كييف تتهم موسكو بحشد قوات في القرم

نشر في 18-09-2014 | 17:30
آخر تحديث 18-09-2014 | 17:30
No Image Caption
اتهمت اوكرانيا الخميس روسيا بحشد حوالى اربعة الاف جندي على طول "حدودها الادارية" مع شبه جزيرة القرم وذلك قبل ساعات من لقاء مرتقب في واشنطن بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الاوكراني بترو بوروشنكو.

وعرض القوة هذا في شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها روسيا في اذار/مارس ياتي بعد تصريحات ايجابية من موسكو التي قدمت دعمها لاول عروض سياسية ملموسة طرحها الرئيس الاوكراني في محاولة لتسوية النزاع في المناطق الانفصالية شرق اوكرانيا.

لكن كما حصل في معظم الاحيان منذ بدء الازمة التي اوقعت حوالى 2900 قتيل وادت الى تدهور غير مسبوق في العلاقات بين الغرب وروسيا منذ الحرب الباردة، يصدر الكرملين مواقف متفاوتة.

وفي الوقت نفسه، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تخضع بلاده لعقوبات اقتصادية اميركية واوروبية، ان العقوبات تنتهك مبادىء منظمة التجارة العالمية.

وقال المتحدث باسم الجيش الاوكراني اندري ليسنكو "تفيد معلوماتنا ان جميع الوحدات العسكرية الروسية تقريبا في القسم الشمالي من القرم المحتلة، اي حوالى اربعة الاف جندي، تم حشدها على الحدود الادارية مع اوكرانيا، بكامل معداتها وذخائرها".

وتابع ان "هذه الوحدات وزعت على شكل مجموعات تكتيكية صغيرة" على طول الحدود الادارية الممتدة لمسافة مئة كلم.

وصدرت هذه التصريحات بعد يومين على اعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اعادة نشر القوات العسكرية الروسية في القرم مبررا ذلك "الى حد كبير بتوسيع المنطقة العسكرية (جنوب روسيا) بعد ضم القرم".

واشار الوزير ايضا الى تفاقم الازمة في اوكرانيا وزيادة القوات الاجنبية قرب الحدود الروسية، في اشارة الى المناورات العسكرية الجارية منذ الاثنين في غرب اوكرانيا بمشاركة 15 بلدا بينها الولايات المتحدة.

واعربت وزارة الخارجية الاوكرانية عن "قلقها" الكبير اثر هذا التصريح متهمة روسيا بالسعي "لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة برمتها".

وبحسب الحلف الاطلسي، ما زال الف جندي روسي ينتشرون في شرق اوكرانيا في حين يحتشد عشرون الفا اخرون على طول الحدود الروسية الاوكرانية.

وعلى الصعيد الدبلوماسي يلتقي الرئيس الاوكراني الخميس اوباما خلال اول زيارة يقوم بها الى واشنطن بصفته رئيس دولة.

وبعد خمسة اشهر على وصوله الى الرئاسة بعد الفراغ الذي خلفه رحيل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي اطاحت به حركة احتجاج كبرى قام بها المؤيدون للتقارب مع اوروبا، كثف بوروشنكو البادرات الرمزية والسياسية لتقريب كييف من الغرب.

وبعد مصادقة البرلمان الاوكراني الثلاثاء على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، غادر الى كندا حيث تلقى دعما من رئيس الوزراء ستيفن هاربر وخصوصا لمساعدة اوكرانيا على بناء علاقات متينة مع حلف الاطلسي.

وفي واشنطن، حيث سيتحدث بوروشنكو امام الكونغرس، يسعى الرئيس الاوكراني الى الحصول من الرئيس الاميركي على وضع حليف "خاص" غير عضو في الحلف الاطلسي، وهو ما لا تؤيده موسكو.

من جهتهم واصل الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك تجاهل عروض السلام الاولى.

وفي مطلع ايلول/سبتمبر ادى اجتماع في مينسك تحت اشراف منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى رسم الخطوط العريضة لتسوية النزاع.

وبروتوكل مينسك الذي اعلن بموجبه وقف اطلاق النار، ينص خصوصا على قيام كييف ببادرات تضمن حكما ذاتيا اوسع لمناطق الشرق وتنظيم انتخابات محلية واصدار عفو عن "المشاركين" في النزاع.

والقوانين التي اعتمدها البرلمان الثلاثاء تصب في هذا الاتجاه وقد اشاد بها كل من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا وموسكو. وحدهم الانفصاليون تجاهلوا حتى الان بادرة بوروشنكو في حين انهم صادقوا على بروتوكول مينسك.

ورد فعل الانفصاليين يطرح تساؤلات حول مدى سيطرة موسكو على قرار المتمردين رغم ان الكرملين نفى على الدوام ان يكون طرفا في النزاع.

ووقف اطلاق النار الذي اعلن في 5 ايلول/سبتمبر في مينسك ينتهك باستمرار. وافاد مراسلو وكالة فرانس برس ان صواريخ سقطت في محيط قرية زويفكا شرق دونيتسك لكن بدون ان تسفر عن اصابات.

كما تعتزم منظمة الامن والتعاون في اوروبا مضاعفة عدد مراقبيها المنتشرين في اوكرانيا بحلول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر ليصل الى 500 مراقب، على ما اعلن رئيس مراقبي المنظمة في اوكرانيا ارتوغرول اباكان الخميس.

وتندرج هذه التدابير في سياق بروتوكول مينسك.

من جانب اخر، اعتبر الرئيس الروسي ان العقوبات الاوروبية والاميركية المفروضة على روسيا على خلفية النزاع في اوكرانيا تخالف مبادئ منظمة التجارة العالمية.

وقال بوتين خلال اجتماع للحكومة ان "القيود التي اقرت بحق روسيا ليست سوى انتهاك للمبادئ الاساسية لمنظمة التجارة العالمية من قبل بعض شركائنا". وقال "كل ذلك حصل بشكل مسيس بدون اي احترام لمعايير منظمة التجارة العالمية".

back to top