«عاصفة الحزم» وشروق «إعادة الأمل»

نشر في 09-05-2015
آخر تحديث 09-05-2015 | 00:01
 مشاري ملفي المطرقّة كما بدأت "عاصفة الحزم" من غير سابق إنذار، انتهت كذلك أيضاً، لكن الحسابات والتوقعات والتكهنات تختلف عن بدئها وانتهائها مع بداية شروق "إعادة الأمل"، فلم يعلن عن العاصفة ولم يبلغ عنها إلا قبل أيام قليلة، وهذا يدل على قدرة السعودية على أساليب التمويه لإخفاء استعداداتها لـ"عاصفة الحزم"، مما مهد الطريق لنجاح الضربة الجوية مع ظهور ملامح خيبة الأمل على الوجه الإيراني، ومحاسبة القيادة الإيرانية لنفسها بسبب عجزها عن اكتشاف الاستعدادات والتحضيرات للضربة العسكرية السعودية.

 فالعاصفة انتقت أهداف القصف بعناية كبيرة؛ مما يدل على الرقابة الشاملة على اليمن، وتجمعات الحوثيين، وأماكن مستودعات الأسلحة، وتدمير جميع الطائرات والدفاعات الجوية الحوثية وصواريخها، فتم إخراجها من المعركة من خلال الضربات الأولى، وترتب عليها كسر شوكة الحوثيين وحلفائهم في الداخل والخارج، والسيطرة على الأجواء اليمنية، وضبط تحركات الموانئ والمرافئ اليمنية.

كما أنها أضعفت تهديد الحوثيين للأراضي السعودية ودول الخليج، للدخول في مرحلة جديدة (إعادة الأمل)، ومن ثم دعم العملية السياسية في اليمن، وفق قرارات مجلس الأمن، التي ذكرت أن الحوثيين أدركوا أن عدن خرجت من أيديهم، ولم تعد تخضع لسيطرتهم.

 يبدو أن هناك طبخة طبخت مرتبطة بقبول الحوثي بكل قرارات مجلس الأمن، ولكنّ هناك تساؤلين يطرحان نفسيهما: هل يمكن اعتبار عملية "إعادة الأمل" تكملة للفصول المتبقية لـ"عاصفة الحزم" بنمط مختلف؟ وكيف يمكن لليمنيين الاستفادة من بدء "عملية الأمل" لتعيد استقرار اليمن وبناءه؟

نستنتج أن "إعادة الأمل" ما هي إلا مزيج من العمل السياسي الدبلوماسي والعمل العسكري بشأن إعادة تسليح أو إنشاء قوات مسلحة يمينة، فنتمنى كما بدأت العاصفة وانتهت مع إشراق شمس "إعادة الأمل" أن يتلاشى ضباب التوترات في المنطقة، مع إعادة استقرارها برؤية مستقبلية واضحة، وأن يديم الأمن والأمان والاستقرار على بلاد الحرمين الشريفين ودول الخليج والمنطقة العربية والعالم الإسلامي الذي يعنيه استقرار اليمن ووحدته.  

back to top