مؤلف مسلسل {الشحرورة} السيناريست فداء الشندويلي: صباح كانت تخاف الموت

نشر في 30-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 30-11-2014 | 00:01
لأنه اتخذ على عاتقه كتابة سيرة صباح، غاص السيناريست فداء الشندويلي في تاريخ فنانة كانت من أبرز صانعي أمجاد الفن في العالم العربي، وحضر إلى بيروت وأجرى لقاءات معها واطلع على تفاصيل حياتها بلسانها... هكذا ولد مسلسل {الشحرورة} الذي جسدت فيه كارول سماحة شخصية صباح، وعرض على شاشة رمضان قبل نحو سنتين.  

في حواره مع {الجريدة} يتحدَّث فداء عن لقاءاته مع الشحرورة والجوانب التي حرص على مراعاتها في المسلسل.

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

حدثنا عن علاقتك بالشحرورة صباح.

كنت من جمهورها بالطبع، لكن علاقتي الشخصية بها بدأت مع التحضير لمسلسل {الشحرورة} (2012) من إنتاج صادق الصباح، وخلال الكتابة والتحضير سافرت إلى لبنان ثماني مرات لمعاينة أماكن التصوير وعقد جلسات عمل مع صباح، فاجتمعت بها ثلاث مرات وكانت لقاءات مطولة للغاية، وجميعها مسجلة بالصوت والصورة، وتحدثنا فيها بأمور عدة، فضلاً عن لقاءات جمعتني مع مقربين منها فاستمعت إليهم وناقشتهم في قضايا كثيرة.

هل سردت تفاصيل حياتها خلال اللقاءات؟

لم تكن حالة صباح الصحية في تلك الفترة جيدة، فحرصت على عدم  إرهاقها بأسئلة يمكن الاطلاع على أجوبتها في مراجع عدة، وكلها تناولت مسيرتها الفنية.

ما كان هدفك إذاً من هذه اللقاءات؟

التعرف إلى فلسفتها في الحياة وتجاربها الشخصية والجانب الإنساني لديها الذي لا يمكن إيجاده في الكتب فحسب، خصوصاً أن المسلسل تناول مسيرتها من البداية حتى آخر نشاطاتها الفنية.

كيف وجدت هذه اللقاءات؟

أدهشتني الصبوحة باليقظة الشديدة في الذاكرة التي تمتعت بها خلال اللقاءات، وتذكرها لتفاصيل دقيقة، رغم مرور فترة طويلة على الأحداث، لذا صدقت أقوالها، بالإضافة إلى أناقتها في اللقاءات ومحافظتها على إطلالتها، رغم عدم ظهورها في المسلسل.

هل شعرت بأنها محبة للحياة؟

كانت مقبلة على الحياة بشكل غير طبيعي وتخاف الموت، لذا لم تشعر بالندم على قرارات اتخذتها وكان لها تأثير سلبي عليها، مثل إسرافها المبالغ فيه بالأموال، وانشغالها بأعمالها عن ابنتها الوحيدة هويدا.

هل وضعت شروطاً خاصة على طريقة ظهور ابنتها في المسلسل؟

طلبت ألا يتم تناولها بشكل سلبي في المسلسل، لا سيما مع إدراكها الجدل الذي أحاط بابنتها، سواء خلال عملها في التمثيل أو فترة إدمانها.

ما كانت ردة فعلك إزاء ذلك؟

احترمت رغبتها، لأن ما يهمني في الكتابة هو الجانب الإنساني في العلاقة بين صباح الأم وبين ابنتها، وتوضيح الشرخ في هذه العلاقة الناتج من انشغالها بأعمالها الفنية باستمرار، على حساب مراعاة ابنتها والاهتمام بها.

ماذا عن علاقتها بوالدتها؟

أكدت أنها ظلمت عندما قتلت على يد ابنها لاعتقاده بأنها خائنة، فقد رأت في والدتها نموذجاً للأم التي عانت وتحملت المصاعب وظلمت عندما قتلت بسبب جريمة لم ترتكبها.

كيف تعاملت مع هذا الأمر؟

استجبت لها لأنني لم أجد من يكذب روايتها ويؤكد أن والدتها كانت خائنة بالفعل، فأنا لست محققاً إنما أكتب دراما، ووجدت أن هذه الطريقة مبررة درامياً مع استحالة تجاهلها، فنادراً ما تجد أماً قتلت على يد ابنها وتكون ابنتها فنانة معروفة، فضلاً عن تأثير ذلك على صباح في حياتها.

كيف حددت علاقتها بعائلتها؟

كانت الشحرورة تحب عائلتها بشدة خصوصاً أخوتها وأولادهم وكانت على تواصل مستمر معهم وبادلوها هم الشعور نفسه.

ما ردّك على الانتقادات التي وجهها أفراد من عائلتها للمسلسل؟

عندما اجتمعت مع صباح، للمرة الأولى، خلال التحضير للمسلسل، شرحت لها أن ليس كل ما تقوله سأستعين به، فأنا أكتب عملاً درامياً عن حياتها وأحتاج إلى عناصر تشويق في حدود تدخلي كمؤلف بالأحداث، ولا أقدم عملاً تسجيلياً، وقد تفهمت ذلك وكانت أكثر إدراكاً من المحيطين بها، كونها فنانة بالأساس، ورحبت بالفكرة وأعجبتها طريقة السرد.

وعلى الانتقادات بالإساءة إلى أزواجها؟

تفاصيل العلاقة بينها وبين أزواجها كانت هي مصدري الوحيد فيها، لأن أزواجها رحلوا عن الحياة، وليس ثمة مصدر آخر يمكن أن يعلم ماذا دار بين صباح وزوجها في المنزل، وبالتالي اعتمدت في هذه الجزئية على شهادتها، وتمت الكتابة على مسؤوليتها تجنباً للمشكلات التي يمكن أن تحدث من ورثتهم.

ماذا عن علاقتها برشدي أباظة؟

تحدثت عن حبها الشديد لرشدي أباظة، وتمسكت بمقولتها الشهيرة بأن من لم تحب رشدي لم تحب رجلا، وسردت تفاصيل في علاقتهما، إلا أنني لا أبحث عن فضائح في حياتها، وثمة فارق بين رصد الفضائح في حياة الفنان وتقديم سيرته في شكل درامي.

back to top