المُحلّيات الاصطناعية... تسبّب السمنة؟

نشر في 09-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 09-10-2014 | 00:01
No Image Caption
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature أن المحليات الاصطناعية الخالية من السعرات الحرارية تعزز عدم تحمل الغلوكوز لدى الفئران والبشر.
يظهر عدم تحمل الغلوكوز من خلال معدلات سكر في الدم أعلى من المعتاد. ويُعتبر من التطورات التي تسبق داء السكري، ويشكل عامل خطر يزيد احتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

قاد علماء في معهد ويزمان للعلوم في إسرائيل بحثاً يعتمد مقاربة تدريجية. أولاً، أضاف الباحثون ثلاثة محليات اصطناعية (إما سوكرالوز أو أسبرتام أو سكارين) إلى ماء ثلاث مجموعات من الفئران، في حين أُعطيت ثلاث مجموعات ضبط أخرى من الفئران ماء عادياً أو ماء محلاً بالسكروز أو الغلوكوز. فتبين بعد 11 أسبوعاً أن الفئران التي تتناول المحليات الاصطناعية تعاني عدم تحمل الغلوكوز، مقارنة بمجموعات الضبط.

بما أن الجهاز الهضمي لا يفكك بعض المحليات الاصطناعية، افترض الفريق أن عدم تحمل الغلوكوز يعود إلى تبدلات في بكتيريا المعدة. ولاختبار هذه النظرية، سببوا عدم تحمل الغلوكوز لفئران نحيلة وسمينة، مستخدمين المحلي الاصطناعي السكارين، ومن ثم أعطوا المجموعتين مضادات حيوية لقتل بكتيريا الأمعاء. وبعد تناول المضادات الحيوية، عاد تفاعل مجموعتي الفئران مع الغلوكوز ومستوى السكر في دمهما إلى الطبيعي.

للتأكد بشكل حاسم من أن بكتيريا الأمعاء تلك تتحكم في عدم تحمل الغلوكوز، زرع الفريق بكتيريا أمعاء من الفئران التي تناولت السكارين في عدد من فئران مجموعات الضبط. فعانت الأخيرة من بعض المؤشرات التي أصابتها لعدم تحمل الغلوكوز بعد ستة أيام.

لمعرفة ما إذا كانت نتائج أبحاثهم على الفئران تنطبق أيضاً على البشر، أجرى الباحثون اختبارين. أولاً، فحصوا مجموعة من 381 شخصاً لا يعانون الداء السكري وسألوهم عن تناولهم المحليات الاصطناعية. فلاحظوا أن استهلاك هذه المحليات يرتبط بعوامل أيضية عدة، بما فيها زيادة الوزن، نسب أعلى في معدل الخصر إلى الورك، وارتفاع مستوى السكر في الدم. ثانياً، أطعم الباحثون سبعة أشخاص الكمية الأعلى من السكارين التي توافق إدارة الأغذية والأدوية على تناولها يومياً (ما يُعادل تقريباً 40 عبوة من المشروبات الغازية الدايت) طوال سبعة أيام وراقبوا ما يحدث. فطوّر أربعة من السبعة المشاركين ردود فعل أضعف تجاه الغلوكوز. أما الثلاثة المتبقون، فعانوا ردود فعل أسوأ، إلا أن الاختلافات لا تُعتبر مهمة إحصائياً.

يرى معدو الدراسة أن النتائج التي توصلوا إليها تستحقّ {إعادة تقييم} جدية لاستهلاك المحليات الاصطناعية الكبير. لكن باحثين آخرين ليسوا على القدر ذاته من الثقة.

يذكر نافيد ستار، بروفسور متخصص في الطب الأيضي في جامعة غلاسكو، أن اكتشافات الدراسة المتعلقة بالفئران مثيرة للاهتمام. لكنه يشكك في إمكان تطبيقها على البشر، قائلاً: {لا تبرهن النتائج أن المحليات الاصطناعية تشكل خطراً حقيقياً على صحة الإنسان. وإذا كان هنالك من خطر، فنحتاج إلى دراسات مضبوطة جيداً لاكتشافها}.

يوافق السير ستيفن أورايلي، بروفسور متخصص في الكيمياء الحيوية السريرية والطب في جامعة كامبريج، ستار رأيه. يوضح: {يتحدث الباحثون عن علاقة بين المشروبات التي تحتوي على محليات اصطناعية ومسببات الداء السكري في حالة 381 شخصاً. لكن دراسة أخيرة تشمل أكثر من ثلث مليون شخص لم تكشف أي رابط بين استهلاك المشروبات التي تحتوي على محليات اصطناعية والإصابة بالداء السكري. تشير الدراسة أيضاً إلى تأثيرات سلبية في مستويات الغلوكوز بعد سبعة أيام من تناول السكارين. غير أن هذه التجارب لم تُجرَ إلا على سبعة أشخاص، لذلك يجب اعتبارها أولية».

تذكر كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد: {لا تُعتبر الفوائد الصحية للمحليات الاصطناعية حاسمة}. فقد كشف بعض الدراسات أنها بديل صحي للسكّر، في حين لن تُظهر أخرى أي فوائد واضحة.

صحيح أن الدراسة الأخيرة تعكس اكتشافات مثيرة للاهتمام في حالة الفئران، إلا أن الجزء المرتبط بالإنسان يفتقر إلى مصداقية عالية. لذلك لا تسارعوا بعد إلى التخلي عن المشروبات الغازية الدايت. ولا تنسوا أن من الأفضل عموماً تفادي الاستهلاك الدائم والكبير للسكر والمحليات الاصطناعية على حد سواء.

back to top