رحيل الفنان أحمد الصالح في الولايات المتحدة بعد معاناة مع المرض

نشر في 12-04-2015 | 00:14
آخر تحديث 12-04-2015 | 00:14
رفقاء الدرب استذكروا مواقفه النبيلة ومشواره الحافل بالإنجازات
رحل الفنان أحمد الصالح في أحد المستشفيات بالولايات المتحدة، عقب معاناة مع المرض، وينتمي الصالح إلى جيل الرواد الذين حملوا عبء صناعة الدراما الكويتية في حقبة الستينيات من القرن الماضي، بدأ عبر المسرح المدرسي، ثم مع فرقة المسرح الشعبي، وقدّم عام 1961 أول عمل مسرحي له، وهي مسرحية «اد الكلب على القصاب»، ويعد واحداً من أبرز الرواد بفرقة المسرح الشعبي، حيث اشترك في أول عمل مسرحي قدمته بعد تأسيسها.

بدأ نشاطه الفني بالمسرح المدرسي، ثم المسرح الشعبي الذي قدَّم من خلاله أول أعماله المسرحية في عام 1962 بعنوان «مدير فاشل»، بالمشاركة مع زايد الرقم.

 كان نائباً لرئيس مجلس إدارة المسرح الشعبي في موسم 1967 – 1968، ثم رئيساً للمسرح الشعبي موسم عام 1971- 1972. ورئيساً لمجلس الإدارة في موسم عام 1982 – 1983.

 فقدت الكويت الفنان أحمد الصالح، الذي توفي عن عمر يناهز 77 عاما في أحد مستشفيات الولايات المتحدة، حيث كان يتلقى العلاج، تاركا إرثا فنيا ضخما في التلفزيون والإذاعة والمسرح والسينما، وبرحيله تفقد الكويت أحد فنانيها الكبار المؤسسين الذين قدموا للساحة المحلية أعمالا لا تبرح ذاكرة المتلقي.

«الجريدة» رصدت آراء رفقاء الدرب في الفنان الراحل، وكانت الحصيلة التالية:

سعاد عبدالله:

رحيل والد وقائد

«لا أستطيع أن أقول شيئاً في الوقت الحالي، سوى أن أعبّر عن حزني الشديد بعد رحيل أحد أهم أهرام الفن في الكويت والخليج»، بحزن بالغ وبتأثر واضح عبّرت الفنانة القديرة سعاد عبدالله عن شعورها وتأثرها بعد رحيل الصالح، مشيرة إلى مواقف الراحل الكثيرة في الوسط الفني بداية منذ انطلاقته وإلى آخر لحظة في حياته.

وتابعت: إنسان مفعم بالحيوية والنشاط، كان يعمل جاهدا من أجل خدمة الوسط الفني في الكويت، كانت له مواقف عديدة وذكريات لا يمكن أن تنسى من خلال المسرح والدراما الكويتية، إنسان مؤثر في مجاله وخلوق والجميع يتحدث بأخلاقه التي كانت سمة بارزة مع كل من تعامل معه في الوسط الفني، خسرناه جسدا، ولكنه سيكون حاضرا معنا أينما رحلنا، و»إنا لله وإنا إليه راجعون».

إبراهيم الصلال:

أسطورة خالدة

«رحيل أخ وزميل منذ وقت ليس بالقليل، الخبر كان فاجعة بالنسبة لنا»، بهذا عبّر الفنان إبراهيم الصلال عن حزنه الشديد بعد رحيل الفنان القدير أحمد الصالح، وتحدث الصلال بكلمات بالغة الحزن والأسى، وتذكر بدايته مع الراحل منذ أن كانا في بداية مشوارهما الفني، حيث قال: أنا الآن أتحدث عن صداقة دامت لأكثر من 51 عاماً، التقيت الصالح في بدايته مع الوسط الفني، والذي تزامن مع انطلاقتي الفنية، كانت لي ذكريات عديدة طوال الـ51 عاما، لا يمكن أبدا أن ننسى الفنان الإنسان أحمد الصالح، الذي كان فناناً بأخلاقه قبل أي شيء آخر، فقد تعلمنا منه الكثير في الوسط الفني، ومنذ بدايته وهو عنوان للالتزام والتواضع في معاملته مع الآخرين.

