دولة «تنظيم الدولة» (4)

نشر في 15-04-2015
آخر تحديث 15-04-2015 | 00:01
من أبرز ما دافع به تنظيم الدولة عن نفسه ضد غيره من التنظيمات، انتقاد ادعاءات تنظيم "القاعدة" و«جبهة النصرة» على تنظيم الدولة، ورفض نعت أتباعه بالخوارج، ورفض حل دمائهم، والتأكيد على شريعة إرهاب العدو وانتهاج العنف في ذلك.
 محمد مختار قنديل «تنظيم الدولة» ونظراؤه

تحدثنا في الحلقة السابقة عن الجهاد السيبراني تعريفا وفاعلين، ثم تحدثنا عن "تنظيم الدولة" على "تويتر" واستخدامه للتواصل الاجتماعي في جهاده، ودور مواقع التواصل في تحقيق أهدافه، كما فرقنا بين الإرهاب السيبراني والجهاد السيبراني، وأشرنا إلى أن نشاط التنظيم على "تويتر" يدرج تحت مفهوم الجهاد السيبراني، واليوم نحن بصدد الحديث عن نظرة الجماعات الجهادية المختلفة للتنظيم وحججها في ذلك.

قد تكون عزيزي القارئ تابعت مهمة الحديث عن تنظيم الدولة من المؤسسات الإسلامية المعتدلة، أو المؤسسات الحكومية وتصريحات قوات التحالف الدولي أو غيرها في ما يتعلق بالتنظيم ونظرتهم إليه، ولكن ما أعتقد أنك لم تتابعه هو الدخول إلى المواقع الجهادية وقراءة التدوينات حول نظرة مختلف الجماعات الأخرى للتنظيم، وهذا ما سنحاول أن نقوم به في هذه الحلقة متناولين أكثر من تدوينة، وبيان لممثلي جماعات جهادية أخرى لنتوصل إلى مجموعة من الخطوط العريضة حول نظرة تلك الجماعات إلى التنظيم.

فيما يتعلق بموقف «القاعدة" وفروعه من "داعش»

تنظيم الدولة في سورية:

في بيان صادر عن السلفي الجهادي أبو محمد المقدسي بعنوان "بيان حال جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام والموقف الواجب تجاهها" لخص المقدسي أفعال تنظيم الدولة في سورية في النقاط التالية:

- سفك الدماء المحرمة.

- رفض الانصياع لقادة المجاهدين ومشايخهم ومبادراتهم ونصائحهم.

- اعتراف بعضهم علنا أن في صفوفهم خوارج.

- انتشار الغلو وتفشيه لديهم.

- حديثهم باسم الإسلام والمجاهدين قد أساء إلى الإسلام والجهاد.

- تطاول أتباع تنظيم "داعش" على علماء الجهاديين وقياداتهم خصوصا أيمن الظواهري.

وعليه دعا المقدسي أتباع  تنظيم الدولة في بلاد العراق والشام إلى تركه، كما دعا المواقع الجهادية الإسلامية إلى عدم نشر إصدارات وكتابات التنظيم.

"موقف الشيخ المحدث: عبدالله السعد من جماعة الدولة وأحداث الشام":

 وفي بيان آخر حاول "عبدالله السعد" تناول الموقف الشرعي من تنظيم الدولة، وقد رأى مخالفة التنظيم للشرع في النقاط التالية:

- عدم قبولها بالتحاكم إلى محكمة شرعية مستقلة لفض النزاعات والخلافات التي حصلت بين فصائل المجاهدين مما أدى إلى حدوث القتال بينهم.

- وقوعهم في التكفير بغير حق، وحكمهم بالردة على من لا يستحق ذلك وإنما بالشبهة، فأدى بهم هذا إلى استباحة دماء بعض من حكموا عليهم بذلك.

- بعدهم عن العلم.

ومن ثم دعا المنتمين إلى التنظيم  إلى الخروج منه والتوبة والعودة إلى الله، كذلك دعا قيادات المجاهدين في سورية للتوحد والبعد عن الانشقاقات المسببة للفتن.

