا وطن له، مشيرا الى اجتماع وزراء العدل والداخلية العرب المرتقب، متمنيا تكثيف الجهود العربية المشتركة في مواجهة الإرهاب، مطالبا بتغيير التشريعات بما يتوافق مع ما يصدره مجلس الأمن.ولفت الوزير الجزائري الى أن التشريع وحده لا يكفي لحل مشكلة الإرهاب وجرائمه، مشددا على ضرورة إيجاد آلية ثابتة لتجفيف تمويل ومنابع الإرهاب ومحاربة المخدرات التي تعد أحد مصادر تمويله، ودراسة الأسباب التي تدفع الشباب إلى الانتماء للجماعات الإرهابية.تفعيل الاتفاقيات الثنائية والدوليةقال الوزير الصانع، إن "الحكومة تعمل بكل جهد على تجفيف منابع الإرهاب في الكويت".وحول تبادل الخبرات القانونية والقضائية مع الدول ذكر: "نراقب جميع الأمور المتعلقة بالإرهاب، سواء التي تكون من الخارج أو التي تنتقل من الكويت إلى الخارج من خلال عدد قليل من الأفراد، ونحن حريصون جداً على محاربتهم".وفي ما يختص بتوقيع المذكرة مع الجزائر أشار الصانع إلى أن التوقيع والمصادقة على الاتفاقيات يجب أن يصاحبه التفعيل لبنودها من قبل الطرفين، وهذا ما تؤكده هذه المذكرة التي سيتم التوقيع عليها، حيث جاءت لتكون إحدى أدوات تفعيل الاتفاقيات الثنائية بين الجانبين، وكذلك الاتفاقيات الدولية التي ترتبط بها الدولتان.