وأوضح الصلال أن زمالته بالراحل شدت وثاقها بداية من خلال ارتباطهما معا في المسرح الشعبي، وتابع: أعتبر الصالح أديب المسرح الكويتي، كانت أدواره التي قدمها من خلال المسرح تشهد على «عملقته» الواضحة وتأثيره البيّن في الحركة المسرحية في الكويت، وأغلب الفنانين في ذلك الوقت يعتبرون أحمد الصالح أحد أهم المراجع الفنية في المسرح وكذلك في التلفزيون، لا أستطيع أن أعبّر عن مدى الخسارة التي تلقاها الوسط الفني في الكويت والخليج، بعد رحيل هذا الأسطورة الذي أسعد الوسط بأعماله الخالدة، لا يسعني إلا أن أقول رحمة الله عليك يا أحمد الصالح، وأسكنك الله فسيح جناته، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».

محمد المنصور:

رحيل الفنان الخلوق

«ذكرياتي معه كثيرة، لا أستطيع أن أحصيها في حديث صحافي واحد، ذكرياتي معه تحتاج إلى وقفة طويلة وإلى وقت كبير»، بدا تأثر الفنان محمد المنصور واضحاً من خلال حديثه لـ«الجريدة» بعد رحيل الفنان أحمد الصالح، بحيث تذكّر المنصور أهم المحطات التي جمعته مع الراحل بداية من خلال فيلم «بس يا بحر»، حيث قال: الالتزام والصبر وحب الخير والتعامل الراقي مع الآخرين صفات ميزت الراحل وأعطته الكثير من المحبة من قبل الكثيرين، أعتقد أن الراحل كانت له وقفات مهمة في الوسط الفني الكويتي والخليجي، بحيث يعتبر أحد أهم الفنانين المؤثرين في الوسط الفني، سواء في المسرح أو التلفزيون.

وتابع: أنا لا أتحدث هنا عن رحيل فنان فقط، بل أتحدث عن رحيل أخ وصديق لأكثر من 50 سنة، أتحدث عن رحيل قامة ستضل للأبد خالدة وباقية في الوسط الفني في الساحة المحلية، أعماله وصفاته التي امتاز بها سنعلمها لأبنائنا في المسرح وفي التلفزيون، وأتمنى أن يدخله الله فسيح جناته وأن يرحمه برحمته الواسعة، وسنبقى نتذكره في كل وقت.

نبيل الفيلكاوي:

فقدنا معلماً كبيراً

بدوره، قدّم رئيس نقابة الفنانين، د. نبيل الفيلكاوي، التعازي إلى أسرة الفقيد والشعب الكويتي الذي أحب هذا الفنان الملتزم، وبرحيله فقدنا معلما كبيرا فنانا قديرا تميّز بدماثة الخلق وحسن السيرة، داعيا المولى أن يتغمده بواسع رحمته. وأضاف:» الراحل كان من الرعيل الأول الذي عاصر الحركة المسرحية في البلاد منذ بداياتها، كما شغل مناصب إدارية متنوعة، نظرا لخبرته وحنكته في إدارة الأمور بعيدا عن التشنج والعصبية، إذ ترأس إدارة فرقة المسرح الشعبي لسنوات عدة، وكذلك تولى رئاسته الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية».

علي جمعة:

مدرسة يتعلم منها الكثيرون

«فقدناك يابو عبدالله جسدا، ولكنك ستضل حاضرا معنا بروحك الخلوقة وأعمالك الخالدة»، استرجع الفنان علي جمعة ذكرياته مع الراحل الفنان أحمد الصالح، بحيث أوضح أن أول عمل قدمه في الوسط الفني كان أمامه من خلال مسلسل «كامل الأوصاف».

وأضاف: في عام 1982 وقفت أمامه، والآن في عام 2015 يغادر الدنيا، كم هي محزنة هذه الأوقات، وكم أنا متأثر بعد رحيل أحد أهم أهرام الفن في الوسط الفني المحلي والخليجي، عندما نتحدث عن القامة الكبيرة أحمد الصالح علينا التوقف مرارا وتكرارا عند حسن أخلاقه، وعند تعامله الخير والطيب مع الجميع. أحمد الصالح كان ومازال وسيبقى مدرسة عملاقة يتعلم منها الفنانون في الساحة المحلية، الصالح كان رمزا وجزءا لا يمكن أن يتجزأ من الحركة المسرحية في الكويت.

