"أوبك" تعقد اجتماعاً وزارياً الجمعة.. وتفاؤل خليجي بتوازن السوق

نشر في 03-06-2015 | 10:58
آخر تحديث 03-06-2015 | 10:58
No Image Caption
تعقد منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" اجتماعها الوزاري نصف السنوي في فيينا يوم الجمعة المقبل لمتابعة تطورات الأسعار والانتاج للفترة المتبقية من العام وسط آمال بتحسن الطلب العالمي على الخام في النصف الثاني من العام الحالي.

ويشير المتعاملون في سوق النفط العالمية إلى بروز توجهات لدى دول "أوبك" للحفاظ على مستويات انتاجها الحالية خشية فقدان حصتها في السوق العالمية إذا لجأت إلى خيار خفض الانتاج لوجود منتجين آخرين من خارج المنظمة قادرين على رفع طاقتهم الانتاجية على حساب المنظمة.

وكانت دول "أوبك" زادت انتاجها بواقع 200 ألف إلى 400 ألف برميل يومياً فوق سقف الانتاج البالغ 30 مليون برميل يومياً.

وأكدت سكرتارية المنظمة في تقريرها الشهري الأخير أن أسعار النفط بدأت تتعافى تدريجياً ووصلت إلى 57.30 دولار للبرميل متوقعة استمرار هذا الارتفاع النسبي إلى نهاية العام الحالي.

ويؤكد المتعاملون في السوق أن معدل نمو الاقتصاد العالمي ووفرة المعروض من الخام والتطورات الجيوسياسية وبخاصة ما يتعلق بتطورات الملف النووي الإيراني تؤثر بشكل مباشر على أسعار النفط.

ويقر المتعاملون كذلك بوجود فائض في الانتاج في السوق إلا أن "أوبك" تعزو هذا الفائض إلى انتاج النفط الصخري وانخفاض الطلب العالمي وليس زيادة انتاج دولها الأعضاء.

وقد تسبب انخفاض أسعار الخام خلال الأشهر الماضية في حدوث أضرار مالية كبيرة بالدول الأعضاء حيث تراجعت ايراداتها من مبيعات النفط بما يزيد عن نسبة 20 بالمئة مقارنة بايرادات العام الماضي.

وتأمل دول "أوبك" بتدخل المنتجين من خارج المنظمة لمساعدة المنظمة في جهودها الرامية لتحقيق الاستقرار في الأسعار عبر سحب الفائض من الأسواق.

اتفاق موحد

أعرب وزير النفط الكويتي الدكتور علي العمير عن اعتقاده القوي بأن دول الخليج الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) تدعم مسألة الابقاء على سقف الانتاج دون تعديل.

جاء ذلك في تصريح للوزير العمير خص به وكالة الأنباء الكويتية (كونا) لدى وصوله إلى العاصمة النمساوية فيينا الليلة للمشاركة في فعاليات الندوة الدولية للطاقة وأعمال المؤتمر الوزاري العادي الـ 167 لمنظمة (أوبك) الذي ستنطلق أعماله يوم الجمعة المقبل في مقر المنظمة.

وكان في استقبال الوزير العمير والوفد المرافق له في مطار فيينا الدولي السكرتير العام لمنظمة (اوبك) الدكتور عبدالله البدري وسفير دولة الكويت لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا محمد صادق معرفي ورئيس المكتب التنفيذي في المنظمة عبدالله الشامري وعدد من الدبلوماسيين الكويتيين.

ورداً على سؤال حول موقف دولة الكويت خلال الاجتماع حول مسألة الابقاء على سقف الانتاج دون تعديل، قال العمير أن وزراء نفط دول مجلس التعاون الخليجي الأعضاء في (أوبك) سيعقدون الليلة اجتماعاً تشاورياً لتنسيق المواقف خلال الاجتماع الوزاري لأوبك والبحث في الخيارات الأفضل المتاحة أمام المنظمة لاتخاذ القرار المناسب.

وأضاف أن المشهد العالمي يتطلب منا اليوم عدم اتخاذ أي قرار من شأنه التأثير سلباً على السوق وأن الخيارات المتاحة أمام (أوبك) هي إما الابقاء على سقف الانتاج أو زيادة الانتاج.

