كيري يدعو طهران إلى خيارات حاسمة
إيران تبرر إعدام ريحانة... وتزوير صورة معتدي «الأسيد» يثير الشبهات
اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن الأسابيع المقبلة ستظهر ما إذا كانت إيران قادرة على اتخاذ "قرارات حاسمة" لابد منها، للتوصل إلى اتفاق نهائي حول برنامجها النووي. ومع اقتراب موعد 24 نوفمبر، موعد انتهاء مهلة التوصل إلى اتفاق مقابل رفع العقوبات عن طهران، أكد كيري أن القوى الكبرى ستكون "حذرة جداً"، موضحا ان "كل الأمور ستستند إلى نصائح الخبراء". واشترطت طهران أمس رفع كل العقوبات عليها مقابل التوصل إلى اتفاق. ويتعرض الرئيس الإيرني حسن روحاني لضغوط من المتشددين لعدم تقديم تنازلات حقيقية.
ريحانةإلى ذلك، رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية افخم تصريحات بعض المسؤولين الغربيين بشأن تنفيذ حكم الإعدام بحق ريحانة جباري، واصفة ذلك بأنه تدخل في الشأن الداخلي. وقالت افخم إن "التدخل في ملف تابع للقضاء، الذي طوي مساره وفقاً لقوانين الجزاء بشکل کامل، وتم ادراج حق اعادة النظر في الملف، لا يمكن قبوله وهو أمر مرفوض"، مشيرة إلى أن "الملف قد طوي کل مراحل القضاء وفقاً لقوانين نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية والالتزامات التشريعية المفروضة على النظام القضائي".وانضمت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي إلى حملة إدانة عالمية بسبب إعدام جباري (26 عاماً)، التي اتهمت بقتل موظف في الاستخبارات الإيرانية قام باستدراجها وحاول اغتصابها.وقال مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بيان أمس: "نشعر بالصدمة والحزن من جراء الإعدام". وأضاف: "أثيرت مخاوف جدية بشأن الإجراءات القانونية الواجبة في ما يتعلق بقضية جباري خصوصا الادعاء بأن إدانتها استندت إلى اعترافات انتزعت بالإكراه"، وقال الاتحاد الأوروبي إنه "صدم" من جراء الإعدام، وأعرب عن "معارضته القوية لعقوبة الإعدام التي تعد قاسية وغير إنسانية، وكذلك لا يمكن الرجوع فيها".وأعربت المفوضية والاتحاد الأوروبي عن قلقهما إزاء تصاعد وتيرة الإعدام في إيران. وأعدمت إيران 852 شخصاً على الأقل في 12 شهراً حتى يونيو، بما في ذلك صحافيون ونشطاء سياسيون، بحسب ما ذكره الخبير الحقوقي بالأمم المتحدة أحمد شهيد الاثنين الماضي. وكشف فريبرز جباري عم ريحانة تفاصيل جديدة عن قضيتها، ووصف جباري إعدام ابنة شقيقه بأنه "اغتيال حكومي"، وقال خلال مؤتمر صحافي في برلين إن "ريحانة تعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي مرات عديدة خلال سجنها من قبل ضباط الأمن، وأرغمت على الإدلاء باعترافات قسرية". وأضاف أن "مسؤولي السجن طلبوا من ريحانة قبيل تنفيذ الإعدام بها أن تقول أمام الكاميرا إن المقتول لم يقصد الاعتداء الجنسي عليها، لكنها رفضت ذلك حتى اللحظة الأخيرة".تزويرونشر الإعلام الرسمي الإيراني، ومن ضمنه وكالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية أمس الأول صورة لشخص ذكرت أنه هو الذي رش الحمض الحارق (الأسيد) على وجوه الفتيات في مدينة أصفهان، وزعمت أنه قادم من الخارج ويرتدي ربطة عنق التي هي رمز الأجنبي في إيران. وادعت وكالة "مهر" أن الصورة تم رسمها باستخدام تقنية رسم وجوه المطلوبين للعدالة، إلا أنه تبين بالتدقيق أن الصورة المنشورة في واقع الأمر للدكتور علي جلالي، عضو الإدارة المركزية لمنظمة توحيد مقاييس المنتجات "استاندارد"، حسب الصورة المنشورة من قبل موقع "جام جم" التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.وحاول رئيس شرطة إيران، العميد إسماعيل أحمدي، في مقابلة له، تفادي الأمر، مشدداً على أن هذه الصورة غير دقيقة مئة في المئة، إلا أنه تم تركيبها بعد أخذ أقوال ضحايا الهجوم بالحمض الحارق.ومنذ نشر الصورة المركبة أثير الكثير من الشكوك حولها، وفي مقدمتها كيف يمكن لشخص يعيش في إيران أن يرتدي ربطة عنق وهي غير مسموح بها، كما أن الصورة لم تكن تشبه تلك التي يتم تركيبها بواسطة البرمجيات الخاصة في هذا المجال، بل عبارة عن صورة حقيقية تم التلاعب بجودتها لتشبه الصور التي ترسمها البرمجيات لدى الشرطة.ويتهم ناشطون إيرانيون عناصر في قوات الباسيج (التعبئة) التابعة للحرس الثوري بالوقوف وراء الهجوم بالحمض الحارق ضد الشابات اللواتي لم يلتزمن بـ"الحجاب الكامل".(واشنطن، طهران ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)