عبدالإمام عبدالله:

ذكرياتي معه لا تنسى

«الفنان أحمد الصالح كان مؤثرا في الوسط الفني في الوطن العربي، وليس في الخليج فقط، ورحيله بالنسبة لنا خبر مؤثر إلى أبعد حد»، استعاد الفنان عبدالإمام عبدالله ذكرياته في المسرح الشعبي مع الراحل أحمد الصالح عندما كان رئيس مجلس إدارة المسرح، وأوضح عبدالله أنه عندما كان أمين سر المسرح الشعبي ارتبط بكثير من الأعمال مع الراحل، سواء في المسرح أو في التلفزيون.

وتابع: هذا قضاء الله عز وجل وجلّ، ويجب أن نتذكره الآن بكل خير، وأن ندعو له أن يدخل إلى جنات الخلد.

أحمد الصالح كان رمزاً فنياً عملاقاً تعلم من التزامه وحبه للفن جميع الفنانين، أعتقد أن الصالح قدّم للوسط الفني أعمالا لا يمكن أن ينساها المشاهد طوال حياته، أعماله وسيرته غنية عن التعريف، ولا نطلب من الله عز وجل إلا أن يرحم فقيدنا ويدخله فسيح جناته.

لمحات من مشوار الراحل في المسرح والتلفزيون

قدّم الفنان القدير أحمد الصالح خلال مسيرته الطويلة الكثير من الأعمال المسرحية الناجحة مع فرقة المسرح الشعبي الذي يُعتبر أحد أبرز أعمدتها، وشارك في مسرحيات عدة مع فرق أهلية وخاصة، وله تجربة سينمائية متميزة في فيلم «الصمت» بدور بوخليفة، من تأليف عبدالرحمن الضويحي وإخراج هاشم محمد.

اسمه الثلاثي أحمد عبدالله الصالح، وهو من الرعيل الأول الذي عاصر الحركة المسرحية في البلاد منذ بداياتها مع النمش وخريبط والضويحي.

لم يقتصر نشاط الصالح على المشاركة في الأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية والتمثيل على خشبة المسرح، بل تجاوز ذلك عبر مشاركته الفعلية والمميزّة في الإدارة سواء من خلال فرقة المسرح الشعبي الذي ترأّس مجلس إدارته سنوات عدة أو رئاسته الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية، وكان من ثمرة هذا النشاط الفني تكريمه في أكثر من مناسبة، منها مرور 40 عاماً على تأسيس فرقة المسرح الشعبي.

مع «المسرح الشعبي»

يُعتبر الصالح أحد أبرز رواد فرقة المسرح الشعبي، إذ شارك في أول عمل مسرحي قدّمته بعد تأسيسها الرسمي، وفي الموسم الثاني كعضو في مجلس الإدارة، نائبا للرئيس حتى الموسم 1967 - 1968، ثم ابتعد موسماً واحداً عن مشاركته في مجلس الإدارة، وعاد في موسمَي 69 - 1970، و70 - 1971 نائباً للرئيس، ثم رئيسا في موسم 71 - 1972، ليبتعد بعدها مجدداً عن المشاركة في مجلس الإدارة إلى عام 77/ 1978، ثم أصبح رئيساً لمجلس الإدارة في موسم 82/ 1983.

من أعماله المسرحية، «سكانه مرته» فكرة حسين الصالح الحداد، تأليف عبدالرحمن الضويحي وإخراجه، عُرضت في 3 يناير 1964 على خشبة مسرح كيفان، وهي من بطولة عبدالعزيز المسعود، وإبراهيم الصلال، ومريم الغضبان، وطيبه الفرج، ومريم الصالح، وعبدالعزيز النمش، وفيحان العربيد، وجاسم المواش، وخالد الصقعبي، وحسين غلوم.

وفي عام 1964 عرضت مسرحية «غلط ياناس» فكرة عبدالكريم مراد، تأليف عبدالرحمن الضويحي وإخراجه، من بطولة إبراهيم الصلال، وعبدالعزيز المسعود، ومريم الصالح، ومريم الغضبان، وطيبة الفرج، وعبدالعزيز النمش، وخليفة خليفوه.

ومن أعماله أيضاً «الفنون جنون» و»كازينو أم عنبر»، و»حرامي آخر موديل» و«مدير طرطور» و«ضعنا بالطوشة»، فضلاً عن مشاركات مهمة له في الأعمال الناطقة باللغة العربية، وكذلك أعمال أخرى تلفزيونية حققت له شهرة كبيرة.

back to top