وأكد العمير على أهمية الاجتماع الوزاري، معرباً عن أمله في أن يخرج وزراء نفط المنظمة خلال هذا الاجتماع باتفاق موحد يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

وذكر أن العالم ينتظر اليوم قرار وزراء نفط (أوبك) بشأن مستويات الانتاج للنصف الثاني من العام الجاري، مشيراً إلى أن المنظمة معنية باتخاذ القرار المناسب الذي يحقق مصالحها أولاً ويضمن الامدادات النفطية في العالم مقابل الطلب العالمي على الخام الذي شهد أخيراً نمواً بسيطاً.

ورداً على سؤال حول ما تشهده أسعار النفط من ارتفاع تدريجي خلال الفترة الأخيرة، قال العمير بأن ذلك يعود إلى سببين رئيسيين الأول خروج بعض النفوط ذات التكلفة العالية خاصة في الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الأخرى، أما السبب الثاني فيتمثل في تحسن النمو العالمي في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية حيث خفف هذا النمو من انعكاسات التباطؤ في النمو المسجل في دول شرق آسيا كالهند والصين.

وتوقع أن تشهد أسعار النفط تحسناً أكثر في نهاية العام الجاري نتيجة للمنحنى الذي يشير إلى تزايد معدلات النمو العالمي والطلب على الخام ومقابل ما نشهده أيضاً من خروج كثير من شركات النفطية العالمية وتوقف الانتاج بالنسبة للنفط ذي التكلفة العالية.

وبعد أن أشار الوزير العمير إلى أن السوق النفطية متوازنة حالياً ولا تشكو من نقص أو زيادة في الإمدادات، قال أن دولة الكويت مرتاحة للوضع العام في السوق النفطية العالمية وتوازن العوامل الأساسية في السوق من العرض والطلب وتدعم التوجه القائم إلى ابقاء سقف الانتاج دون تعديل خلال الاجتماع.

وأشار إلى أن وزراء نفط (أوبك) سيتدارسون يوم الجمعة المقبل الوضع العام في السوق النفطية العالمية ويتخذون القرار المناسب بهذا الشأن الذي لن يكون إلا لمصلحة دول (أوبك) ودول العالم من حيث المحافظة على حالة التوازن القائم بين امدادات الطاقة وبين استقرار الأسعار بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

وتوقع أن يكون هذا الاجتماع حيوياً ومثمراً يعزز التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة (أوبك) بما ينعكس ايجاباً على مستويات الأسعار.

وحول الندوة الدولية للطاقة التي ستبدأ أعمالها الأربعاء وتستمر يومين ومشاركة الكويت فيها، أكد الوزير العمير على أهمية هذه الندوة والمواضيع المطروحة على جدول أعمالها.

وأوضح أنها ستركز على جملة من المسائل المتعلقة بمستقبل الطاقة في العالم واستقرار السوق والاستثمارات النفطية ومسألة القدرات الفنية تسويقاً ومعادلة الطلب العالمي على الخام، مشيراً إلى أن دولة الكويت ستكون لها مداخلة بهذا الخصوص خلال أعمال الندوة الدولية للطاقة.

ويبحث الاجتماع الوزاري الذي يستمر يوماً واحداً ورقة أعدتها سكرتارية المنظمة حول توقعات العرض والطلب على النفط خلال النصف الثاني من العام الجاري ومدى التزام الدول الأعضاء بنظام الحصص الانتاجية المتفق عليها والآفاق المستقبلية للسوق النفطية العالمية.

وواجهت (أوبك) العديد من التوترات التي ساهمت في خلق مخاوف لدى المستهلكين من مسألة انقطاع الامدادات النفطية وأثرت بشكل كبير على الأسعار إلا أن إعلان دول المنظمة على الدوام استعدادها لضخ امدادات كافية طالما دعت الحاجة لذلك ساهم في استقرار السوق.

توازن

قال وزير النفط القطري محمد السادة اليوم الأربعاء إنه يتوقع أن تكون سوق النفط أكثر توازناً في النصف الثاني من العام.

وأضاف الوزير متحدثاً في فيينا "بالنظر إلى سوق النفط اليوم نجد أن هناك عدداً من الأسباب التي تبعث على التفاؤل بشأن الوضع العام مستقبلاً، "التعافي الاقتصادي العالمي يظهر مؤشرات مشجعة والطلب على النفط يتحسن".

back to top