"لا والله.. ما هذا منهاج النبوة ولا هو وعد الله"

 وفي بيان آخر للسلفي الجهادي طارق عبدالحليم، حاول الكاتب تقييم مواقف تنظيم الدولة وفقا لمنهاج النبوة، فبدأ بالحديث عن الرحمة في التنظيم، مستنكرا وجودها في إطار حز رؤوس المجاهدين، ومن ناحية الحكمة استنكر وجودها في إطار شق صف المجاهدين وتفرقتهم، أما عن القسط فقد استنكر قبول من خرجوا على أيمن الظواهري بعد بيعتهم له، ومن ناحية العدل فقد استنكر "خطف" ثمار جهاد وجهد جبهة النصرة والجماعات الأخرى، ونسبها إلى التنظيم، وعن المروءة فقد استنكر حصار تنظيم الدولة لمدن وقرى لا يعيش فيها سوى مسلمين، ومن ناحية الصدق فقد استنكر تكذيبهم لزعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وختم قوله بالحديث عن الخلق الحسن، منتقدا انتشار السباب والشتم من تابعي التنظيم.

"إعلان الخلافة في الميزان الشرعي للشيخ أبو المنذر الشنقيطي"

وفي بيان آخر حاول الشنقيطي تناول نقطة إعلان الخلافة من أبي بكر البغدادي، وتنصيبه خليفة للمسلمين ورؤيته لـ"عدم شرعية" خلافة تنظيم الدولة للأسباب التالية:

- إعلان الخلافة للشيخ أبي بكر البغدادي مع أنه مسبوق ببيعة الملا عمر، وكذلك مبايعة البغدادي لأيمن الظواهري من قبل، ومن ثم لا جواز في تنصيبه خليفة ومبايعته.

- إعلان الخلافة من البغدادي جاء في وقت نزاع بين المجاهدين، والأصل في إقامة الخلافة إجماع الكلمة وحسم الخلاف، لكن خلافة البغدادي جاءت لإقصاء جماعة بعينها.

- تجاهل تنظيم الدولة وجود إمارة شرعية في بلاد المسلمين متمثلة بطالبان، ولم يقم التنظيم باستشارتها والتنسيق معها.

- دعوة تنظيم الدولة الإسلامية لمجاهدين بحل بيعات سابقة وتقديم البيعة له، مما سبب فتنة بين المسلمين المجاهدين.

نقاط عامة

وبصورة عامة فقد دارت البيانات والإصدارات المتعلقة بالجماعات الجهادية المتطرفة ورأيها في تنظيم الدولة حول النقاط التالية:

1- عدم شرعية خلافة تنظيم الدولة الإسلامية، وتلك التي سبق أن تحدثنا عنها من قبل في الحلقة الأولى من السلسلة.

2- بث تنظيم الدولة الفرقة بين المجاهدين.

3- إساءة تنظيم الدولة للجهاد والمجاهدين والإسلام.

4- غلو تنظيم الدولة في التكفير.

5- سفكهم للدماء المحرمة.

6- افتقارهم للعلم والفقه.

7- التأكيد على ضرورة الخروج من تنظيم الدولة.

موقف "داعش" من الجماعات الأخرى:

عملت غالبية البيانات الداعشية على الدفاع عن تنظيم الدولة والاتهامات الموجهة إليه، وكانت أبرز النقاط في بيانات وإصدارات تم الاطلاع عليها كالتالي:

1- انتقاد ادعاءات تنظيم "القاعدة" و"جبهة النصرة" على تنظيم الدولة.

2- رفض نعت تنظيم الدولة بالخوارج.

3- رفض حل دماء أتباع تنظيم الدولة.

4- التأكيد على شريعة إرهاب العدو وانتهاج العنف في ذلك.

5- الرد على بعض النقاط كالحرق وشرعية المتغلب، وغيرها من المسائل التي أنكرها شيوخ السلفية الجهادية من الجماعات الأخرى على "داعش".

وللحديث بقية.

* كاتب وباحث سياسي مصري

back to top